غدا عندما يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلتقي الرجلان وجها لوجه للمرة الخامسة منذ سنة ونصف سنة، أي منذ بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا. وتخللت هذه اللقاءات اتصالات هاتفية كثيرة حصلت بينهما في مناسبات عدة، وكانت سوريا دائما محورها الرئيسي، استنادا إلى وسائل إعلام الجانبين.
في اللقاءات السابقة، حصل نتنياهو من بوتين على الكثير. حرية تحرك في سماء سوريا، وإطلاق صواريخ على مخازن وشحنات أسلحة لـ"حزب الله" بموجب اتفاق ضمني امتنعت فيه موسكو عن تحريك أنظمتها المضادة للصواريخ المنتشرة في سوريا. ويكتسب اللقاء الجديد أهميته من الديبلوماسية الجديدة التي تحركها موسكو على جبهات عدة من أستانا إلى جنيف، من أجل رسم خريطة طريق سياسية وعسكرية للمرحلة الأخيرة للنزاع وتقسيم البلاد مناطق نفوذ.
وكان نتنياهو واضحا في قوله الأحد الماضي إن المحادثات السياسية لإنهاء الحرب في سوريا ستكون محور اجتماعه مع بوتين، خصوصا أن إيران تحاول في سياق الاتفاق أو من دونه، ترسيخ حضورها في سوريا، مع وجود عسكري بري وبحري دائم، ومساع تدريجية لفتح جبهة في الجولان.
في غياب خطة أميركية واضحة لسوريا، يخشى نتنياهو تسوية سياسية لا تأخذ في الاعتبار مصالح بلاده. فمع دخول الحرب مراحلها الأخيرة، لم تعد بضعة صواريخ تطلق عبر الحدود إلى منطقة الجولان تقلق إسرائيل. صارت مخاوفها تتعدى ذلك إلى احتمال إقامة منطقة خاضعة لنفوذ "حزب الله" على حدودها الشمالية الشرقية.
لم تعد تكفي الإسرائيليين حرية التحرك في سوريا والغارات التي تشنّها على مخازن أسلحة للحزب بحجة منعه من اقتناء صواريخ متطورة من إيران. وقد غضت روسيا الطرف عن هذه التحركات الإسرائيلية في المنطقة. فقد بات نتنياهو يتطلع إلى خط أحمر روسي واضح ضد وجود دائم لـ"حزب الله" في جنوب سوريا بعد انتهاء الحرب.
تشبه هواجس نتنياهو تلك التي سيحملها الجمعة إلى روسيا، هواجس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القلق من إقامة كيان كردي على حدود بلاده بعد انتهاء الحرب في سوريا. ولكن فيما تتأرجح قدرة روسيا على التحكم بالورقة الكردية وفقا لتطورات الميدان في الشمال السوري، تبدو قدرة موسكو أقل في التأثير على "حزب الله" وتاليا على ايران.
فعلى الرغم من أهدافهما المتباعدة في سوريا، لا تزال روسيا وإيران و"حزب الله" في خندق واحد في سوريا، أقله حتى الآن، وليس مرجحا أن يحصل نتنياهو في موسكو على أكثر مما أخذه حتى الآن.
نقلا عن "النهار" اللبنانية