سياسة دولية

انتخابات هولندا.. صعود لليمين وبرامج انتخابية معادية للإسلام

النائب اليميني المتطرف المعادي للإسلام غيرت فيلدرز يدلي بصوته- جيتي
توجه الهولنديون إلى مراكز الاقتراع الأربعاء، في انتخابات تشريعية تشهد صعودا لليمين المتطرف، في ظل أزمة دبلوماسية مع تركيا، وبرامج انتخابية معادية للإسلام والهجرة. 

وتأتي هذه الانتخابات -وما زال كثير من الهولنديين مترددون- بعد حملة طرحت فيها قضايا مرتبطة بالهوية، ستشكل اختبارا للتيار الشعبوي قبل عمليات اقتراع مماثلة في أوروبا.

فبعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، تتوجه الأنظار إلى حزب النائب اليميني المتطرف المعادي للإسلام غيرت فيلدرز، الذي تراجع في استطلاعات الرأي الأخيرة، بعد تقدم استمر أشهرا.

اقرأ أيضا: "تلغراف" تقرأ نتائج انتخابات هولندا غدا بظل الأزمة مع تركيا

وأدلى فيلدرز بصوته في مدرسة في إحدى ضواحي لاهاي، أمام عدد كبير من الصحفيين. وقال: "أيا كانت نتيجة انتخابات اليوم، الأمور لن تبقى على حالها، وهذه الثورة الوطنية موجودة لتبقى"، وفق قوله.

وبدأ الناخبون البالغ عددهم 12.9 مليون، بالتوجه إلى مراكز التصويت، اعتبارا من الساعة الـ06:30 بتوقيت غرينتش، وهم في طريقهم إلى العمل أو المدرسة، إذ إن هذه المراكز أقيمت في محطات القطارات والمحلات التجارية، وحتى في منازل خاصة.

وستغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الـ20:00 بتوقيت غرينتش، وينتظر صدور التقديرات الأولية للنتائج بعيد ذلك، بينما ما زال عدد قياسي من الناخبين لا يعرفون أي مرشح سيختارون عند التصويت.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة 74 في المئة.

برنامج معاد للإسلام


ويتلخص برنامج فيلدرز الذي يقع في صفحة واحدة بإغلاق الحدود أمام المهاجرين، ومنع بيع القرآن، وإغلاق المساجد في بلد يشكل المسلمون خمسة في المئة من سكانه.

وقد جلبت له أفكاره دعما كبيرا خلال أزمة الهجرة، لكن عددا كبيرا من الهولنديين يرون أنه يبالغ فيها.

وقال نيلز وهو يتابع المناظرة في حانة في لاهاي: "من حقه إعطاء رأيه، لكنه لا يقترح أي حل، ولا يقوم سوى ببث الخوف".

تراجع مؤيدي فيلدرز


وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت نتائجها الثلاثاء، إلى أن الحزب الشعبي الليبرالي والديموقراطي الذي يقوده روتي يتقدم بفارق كبير على حزب فيلدرز، "حزب الحرية".

وتعد النتيجة التي سيحققها الحزب الشعبوي اختبارا قبل انتخابات الأشهر المقبلة في فرنسا، ثم في ألمانيا. 

ويتوقع أن يحصل حزب رئيس الوزراء على ما بين 24 و28 مقعدا من أصل 150 في مجلس النواب في البرلمان الهولندي، لكنه بعيد جدا عن الأربعين مقعدا، التي يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته، بحسب الاستطلاعات الأخيرة.

أما حزب "الحرية" الذي تصدر اللائحة لأشهر، فلن يحصل على أكثر من 19 إلى 22 مقعدا، تليه الأحزاب التقليدية مثل حزب النداء المسيحي الديموقراطي والتقدميين في حزب الديموقراطيين 66.

ويمكن لحزب النداء المسيحي الديموقراطي الذي هيمن لفترة طويلة على الحياة السياسية في هولندا، أن يصبح أيضا أكبر حزب في البلاد، ومن شبه المؤكد أن يشارك في الحكومة.

وخلال الحملة، اقترح هذا الحزب إلزام التلاميذ بترديد النشيد الوطني، وأعاد فتح الجدل حول مسألة ازدواج الجنسية.

ووعد هذا الحزب، كما قرر حزب روتي، بالامتناع عن التعاون مع فيلدرز.

رفض التعاون مع اليمين المتطرف


ويرى الخبراء، أنه إذا خرج حزب النداء المسيحي من الاقتراع كأكبر حزب سياسي في البلاد، فيفترض ألا يشارك فيلدرز في الحكومة، إذ إن غالبية الأحزاب الأخرى ترفض التعاون معه.
 
ويلزم النظام الانتخابي الهولندي النسبي بشكل شبه كامل، الحزب الفائز بتشكيل تحالفات حكومية.

وما عقد المشهد السياسي، اندلاع أزمة سياسية في نهاية الأسبوع الماضي، بين لاهاي وأنقرة، بعد منع السلطات الهولندية وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات مؤيدة للتعديلات الدستورية.

وفي مشهد متشرذم، يمكن أن يستغرق تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد أشهرا عدة، والفترة القياسية حتى الآن بلغت 208 أيام، وسينبثق نتيجة اتفاق بين أربعة أو خمسة أحزاب.

وخوفا من الهجمات الإلكترونية، سيتم احتساب الأصوات بالكامل يدويا هذه المرة، وستعلن النتائج الرسمية الأسبوع المقبل.