مع اقتراب موعد
الاستفتاء التركي على
التعديلات الدستورية، يكثف المؤيدون والمعارضون حملاتهم الدعائية من حيث التنوع والانتشار، في معركة تغيير نظام الحكم في
تركيا إلى
النظام الرئاسي.
ورصد مسح أجراه
"عربي21"، رواجا متزايدا للحملات الدعائية في الشارع التركي، مع وجود تفوق ملحوظ في تنوع وانتشار الدعاية الخاصة بمؤيدي التعديلات الدستورية (فريق نعم) والتي يقودها حزب العدالة والتنمية، مقارنة بالحملات الدعائية لمعارضي التعديلات الدستورية (فريق لا).. وهو ما يطرح سؤال هل يحسم التفاوت الواضح في
الحملات الدعائية بين الفريقين نتيجة الاستفتاء التركي المقرر في 16 نيسان/أبريل المقبل؟
وأكد مراقبون في تصريحات خاصة لـ
"عربي21" أن التفوق في الدعاية وإن كانت مؤثرة ولها دور هام في تغيير قناعات الناخبين، إلا أنها ليست بالضرورة دليلا على حسم نتيجة الاستفتاء، لافتين إلى أن الحملات الدعائية في الانتخابات الأمريكية الأخيرة كانت ترجح فوز هيلاري كلينتون، لكن النتيجة كانت لصالح دونالد ترامب.
وقال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أحمد أبو على، إن مسألة الاستفتاء على الدستور مسألة تاريخية ملحة، سوف يحكم نتيجتها التركيبة السياسية والاجتماعية للمجتمع التركي، مضيفا أن التركيبة السياسية تشير إلى اتفاق حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على التصويت بـ"نعم"، واتفاق حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري على التصويت بـ "لا".
وأشار أبو علي في تصريحات خاصة لـ
"عربي21" إلى أن الحملات الدعائية تؤثر بشكل كبير سلبا أو إيجابا على فئة معينة من الشعب، وخاصة تلك التي لم تحدد موقفها بعد من التصويت بـ "نعم" أو بـ "لا".
وأوضح أن حزب العدالة والتنمية دائما له اليد الطولى، في كافة الحملات الدعائية السابقة، خاصة وأن النخبة الحاكمة للحزب تدخل ضمن حملاته الدعائية، سواء كانوا سياسيين أو رجال الأعمال أو مؤيدين يمثلون فئات وشرائح مختلفة من المجتمع التركي.
وأضاف: "الحملات الدعائية للاستفتاء التركي لن يكون لها تأثير كبير في حسم نتائجه لسبب أن الظروف التي عايشها الشعب التركي بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة، ستدفعه إلى الانحياز للواقع وليس العاطفة"، موضحا أن الحملات الدعائية لهيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية الأخيرة لم تحسم فوزها رغم تفوقها من حيث التنوع والانتشار.
وقال الصحفي المختص في الشأن التركي، إبراهيم بوعزي، أن انتشار الحملات الدعائية للمؤيدين والمعارضين يتفاوت بحسب المنطقة الجغرافية للكتلة الصلبة لكلا الفريقين، لافتا إلى أن حملة نعم على المستوى الإجمالي أقوى بكثير حتى على مستوى اللافتات في الشوارع والميادين سواء من حيث العدد أو الحجم.
واتفق بوعزي خلال حديثه لـ
"عربي21" أن التفوق في الدعاية لا يعني الحسم وإن كانت للدعاية دور مهم في التأثير على الناخبين مؤكدا أن الحسم سيحكمه القناعات والمواقف منذ البداية.
وتوقع بوعزي أن تحسم نتائج الاستفتاء لصالح فريق "نعم" لكن بفارق تصويتي بسيط، قائلا: "لم أتعود أن استشرف المستقبل لكن حسب قراءاتي لآراء عينات متنوعة من الأتراك ستتراوح النتيجة النهائية بين 51% إلى 55% لصالح النظام الرئاسي.. والله أعلم".