فتح إعلان
تنظيم الدولة مؤخرا، عن خروج
سد الفرات غربي محافظة الرقة عن العمل، بفعل القصف الأمريكي، الباب أمام تساؤلات تتعلق بالوضع الحقيقي للسد، ومدى صحة قرب تداعيه، بالاضافة للآثار المترتبة على انهياره فعليا، خاصة مع الارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة خلف السد.
وشهد محيط السد من الجهة الشمالية اشتباكات عنيفة بين قوات
سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وتنظيم الدولة، في مسعى لبسط السيطرة على السد ثم مدينة
الطبقة، من أجل نقل المعارك لاحقا إلى الجزء الغربي من مدينة الرقة التي تعد أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
ثلث مساحة سوريا
وبحسب وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، فإن بوابات تصريف السد أغلقت بعد انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي، مما أدى إلى توقف جميع تجهيزات وأقسام السد عن العمل بشكل كامل، مشيرة إلى صعوبة وصول فرق الصيانة إلى جسد السد ومبانيه، بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي واحتدام المعارك في مدخله .
وبحسب مراقبين فان انهيار سد الفرات يهدد ثلث مساحة سوريا بالفيضانات، فضلا عن تأثر مناطق واسعة في
العراق تصل إلى مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
اقرأ أيضا: "الدولة": سد الفرات على وشك الانهيار.. خرج عن الخدمة رسميا
ورغم أن الخبير الاستراتيجي أحمد الحمادي استبعد سيناريو الانهيار بفعل متانة الخرسانة وسمكها في أجزاء رئيسية من السد، إلا انه لم يغفل خطورة القصف المتواصل من القوات الأمريكية والكردية على السد ومحيطه.
وقال الحمادي في حديث لـ"
عربي21" إن أجهزة المراقبة تعطلت في السد، ما يعني بالضرورة ارتفاع منسوب المياه فيه، ولفت الحمادي إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة أعطت هدنة تمتد لأربع ساعات يوميا، من أجل إتاحة الفرصة لإصلاح الأعطال، لكنها لم تلتزم بها وواصلت القصف مما أوقف الجهود المبذولة.
لكن الخبير الاستراتيجي أشار أن طواقم الإصلاح، تمكنت من فتح احدى عنفات السد يدويا، الأمر الذي قد يساهم في خفض منسوب المياه في بحيرة السد التي وصل ارتفاعها إلى أكثر من 10 أمتار.
تواصل القصف
وعن المساحة التي يمكن أن تغرقها المياه في حال انهيار السد، أشار الحمادي أن مدينة الطبقة التي يقع فيها السد شمال سوريا وصولا إلى الرمادي في العراق، سيطالها التأثير بفعل أن الأراضي الممتدة والمحيطة به سهلية وتجري فيها المياه بسهولة.
ويحتجز السد خلفه بحيرة تبلغ طاقتها التخزينية 14 مليار متر مكعب من المياه، ويبلغ طولها 80 كلم، ويصل عرضها إلى 5 كلم. وكانت البحيرة إحدى أهم موارد الثروة السمكية في سوريا.
اقرأ أيضا: "سوريا الديمقراطية" تنفي تضرر سد الفرات.. وتعلن وقف العمليات
وأكد الخبير أن أمريكا وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية تبدو غير آبهة بمدى خطورة الوضع، وتواصل قصف محيط السد، مستبعدا في ذات الوقت أن يقدم تنظيم الدولة على تفجير السد حال خسارته الطبقة، عازيا ذلك لغياب الإمكانيات الفنية لدى التنظيم، في ظل المتانة الكبيرة التي يتمتع بها السد حيث أنه صمم ليتحمل هزة أرضية بمقدار 10 درجات على مقياس ريختر.
يذكر فصائل المعارضة من السيطرة سيطرت على سد الفرات بمدية الطبقة في شباط /فبراير 2013 وانتزعته من قوات النظام السوري التي قصفته وألحقت به بعض الأضرار.
غير أن تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من السيطرة عليه مطلع عام 2014 بعد بسط نفوذه على كامل محافظة الرقة إثر معارك ضارية مع فصائل المعارضة.