تسببت تصريحات مبعوث
الجامعة العربية إلى
ليبيا، التونسي صلاح الجمالي، حول الوضع الأمني في طرابلس ووصفه للعاصمة بأنها "مستنقع للمليشيات"، بغضب في أوساط لجنة الحوار الليبي؛ مطالبة باستبداله.
وكان عضو لجنة الحوار السياسي الليبي، فضيل الأمين، قد رد على الجمالي، وطالب بإقالته من منصبه، كونه شخصية غير مرغوب فيها الآن في ليبيا، بحسب منشور للأمين عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، الأربعاء.
تجاوز
وأكد الأمين في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن "الجمالي تجاوز حدوده الدبلوماسية عدة مرات في تصريحات مستفزة وغير مسؤولة، ووصفه للمشهد في ليبيا، ما يجعله غير صالح لهذا المنصب أو أن يكون حلقة وصل بيننا وبين الجامعة العربية"، حسب قوله.
وأضاف: "رأي الجمالي لا يلزمنا أبدا، ويجب أن تطلبوا منه أن يوضح رأيه ويثبت ما صرح به، وهنا أقول له: كل مدننا الليبية ليست مستنقعات يا سيد جمالي، وأنت تجاوزت الأدب والدبلوماسية والحدود المرسومة لعملك، وأيضا أنت لا تمثل تونس الشقيقة والتي تربطنا بها علاقات جيدة".
وكان الجمالي قال من تونس إن الوضع في طرابلس أصبح من الصعب السيطرة عليه، وأن العاصمة أصبحت "مستنقعا للمليشيات"، خاصة الإسلامية منها، مضيفا أن "الأمر مختلف في بنغازي التي يسيطر عليها الجيش (قوات
حفتر)، ولا توجد بها مليشيات كثيرة"، حسب تعبيره.
جهل
من جهته، طالب أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، بضرورة رفض لجنة الحوار السياسي في ليبيا التعامل مع هذه الشخصية بعد تصريحاته التي تنم عن "جهل" بما يدور في ليبيا"، مضيفا لـ"
عربي21": "ماذا تتوقع من شخص اختاره أحمد أبو الغيط (في إشارة لأمين عام الجامعة العربية)؟ وكذلك يجب عدم التعامل مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر"، وفق قوله.
ورأى الإعلامي الليبي المقيم في مصر، محمد السلاك، أن "هكذا تصريح سيصعب من مهام المبعوث العربي إلى ليبيا، ويقلل من فرص قبوله من أحد الأطراف، وبالتالي أتصور أن حظوظه في الاستمرار في مهامه أصبحت ضعيفة ما لم يستدرك الأمر بتصريح أو توضيح"، حسب قوله.
انسجام
وقال عضو حزب العدالة والبناء الليبي، المبروك الهريش، إن "طلب الأمين بإقالة المبعوث العربي لن يلقى أي صدى في أروقة الجامعة العربية، لأن تصريح الجمالي ينسجم مع التوجه العام لـ(الأمين العام للجامعة) أبو الغيط".
وبخصوص إمكانية حدوث مشكلة بين لجنة الحوار الليبي وبين الجمالي، استبعد الهريش، حدوث ذلك، لأن "بعض أعضاء لجنة الحوار يوافقون الجمالي فيما أبداه حول العاصمة الليبية"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وتابع: "ما يجعل تصريحات المبعوثين الدوليين إلى ليبيا غير دقيقة؛ أمران: الأول هو أنهم يمثلون دولا تحمل مواقف متناقضة، لهذا فهم يحاولون ترضية هذه الدول باختلاف مواقفها تجاه الأزمة الليبية، أما الأمر الآخر فهو عدم استيعابهم للمشهد الليبي المعقد وتركيبة المجتمع في ليبيا باختلاف شرائحه"، وفق تقديره.
موقف شخصي
لكن عضو لجنة الحوار الليبي، محمد علي عبد الله، رأى من جانبه، أن "موقف فضيل الأمين يعتبر موقفا شخصيا ولا يمثل اللجنة، كون الأمين سبق أن صرح أن لجنة الحوار لا دور لها، أي أنه لا يعترف بهذه اللجنة، وهو ما يجعل نسب التصريح له بهذه الصفة (عضو لجنة حوار) غير دقيق، وأن تصريحه ما هو إلا تغريدة عبر صفحته الشخصية"، حسب قوله.
من جهته، أكد العضو السابق في المؤتمر الوطني الليبي، فوزي العقاب أن "مبعوث الجامعة العربية سيجد مبررا دبلوماسيا لتصريحه يرضي من استهجنه، أما عن موقف الجامعة من طلب عضو لجنة الحوار فأظن أنها لن تستجيب له؛ كون الجامعة تتعامل مع دول وليس أشخاصا"، وفق قوله لـ"
عربي21".
ورأى الباحث الليبي علي أبو زيد، أن "هناك عدم دقة في تصريحات المبعوثين إلى ليبيا، وذلك بسبب مصادر معلوماتهم غير الدقيقة وغير المحايدة، كما أن الخلفيات السياسية لكثير من المبعوثين تؤثر غالباً على تصريحاتهم ومواقفهم وتؤثر على حيادهم ومصداقيتهم"، حسب قوله لـ"
عربي21".