أجبرت حملة شبابية دشنها عدد من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، اثنين من مهندسي العلاقات الموريتانية
الإسرائيلية في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، على الاعتذار للشعب الموريتاني عن تلك الحقبة.
فقد أعلن وزير الخارجية الأسبق محمد فال ولد بلال، اعتذاره للشعب الموريتاني عن الدور الذي لعبه في إبرام العلاقات الموريتانية الإسرائيلية.
ودعا في مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات المحلية، إلى ضرورة التواصل بين الأجيال، وتجاوز الماضي بكل تفاصيله، مضيفا أن الاستقالة في عهد ولد الطايع بتسعينيات القرن الماضي لم تكن واردة، نظرا لكون البلاد حينها كانت تخطو خطواتها الأولى نحو الديمقراطية والبلد يفتقد لتعددية إعلامية.
بدوره أصدر وزير الخارجية الأسبق، أحمد ولد سيد أحمد (المتهم الرئيس بهندسة العلاقات الموريتانية الإسرائيلية) بيان اعتذار تحت ضغط الحملة التي غصت بها وسائل التواصل الاجتماعي ودعت لعزل جميع رموز نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع ممن لهم صلة بملف العلاقات الموريتانية الإسرائيلية.
وقال ولد سيد أحمد بيانه الذي وصلت نسخة منه لـ"
عربي21" إنه لما كلف سنة 1999 بالتوقيع على رفع العلاقات بين
موريتانيا وإسرائيل من درجة مكتب رعاية مصالح إلى درجة سفارة، "اعتبرت شأني في ذلك شأن المسؤولين الذين سبقوني وأولئك الذين خلفوني، أنه كان علي أن أقوم بالمهمة التي أسندت إلي، علما بأن الموظف يكلف بمهام قد لا يكون مقتنعا بها، ولا ريب أن هذه المهمة بالذات كانت من هذا النوع بالنسبة لي" بحسب تعبيره.
وختم بيان اعتذاره بالقول: "لست بحاجة لأن أؤكد موقفي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، وهو الموقف الذي تمليه علي القيم الإسلامية والانتماء العربي ورفض الظلم. كما أنني أشاطر الشعب الموريتاني بصفة عامة، والشباب الموريتاني بصفة خاصة، تضامنهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله العادل ضد الاحتلال الصهيوني".
جرد بأسماء مهندسي العلاقة
وقام عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي، بإعداد لائحة تضمنت أسماء عدد من الشخصيات التي لعبت أدوارا في إقامة العلاقات الموريتانية الإسرائيلية.
وتضمنت تلك اللائحة:
- وزير الخارجية أحمد ولد سيدي أحمد (وقع اتفاق رفع تمثيل إسرائيل إلى سفارة).
- وزير الخارجية محمد فال ولد بلال (استقبل موفد إسرائيل شالوم إلى نواكشوط).
- وزير الخارجية الداه ولد عبدي (زار إسرائيل والتقى شارون).
- الشيخ العافية ولد محمد خونه (زار إسرائيل في إطار مهام تطبيعية).
- أحمد ولد تكدي أقام في إسرائيل فترة من الزمن سفيرا لولد الطايع.
- جا مختار ملل أقام في إسرائيل فترة محاسبا لسفارة ولد الطايع.
دعوة للتصعيد
ودعا الباحث الموريتاني والمدون، المختار ولد نافع، نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي إلى تصعيد حملتهم من أجل إجبار بقية الضالعين في إقامة علاقات مع إسرائيل، على الاعتذار للشعب الموريتاني.
ولفت في تصريح لـ"
عربي21" إلى أن هذه الحملة أثمرت سريعا، لكنها بحاجة لأن تستمر "فقد أزعجت المطبعين، وأوصلت رسالة مفادها أن فضحية
التطبيع ستلاحقهم مدى الحياة".
من جهته أكد الناشط الإعلامي والمدون أحمد ولد محمد فال، أن الحملة الشبابية هذه، كشفت أن الضغط على المجاهرين بمنكر التطبيع، مثمر جدا.
ولفت في تصريح لـ"
عربي21" إلى أن اعتذار اثنين من رموز التطبيع، أظهر قدرة الحملات الشبابية بمواقع التواصل الاجتماعي على توجيه الرأي العام وملاحقة المفسدين والمطبعين أيا كانوا.
انشقاقات في صفوف المعارضة
وأعلن عدد من قادة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أكبر تحالف لأحزاب المعارضة الموريتانية) استقالتهم، احتجاجا على انضمام منسق العلاقات مع إسرائيل، أحمد ولد سيد أحمد، للمنتدى.
ومن بين من قدموا استقالتهم، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية محمد غلام ولد الحاج الشيخ، ونائب رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني المختار ولد بكار.
وعام 1999 أصبحت موريتانيا ثالث دولة عضو في الجامعة العربية (إلى جانب مصر والأردن) تعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة، وتقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
وتم تجميد العلاقات ردا على الحرب على غزة في 2009، قبل أن يعلن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز عام 2011، قطعها بشكل كامل.