هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن مصر تمر اليوم بمنعطف خطير، يقتضي من كل السياسيين أن يصلوا إلى حل يؤدي إلى إسقاط هذا النظام الذي يشكل خطرا وجوديا على مصر، فإذا لم يكن هناك إمكانية أن نتفق على ما نريد... فلنفكر في الاتفاق على ما لا نريد!
لم يكتف نظاما بشار الأسد وعبد الفتاح السياسي بكل صنوف الكذب لمحاربة حق شعبيهما بالحرية والكرامة، بل راحا يجربان ابتداع طرق وأساليب جديدة، في سياق حربهما النفسية الشرسة ضد شعبي البلدين، بهدف إقناعهما بأن التمرد لم يعد مجدياً وأن عليهما أن يستسلما لأقدارهم
نموذجا "حلاوة وخاطر" هما التعبير الحقيقي لوعي وعقل أمة لا يُراد لها أن تقاوم المستبد أو ترفع رأسها في وجه العدو. وما بين النموذجين المتضادين يعيش المصريون في طاحونة الحياة على شكل تدافع مستمر سينتهي حتما لصالح النموذج الأخير
اتضح لنا أن علماء السياسة تراوحت أمورهم بين الذهول والعجز وانخراطهم في العلوم السيسية التي أبرزت علماء ساروا في موكب الاستبداد، فانتقل بعضهم ليسوّغ ويبرر لدولة الضد حينما تمارس عكس جوهر وظائفها
هناك نزوعاً متزايداً، وقد كان موجوداً على الدوام، نحو تعليب الوعي وبناء أطر فكرية وقيمية له، قوامُها بث روح النكوص والارتداد، وإشاعة العدوانية، وغرس الكراهية، وتمجيد القوة وأوهام التفوق العرقي ومبررات القمع
على كل القوى المجتمعية عدم اليأس، بل على العكس؛ فهناك الكثير من المؤشرات باقتراب حدوث توازن في القوى (أو على الأقل تقليل الفارق)، مما يسمح بالانتصار أو حدوث ثورة شاملة ناجحة
أردنا أن نعدد النماذج لرأينا صنوفا وأشكالا كلها ضد الساسة بمعانيها الحقيقية ووظائفها الجوهرية، وأدوارها التغييرية والنهضوية.. رضوا الدنو والدونية
لإبعاد شبهة المبالغة في التوصيف يمكن للمتابع أن يقارن بين حال بلد كسوريا في ظل الاحتلال الأجنبي بخسته وإجرامه، وبين حاله في ظل نظام السفاح الحالي وأبيه، إذ لم نسمع عن قتل مئات الآلاف بهذه الصورة إلا في ظل نظام "الممانعة والقومية العربية"
ما بال هؤلاء من علماء السياسة يتناسون باب العلاقات المدنية العسكرية الذي يؤثر بالضرورة على كل مسارات التحول الديمقراطي والقدرات والإمكانات التي تتعلق به ويقفون في جوار العسكر، متغافلين عن أن الدولة المدنية تكون في مواجهة تغول العسكر والدولة العسكرية أكثر مما تكون في مواجهة الدين والتدين
احترقت كل أوراق الاستبداد، ودخل في دوامة أصبح فيها خلاصتها الطبيعية حتمية الانفجار القريب وبداية الانهيار. الكابوس قرب أجله
هكذا يُقرأ التاريخ، ومن خلاله نعرف أن ثمن الحرية باهظ جدا، وأن من يقول: لا تطالبوا بحرياتكم لأن الثمن سيكون قتلا وسجنا، نقول: إن من يقول ذلك لا يعرف التاريخ ولا يدرك قيمة الحرية
يبدو أن فعل الثورة يبدأ وينتهي في اللحظة التي يسقط فيها النظام الذي تثور عليه الناس، ولا يندرج تحت هذا المعنى التغيير بقوة الجيوش والأمن، مهما صلحت أو حسنت نواياهما
تفكيك الدولة الحديثة لا ينكر أهمية السلطة السياسية في الإسلام ومحوريتها، لكنه ينزع عنها المركزيَّة الوثنيَّة التي اكتسبتها في حقبة ما يُسمَّى إعلاميّا بـ"الإسلام السياسي"، ويُنزِلها منزلتها بغير تفريط أو إفراط، بوصفها مآلا توفيقيّا لا توقيفيّا
نقض كابوس الاستبداد يتطلب نقض مفاهيمه التي يرتكز عليها ويؤسس لها وعليها ذهنية الناس
تشكّل أجهزة المخابرات في العالم العربي إحدى أهم آليات الاستبداد وإعادة إنتاجه، من خلال اختراقها للدولة والمجتمع، ومحاولة إخضاعهما بشكل كامل، عبر التحكم بمختلف المجالات والقطاعات