تعاني صناعة
خبز الكرواسون الشهير في
فرنسا من صعوبات كبيرة، بسبب شح إنتاج
الزبدة الحيوانية التي تعد المكون الرئيسي في هذا الخبز التاريخي، الذي اعتاد الفرنسيون على تناوله في وجبات الإفطار.
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها ترجمته "
عربي21" إن أصحاب المخابز في فرنسا حذروا من العزوف عن هذه الصناعة التاريخية، بفعل ارتفاع أسعار الزبدة في عموم أوروبا بنسبة لا تقل عن 90%.
ونقل التقرير تصريحات سابقة لـ"ماتيو لابي" من هيئة صناعة الخبز قال فيها لصحيفة لو فيجارو الفرنسية: "كنا ندفع 2500 يورو مقابل طن واحد من الزبدة، ولكن الآن ندفع أكثر من 5300 للطن، ونتوقع أن ندفع المزيد قريبا، وقد لا نكون قادرين على الحصول على الزبدة".
وأضاف "لابي": "تمثل الزبدة حوالي 25 في المائة من مكونات الكرواسون، وارتفاع سعرها يهدد صناعة المخبوزات والحلويات، حيث يعمل في هذه الصناعة حوالي 30 ألف شخص لن يتمكنوا من امتصاص هوامش الربح المتقلصة لفترة أطول".
وروى التقرير أساطير وقصص عدة حول أصل صناعة الكرواسون، لكنه ذكر أن "نجاح صناعته تعود لخباز نمساوي اشتهر في القرن الثامن عشر بصناعته لمعجنات الكرواسون، وافتتح من أجل ذلك مخبزا في شارع ريتشيليو في وسط باريس، ومنذ ذلك الحين أصبح الكرواسون وجبة الإفطار الأساسية لدى الفرنسيين، وسرعان ما أصبح بديلا عن رتابة الخبز البريطاني".
ويقول التقرير إن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الزبدة يعود إلى انخفاض إنتاجية الحليب في جميع أنحاء أوروبا، خاصة في فرنسا، إلى جانب ارتفاع الطلب محليا ودوليا عليها، كما أن معظم الحليب يستخدم لصنع الجبن أو الكريم وليس الزبدة.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن المزارعين الفرنسيين يشتكون أيضا من أنهم يحصلون على كميات أقل من الحليب مقابل تكلفة الإنتاج، وذلك لأن أوروبا لديها 350 ألف طن من الحليب المجفف، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.