ملفات وتقارير

كيف تغيرت مواقف هؤلاء من أزمة الأقصى منذ الانقلاب بمصر؟

قضية القدس خارج اهتمام الساسة والإعلام.. و"المشايخ" بمصر
قضية القدس خارج اهتمام الساسة والإعلام.. و"المشايخ" بمصر
كان لتلك المؤسسات والشخصيات المصرية مواقف حاسمة من أزمات المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية في السابق، لكنها تغيرت اليوم، وظهر ذلك جليا في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس، وتظاهرات "جمعة الغضب" لنصرة للأقصى.

الجامعة العربية

ورغم سخونة الأحداث وتلاحقها بمدينة القدس وبمحيط المسجد الأقصى، إلا أن الجامعة العربية لم تتفاعل إلا ببياني إدانة؛ الأول: صدر الاثنين الماضي، وجاء الثاني على لسان المتحدث الرسمي باسم الجامعة، محمود عفيفي، الجمعة.

وإثر تسعة أيام من الأزمة دعت الجامعة، الأحد، لاجتماع "طارئ" على مستوى المندوبين الدائمين، الأربعاء القادم، وهو ما لم يرق لرد فعل الجامعة بتشرين الثاني/ أكتوبر2015، عندما دعت لاجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

كما لم يرق رد فعل الجامعة أيضا إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ على مستوى القادة، مثل مؤتمر القاهرة في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2000، إثر اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون للحرم القدسي.

الرئاسة

وتجاهل قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، أحداث المسجد الأقصي وحصار قوات الاحتلال له. وخلال خطاب له استمر 22 دقيقة بافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية (غرب البلاد) السبت، لم يذكر السيسي اسم المسجد الأقصى ولا القضية الفلسطينية ولا مدينة القدس بكلمة واحدة.

وفي المقابل، وأثناء الاعتداء الإسرائيلي على غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، أطلق الرئيس محمد مرسي، خطابه الشهير: "غزة ليست وحدها"، والذي هدد فيه سلطات الاحتلال بأنهم لن ينعموا بسلام مع أي اعتداء على الأرض الفلسطينية والحرم القدسي.



الخارجية المصرية

واكتفت الخارجية المصرية ببان أطلقته الأربعاء، مطالبة تل أبيب "بعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع، واستثارة المشاعر الدينية".

ولم يظهر وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري، الصديق المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الأزمة ولم يطلق تصريحا واحدا يخص أحداث القدس.

وفي 2013، اتخذت الخارجية المصرية عدة خطوات على صعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة اليونيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي، لكشف خطط إسرائيل تغيير هوية القدس والمسجد الأقصى، وشاركت في مؤتمر المانحين لتطوير القدس بمدينة باكو في أذربيجان.

وزارة الأوقاف

وتجاهلت وزارة أوقاف الانقلاب، القائمة على شؤون الدعوة والمساجد بمصر، أية إشارة إلى أحداث المسجد الأقصي؛ بخطبة الجمعة الموحدة، والتي جاءت بعنوان "مفهوم المواطنة والانتماء وواجبنا تجاه السائحين"، وهو ما دفع صحيفة "هآرتس" العبرية، السبت، للقول إن "وزير الأوقاف مختار جمعة أصدر تعليماته لأئمة وخطباء المساجد بعدم الحديث عن الأقصى".

وفي المقابل، أدانت وزارة الأوقاف في 2012، بقيادتها الدينية وعلمائها ودعاتها وخطباء المساجد، الممارسات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، وطالبت الأمة الإسلامية بحكامها وشعوبها باعتبار الحق الفلسطيني هو المشروع القومي للمسلمين.

الأزهر

واكتفى الأزهر ببيان إدانة الخميس، دعا فيه لتحرك دولي عاجل لإنقاذ المسجد الأقصى.

إلا أن خطيب الجامع الأزهر، الشيخ عبد الفتاح العواري، تحدث في خطبته عن "الأخلاق"، دون تخصيص الخطبة عن ثالث الحرمين، ولكنه أشار إلى أن ما يحدث الآن بالمسجد الأقصى هو بسبب عدم الخوف من الله، دون توجيه أية رسالة لدعم الحرم القدسي.

وفي أيار/ مايو 2013، شهدت ساحة الجامع الأزهر مظاهرات حاشدة بمليونية "نصرة القدس"، وقام المتظاهرون بحرق علم إسرائيل أمام الأزهر.

اليساريون والناصريون

وعلى الرغم من اهتمام تيار اليسار المصري، وأصحاب التوجه الناصري، بالقضية الفلسطينية على مدار عقود مضت، حيث كانت لهم مشاركات ملموسة لتعرية الاحتلال باللقاءات الثقافية والدعوة للتظاهر بالجامعات، إلا أنه لم تسجل أية دعوة من أصحاب هذا التوجه أو الأحزاب التابعة لهم للتظاهر في "جمعة الغضب".

السلفيون

ولم يسجل علماء ومشايخ الدعوة السلفية بمصر أية ردود فعل بشأن أحداث الأقصى، ما أثار الغضب بمواقع التواصل الاجتماعي على صمت مشايخ مثل محمد حسان وحسين يعقوب وياسر برهامي، وغيرهم.

وعرفت الشيخ محمد حسان على سبيل المثال، بمواقف لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس، والقضية الفلسطينية، وأطلق خطبا وتسجيلات بعضها عبر قناة "الرحمة" الفضائية في هذا الإطار، ولكن قبل الانقلاب العسكري.



الشعب المصري

ورغم أن مصر كانت دائما سباقة في التظاهرات المناصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، عبر الجامعات والنقابات المهنية والأحزاب، إلا أن هذا المشهد غاب تماما مع الانقلاب العسكري، كما خلت شوارع القاهرة من أية مظاهرات بـ"جمعة الغضب".

الفنانون ولاعبو الكرة

واختفت أصوات الفنانين المصريين حول أزمة الأقصى الأخيرة، رغم أنهم قدموا أعمالا درامية وفنية عن القضية الفلسطينية، وبينها أوبريت "القدس هترجع لنا" عام 2007،، وأوبريت الضمير العربي عام 2008.



كما غاب عن التعاطف مع الأقصى؛ لاعبو كرة القدم المصريين؛ إلا النجم محمد أبوتريكة الذي أعلن وقوفه مع هبة الأقصى، وكان سابقا من أهم المناصرين للفلسطينيين، بتعاطفه الشهير مع غزة في 2009، وفي حفل تسليم جائزة الكرة الذهبية الجزائرية بداية 2016.



الصحف المصرية

وبالتزامن مع "جمعة الغضب" في مدينة القدس، خلت عناوين الصحف المصرية من أي حديث عن تظاهرات دعم المسجد الأقصى، وذلك على عكس ما كان يحدث من اهتمام بالقضية الفلسطينية، وبشكل خاص أي اعتداء على المسجد الأقصى، والذي كانت تبرزه الصحف كأهم القصص الخبرية، وهذا أيضا كان قبل الانقلاب.
التعليقات (1)
مصري متاءلم
الأحد، 23-07-2017 11:06 م
موءسف ومحزن لأقصي درجه ، كيف يحدث هذا من الحكام والشعوب ألعربيه ، أين ضمير إلامه ألعربيه وشعوبها واسفاه