نشرت صحيفة "ملييت" التركية تقريرا استعرضت فيه بعض الوصايا التي يمكن للحامل من خلالها التغلب على الآلام التي قد تعاني منها أثناء فترة الحمل، والتي تعد شائعة جدا بين الأمهات الحوامل.
ونقلت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، ما جاء على لسان الأخصائية في الأمراض النسائية والتوليد، غوكجة نور غونانج، التي أفادت أن الجنين يتغذى في رحم الأم عن طريق الحبل السري وغشاء المشيمة.لذلك، يتأثر الجنين بأي شعور سلبي تشعر به الأم.
وذكرت الصحيفة أن الآلام تعد من بين الطرق التي يعبر بها الجسم عن وجود خطر يحدق به. وعموما، تتغير حدة هذه الآلام بتغير نوع المرض الذي يصيب الجسم. وبما أن جسد الأم يشهد تغيرات فيزيائية وفيزيولوجية أثناء فترة الحمل، فستعاني الأم من آلام في العديد من المناطق من جسدها خلال تلك الفترة.
وفي هذا السياق، نوهت غونانج بضرورة معرفة السبب الذي يكمن وراء تلك الآلام ومعالجتها بعيدا عن الأدوية. وتجدر الإشارة إلى أن الآلام تظهر عند إفراز "هرمونات التوتر" داخل الجسم، حيث من المرجح أن تزيد تلك الأدوية من إفراز تلك
الهرمونات ما من شأنه أن يزيد من حدة الآلام التي تعاني منها الحوامل.
وبينت الصحيفة أن آلام الرأس تعد من أكثر الآلام شيوعا لدى الحوامل خلال فترة الحمل. وعلى العموم، قد تؤدي العديد من الأمراض على غرار ارتفاع ضغط الدم، والتهاب الجيوب الأنفية وأمراض العيون، إلى الإصابة بآلام الرأس . علاوة على ذلك، قد يعد الجوع وعدم أخذ قسط كاف من الراحة فضلا عن انخفاض درجات حرارة الجسم، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور آلام في مناطق متعددة عند الحوامل خاصة وأنها تؤثر بشكل سلبي على الوظائف الحيوية داخل جسم الإنسان.
ومن أجل التغلب على آلام الرأس لدى الحوامل، لا بد من أخذ قسط كاف من الراحة، وزيارة الطبيب من أجل علاج تلك الآلام في حال تواصل الشعور بالألم حتى بعد نيل قسط وافر من الراحة.
وأضافت الصحيفة أن آلام الأسنان تعتبر أيضا من بين الآلام الشائعة التي تعاني منها الحوامل أثناء فترة الحمل. وبالتالي، يجب معالجة الأسنان قبل حدوث الحمل. من جهة أخرى، يجب على
الحامل استشارة الطبيب فور الإحساس بهذا النوع من الآلام خلال فترة الحمل وذلك بهدف تلقي العلاجات اللازمة.
وأوضحت الصحيفة أنه ينجر عن التغييرات الفيزيائية التي يتعرض لها بطن المرأة الحامل أثناء فترة الحمل، آلام في منطقة الحوض، والبطن، والظهر. لذلك، يعد الحصول على قسط من الراحة، وتناول كميات كافية من السوائل، والاستحمام بماء دافئ من الطرق التي يمكن من خلالها التغلب على تلك الآلام. وفي حال باءت كل هذه المحاولات بالفشل، يجب حينها استشارة الطبيب بغية تلقي العلاجات اللازمة.
وفيما يتعلق بمخاطر استخدام الأدوية أثناء فترة الحمل، أوردت الصحيفة على لسان الأخصائية في الأمراض النسائية والتوليد أن هناك نقص في الأبحاث العلمية المتعلقة بأنواع الأدوية التي يمكن استخدامها أثناء فترة الحمل، إذ تعتمد المعلومات المتوفرة على إحصائيات نتائج استخدام تلك الأدوية لدى الحوامل.
ونوّهت غونانج إلى أنه على الرغم من إمكانية تناول دواء "الباراسيتامول" في علاج جميع أنواع الآلام لدى الحوامل، إلا أن استخدامه بكثرة على المدى الطويل قد يؤدي إلى مشاكل هرمونية عند الأجنة الذكور ما من شأنه أن ينجر عنه مشاكل في الأجهزة التناسلية لدى الأجنة بعد الولادة. فضلا عن ذلك، تؤكد العديد من الدراسات على أن استخدام "الباراسيتامول" بكثرة أثناء فترة الحمل من شأنه أن يؤدي إلى إصابة الأجنة بأمراض عقلية وجسدية. لذلك، ينبغي اللجوء إلى الطرق الطبيعية أولا عند علاج الآلام قبل اللجوء إلى الأدوية.
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تعد من بين أكثر أنواع الأدوية التي يتم اللجوء إليها في حال لم تُجد علاجات "الباراسيتامول" نفعا في تخفيف الآلام لدى الحوامل.
والجدير بالذكر أن تلك الأدوية تشكل خطرا كبيرا على
صحة الجنين نظرا لقدرتها على الوصول إلى الدورة الدموية للجنين ما من شأنه أن ينجر عنها مضاعفات خطيرة أهمها إتلاف الأعضاء الداخلية للجنين، وبالتالي يجب استخدام تلك الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص.