كشف تقرير في موقع "تاسك أند بيربوز" عن أن العملية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بعد أيام من دخوله إلى البيت الأبيض، قامت على معلومات تم فضحها قبل العملية، وأدت إلى فرار الهدف المطلوب، وهو زعيم تنظيم
القاعدة في
اليمن قاسم الريمي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الرئيس أمر بالعملية في نهاية كانون الثاني/ يناير، مع أن ما توفر من أدلة استخباراتية يشير إلى أنها لن تقود إلى جمع معلومات إلكترونية عن حجم وكثافة تنظيم القاعدة في اليمن.
ويقول الموقع إن البيت الأبيض، الذي وصف العملية لاحقا بالناجحة في الخطة، مضى وأرسل ستة عناصر من فريق العمليات الخاصة أو "قوات الفقمة"، مشيرا إلى أن العملية أدت إلى مقتل الضابط ريان أوينز، وجرح اثنين من فريق الهجوم، بالإضافة إلى مقتل 16 يمنيا، عشرة منهم تحت سن العاشرة، وقال البيت الأبيض إن 14 من ناشطي تنظيم القاعدة قتلوا، لم يكن من بينهم الريمي.
ويلفت التقرير إلى أن تحقيقا أجرته شبكة "أن بي سي" كشف عن تفاصيل العملية الفاشلة، حيث استند التحقيق إلى شهادات "عدد من المسؤولين، ومطلعين على عمل قوات العمليات الخاصة"؛ في محاولة من الشبكة لمعرفة الخطأ الذي قاد إلى فشل عملية 29 كانون الثاني / يناير، منوها إلى أن الشهادات تفيد بأنه لم يكن لدى فريق "نيفي سيل" الوقت الكافي للحصول على وثائق لتنظيم القاعدة وأجهزة إلكترونية تعود للتنظيم، بشكل يثير تساؤلات حول بيان البيت الأبيض بشأن نجاح العملية.
ويفيد الموقع بأن التحقيق أظهر التعاون والتنسيق في الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن بين دولة
الإمارات العربية المتحدة وأمريكا، والدور الذي أداه مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين في إقناع الرئيس ترامب بأن المضي في العملية سيجعله متميزا عن سلفه باراك أوباما المتردد.
وينقل التقرير عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهما إن فلين أخبر الرئيس بوصول معلومات من الإمارات العربية المتحدة تشير إلى وجود قاسم الريمي، وأنه شوهد هناك.
ويورد الموقع نقلا عن تحقيق الشبكة، قوله: "بحسب المصادر، فإن فلين قال إن القبض على الريمي أو قتله سيعطي الرئيس ترامب تميزا عن أوباما، وسيظهره بمظهر المغامر، في الوقت الذي كان فيه أوباما مترددا وحذرا بشكل دائم، وأكد فلين أن ترامب سيرضي الحلفاء الخليجيين العاملين في اليمن، وبحسب عدد من المصادر فإن فلين اعتبر الأسبوع الأول لإدارة ترامب في الحكم بمنزلة (تغيير اللعبة)".
وينوه التقرير إلى أن الهدف من الغارة على بلدة يكلا كان جمع الوثائق الإلكترونية، التي يتم من خلالها الكشف عن أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن، وأماكن وجودهم، مشيرا إلى أن الغارة كانت بشكل غير رسمي محاولة لملاحقة قادة تنظيم القاعدة، بمن فيهم المطلوب قاسم الريمي، الذي كان من المفترض وجوده في الموقع، بحسب ما اعتقد فلين ومصادره الإماراتية.
ويذكر الموقع أن والد الضابط أوينز عبر عن شكه في العملية وضرورتها، كما شعر بإحباط من تأكيد البيت الأبيض أنها كانت ناجحة، وقال: "لا تختفوا وراء مقتل ابني لتبرير نجاح الغارة؛ لأنها لم تكن ناجحة".
وبحسب التقرير، فإن الحملة لا تزال مستمرة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، حيث تقدم الولايات المتحدة الدعم الأمني واللوجيستي للسعودية هناك، لافتا إلى أن الأمم المتحدة قدرت في بداية هذا العام عدد القتلى المدنيين بحوالي 10 آلاف شخص؛ بسبب الحرب التي شنت عام 2015، بهدف إرجاع الحكومة الشرعية، وإجبار الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح على الخروج من العاصمة صنعاء.
ويبين الموقع أن نوابا عن الحزبين في الكونغرس تقدموا الشهر الماضي بمشروع قرار لوقف الدعم العسكري للسعودية، وقال النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا رو خانا، في بيان صحافي صدر يوم أمس، إن الولايات المتحدة قدمت الوقود للطائرات السعودية والإماراتية في الجو أثناء قيامها بغارات جوية فوق اليمن، وتدعم الحملة الجوية الحصار الذي يمنع وصول الطعام والدواء للمحتاجين اليمنيين، وأدى إلى كارثة إنسانية.
وأضاف خانا: "حان الوقت ليتوقف البلد عن تقديم الوقود في الجو لطلعات فوق اليمن، فإن الكونغرس والشعب الأمريكي لا يعلمان إلا القليل عن الدور الذي نؤديه في الحرب التي تسببت بمعاناة للملايين، وتعد تهديدا حقيقيا لأمننا القومي".
ويختم "تاسك أند بيربوز" تقريره بالإشارة إلى أن مشروع القرار يفرق بين الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، وبين حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية، ما يؤشر إلى أن هذه الحملة ستستمر ومعها طائرات دون طيار هناك.