هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الموجة الاحتجاجية التي اندلعت في إيران بشكل مفاجئ، على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتتمثل مطالب المحتجين في إسقاط النظام الحاكم، وعزل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي. ولعل الأمر الذي غذى الغضب الشعبي هو انتشار صور المظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه اندلعت مؤخرا موجة من الاحتجاجات في العديد من المدن الإيرانية على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لتتعالى الأصوات المنادية بإسقاط النظام. ومن جهتها، اتهمت الحكومة الإيرانية جهات خارجية ومعارضة بمحاولة زعزعة استقرار البلاد. وعلى الرغم من تحذيرات السلطات الإيرانية من مغبة تواصل الاحتجاجات، إلا أن الغضب الشعبي أبى أن يخمد، لترتفع وتيرة الاحتجاجات يوما بعد يوم.
وذكرت الصحيفة أنه اندلعت، يوم السبت الماضي، اشتباكات بين القوات الأمنية ومجموعة من الطلبة أمام جامعة طهران، الذين كانوا يطالبون بعزل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي. وحيال هذا الشأن، أكدت مهندسة معمارية أن "أغلب المتظاهرين من الفقراء والطلبة الذين يرزحون تحت وطأة تبعات الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران منذ سنوات".
اقرأ أيضا: ترامب: الشعب الإيراني مقموع منذ سنوات وزمن التغيير حان
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاحتجاجات أسفرت عن مقتل شخصين في مدينة دورود، وذلك وفق لما ورد في تصريح أدلى به حاكم محافظة لورستان، حبيب الله خوجستهبور، للتلفزيون الإيراني. وتعليقا على هذه الاحتجاجات، نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تغريدة على موقع تويتر أعرب فيها عن دعمه للمحتجين. ومن جهته، صرح ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية أن "الشعب الإيراني لن يصغي للتصريحات السخيفة للإدارة الأمريكية".
وأضافت الصحيفة أن موجة الاحتجاجات انطلقت من مدينة مشهد، التي تقع في شرق البلاد على بعد 900 كم من العاصمة طهران، حيث خرج آلاف المواطنين للشارع؛ تنديدا باستفحال الفساد في مختلف هياكل الدولة وارتفاع أسعار المواد الغذائية. والجدير بالذكر أن المحتجين يحمّلون الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مسؤولية تردي ظروفهم المعيشية؛ نظرا لعدم نجاعة الإصلاحات الاقتصادية التي أقرها.
وأوردت الصحيفة أن انتشار صور المظاهرات في مدينة "مشهد" على مواقع التواصل الاجتماعي أثار حماس أهالي بقية المدن الإيرانية، ما أدى إلى اتساع رقعة الاحتجاجات في بقية أنحاء البلاد. ففي البداية، نادى المحتجون بعودة الابن الأكبر للشاه محمد رضا بهلوي، رضا بهلوي الثاني، إلى مسقط رأسه، وتعيينه شاها لإيران. وبناء على ذلك، ارتفع سقف مطالب الاحتجاجات من الخروج من الأزمة الاقتصادية إلى إسقاط نظام الملالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثروة الفاحشة التي جمعها رجال الدين أججت مشاعر الغضب في صفوف الشعب الإيراني. وخير مثال على ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يسيطر على "ستاد"، وهي مجموعة شركات تحتكر الاقتصاد الإيراني بمداخيلها التي تناهز 95 مليار دولار أمريكي. من جهة أخرى، تنفق إيران أموالا طائلة على تدخلها العسكري في سوريا، فضلا عن الدعم المالي السخي الموجه لحركة حماس.
وتابعت الصحيفة بأن مدينة رشت شهدت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الحرس الثوري الإيراني المدعومة من قبل قوات الباسيج. وخلال سنة 2009، اندلعت احتجاجات في إيران عقب فوز الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، بالانتخابات الرئاسية، حيث لعبت قوات الباسيج في ذلك الوقت دورا هاما في قمع المتظاهرين.
وذكرت الصحيفة أن الصحف الإيرانية دعت حكومة بلادها إلى الإصغاء إلى هموم المواطنين. وفي الأثناء، تبقى استجابة الحكومة الإيرانية لمطالب الشعب الإيراني أمرا مشكوكا فيه، وستكشف لنا الأيام القادمة حصاد الحراك الاحتجاجي في إيران.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الحكومة الإيرانية اكتفت بتنظيم مظاهرات مضادة؛ بهدف استعراض قوتها أمام المتظاهرين. وفي كل الأحوال، لن تثني السياسة القمعية التي تتوخاها الحكومة الإيرانية المحرومين عن تبليغ أصواتهم.