هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن تعاون طويل الأمد مع روسيا.
وتعمل منظمة أوبك وروسيا على اتفاق تاريخي طويل الأجل للتعاون في كبح إنتاج النفط بما قد يمدد القيود التي يفرضها مصدرون رئيسيون على إمدادات الخام العالمية لأعوام عديدة مقبلة.
وقال ولي العهد لرويترز إن الرياض وموسكو تدرسان تمديد تعاون في كبح إنتاج النفط بدأ في يناير/ كانون الثاني 2017 في أعقاب انهيار أسعار الخام.
وأبلغ الأمير محمد رويترز خلال مقابلة في نيويورك قائلا: "نعمل على التحول من اتفاق على أساس سنوي إلى اتفاق لفترة عشرة إلى عشرين عاما... لدينا اتفاق على الخطوط العريضة، لكن ليست لدينا تفاصيل بعد".
وعملت روسيا، وهي ليست عضوا في أوبك، مع المنظمة خلال فترات سابقة شهدت تخمة في المعروض العالمي من النفط، ترجع إلى عام 1990، لكن اتفاقا لأجل عشرة إلى عشرين عاما بين الجانبين سيشكل سابقة.
واستعانت السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، بروسيا ومنتجين آخرين للتعاون مع المنظمة حينما انهارت أسعار الخام من فوق 100 دولار للبرميل في 2014 إلى أقل من 30 دولارا في 2016.
وتعافى النفط إلى 70 دولارا، لكن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري الذي يشهد زيادة سريعة ضغط على الأسعار.
وقال دانييل يرجين نائب رئيس آي.إتش.إس ماركت للاستشارات: "الأمر يتعلق بما إذا كان الترتيب مواءمة قصيرة الأجل للتعامل مع تلك الأزمة على وجه الخصوص في سوق النفط، أم أنه يعكس إعادة تنظيم في عالم النفط"، مضيفا: "تريد دول أوبك إيجاد وسيلة لإضافة الطابع المؤسسي على تلك العلاقة، بدلا من أن تكون صفقة لمرة واحدة".
تحالف رغم الخلاف بشأن سوريا
تأتي الأنباء عن تحالف نفطي محتمل في وقت تعمل فيه الرياض وموسكو على تعزيز العلاقات الاقتصادية على الرغم من الخلافات بينهما حول الصراع الدائر في سوريا، حيث يدعمان أطرافا متضادة.
تدعم الرياض مسلحين يحاربون جيش الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم قوات روسية وإيرانية الأسد، وهو ما يعني أن روسيا تقف على نحو فعال مع إيران المنافس الإقليمي للمملكة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصبح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أول ملك سعودي على الإطلاق يزور روسيا. وترأس الملك وفدا إلى موسكو أبرم صفقات استثمار مشترك بعدة مليارات من الدولارات، وهو ما يتيح للاقتصاد الروسي، المتضرر بفعل هبوط أسعار النفط والعقوبات الغربية، استثمارات يحتاجها بشدة.
وعلى الرغم من خلافاتهما حول ملفات في الشرق الأوسط، تعمل روسيا والسعودية معا بفعل مصلحة مشتركة في دعم أسعار النفط العالمية، ونظرا لنفوذ موسكو في الشرق الأوسط منذ تدخلها العسكري في سوريا، وهو ما لا تستطيع دول أخرى في المنطقة تجاهله.
وفي محاولة لإنهاء اعتماد المملكة على النفط، يقود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خطة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط والغاز بحلول 2030.
وتخطط الرياض لجمع أموال من خلال طرح حصة تصل إلى خمسة في المئة في أرامكو السعودية النفطية الحكومية. ويمضي الوقت سريعا لإجراء طرح عام أولي هذا العام، لكن ولي العهد قال إن الطرح ربما يتم في نهاية 2018 أو أوائل 2019 بناء على الأوضاع في سوق المال.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأسبوع الماضي إن المستندات جاهزة، لكن مكان تنفيذ الطرح العام الأولي لم يتحدد بعد. ولا تزال بورصة نيويورك في السباق لاستضافة طرح أرامكو، بجانب لندن وهونج كونج، لكن الفالح قال إن هناك مخاطر "بدعاوى قضائية غير موضوعية"، إذا تم إدراج أرامكو في الولايات المتحدة.