هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمدير مكتبها في القدس لوفداي موريس والصحافي حازم بلعوشة، حول الصحافي الفلسطيني الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال يوم الثلاثاء إن الصحافي الفلسطيني الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود غزة كان ناشطا مع حركة حماس، بالرغم من أن الشركة التي أنشأها خضعت للتدقيق الأمني الأمريكي قبل أن تصادق الحكومة الأمريكية على منحة لها.
ويفيد الكاتبان بأن المؤسس المشارك لشركة "عين للإنتاج الإعلامي" ياسر مرتجى، أصيب بعيار ناري في الوقت الذي كان يصور فيه الاحتجاجات على السياج الحدودي يوم الجمعة.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان، قوله بأن مرتجى، الذي استخدم طائرات التصوير الصغيرة خلال عمله، كان يعطي مقاطع لحركة حماس تظهر مواقع الجيش الإسرائيلي، وكان برتبة نقيب في الجناح العسكري لحركة حماس، ويتقاضى راتبا منذ عام 2011، مشيرة إلى أن الوزير الإسرائيلي لم يقدم أي أدلة على ادعاءاته.
ويورد التقرير نقلا عن متحدث باسم الوزارة، قوله عندما طلب منه تقديم أدلة، إن كلمات ليبرمان "تعبر عن ذاتها"، لافتا إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ووزارة الدفاع لم تستجيبا لطلب التعليق يوم الثلاثاء، عما إذا كان تم استهداف مرتجى.
ويذكر الكاتبان أن مرتجى عمل مصورا لوثائقي للفنان الصيني إي ويوي، وصور لغيره من المؤسسات الإعلامية مثل "الجزيرة"، مشيرين إلى أن عائلته نفت بشدة الاتهامات الإسرائيلية، وقال أخوه معتصم إن "استخدامه لطائرة التصوير كان يهدف لإظهار أن لغزة وجها جميلا ونابضا بالحياة".
وتكشف الصحيفة عن أن شركة مرتجى في غزة خضعت للتمحيص بحسب المتطلبات الحكومية الأمريكية المشددة، كجزء في التعامل مع طلب مساعدة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو أس إيد)، بحسب ما قاله مسؤول في وزارة الخارجية، بشرط عدم ذكر اسمه، حيث تمت الموافقة على المنحة، بحسب المسؤول، ما جعل الأسئلة تثار، عما إذا كان هناك انتماء للجناح العسكري لحركة حماس فكيف لم يظهر ذلك، خاصة إن كان مرتجى معروفا لدى المخابرات الإسرائيلية.
ويلفت التقرير إلى أن الاحتجاجات الحدودية أشعلت حرب دعاية شرسة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، التي تسيطر على غزة، والتي تصنفها كل من إسرائيل وأمريكا بأنها منظمة إرهابية.
ويورد الكاتبان نقلا عن إسرائيل، قولها إن حركة حماس تحاول استخدام عباءة الاحتجاجات السلمية لشن هجمات إرهابية، مشيرة إلى أحداث عنف على الحدود، بما في ذلك ما وصفته بأنه محاولات لزرع المتفجرات وإطلاق النار، وتقول بأنه ليس أمامها خيار إلا أن تستخدم الذخيرة الحية ضد "مثيري الشغب" العنيفين.
وتستدرك الصحيفة بان حركة حماس استحضرت مارتن لوثر كينغ في بيانها، الذي تمنح فيه دعمها الكامل للمظاهرات في القطاع المحاصر، التي جذبت عشرات آلاف الفلسطينيين، فيما وصف زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، الأمر بأنه "حرب وعي" عندما حضر جنازة مرتجى يوم الجمعة.
وينقل التقرير عن الكثير من المتظاهرين، قولهم بأنهم ببساطة يطالبون بحقهم الذي تدعمه الأمم المتحدة، بالعودة إلى "مناطق تقع الآن في إسرائيل".
وينقل الكاتبان عن المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لا تستطيع إعطاء المزيد من المعلومات عن عملية التمحيص التي تجريها قبل الموافقة على منحها، ولم يقل إن كان الأمر يتضمن تفحص للقوائم الإسرائيلية السوداء، وقال إنه تم توقيع اتفاق على منحة بقيمة 11700 دولار أمريكي لشراء أجهزة، والمساعدة الفنية تم توقيعها لشركة "عين" للإنتاج الإعلامي، لكنها كانت "في مراحلها الأولى".
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول، قوله: "هم مستفيدون لأننا وقعنا هذا الاتفاق، لكن لم يتم صرف المنحة بعد"، لافتة إلى قول رشدي فراج، شريك مرتجى في العمل، إن المنحة كانت لإنشاء قسم رسوم بحسب مشروع "كومبيت" الذي تقيمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمساعدة تطوير القطاع الخاص الفلسطيني.
وينوه التقرير إلى أن مرتجى كان يرتدي معطفا مكتوبا عليه (PRESS) عندما أطلق النار عليه، وكان واحدا من حوالي 400 أصيبوا بالرصاص الحي، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وينقل الكاتبان عن ليبرمان، قوله بأن أي شخص يستخدم طائرة تصوير بالقرب من القوات الإسرائيلية فإنه يعرض نفسه للخطر، فيما يقول الصحافيون الذين كانوا مع مرتجى في اليوم الذي أصيب فيه، إنه كان يستخدم كاميرا (ستديكام) المحمولة.
وتورد الصحيفة نقلا عن حركة حماس، قولها في بيان لها بأن تصريحات ليبرمان كانت منافية "للحقائق على الأرض"، خاصة أن مرتجى لم يكن يصور مستخدما طائرة تصوير يوم الجمعة، مشيرة إلى أن البيان لم يتصد للادعاء بأن مرتجى كان يعمل معها.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن مرتجى كان واحدا من ستة صحافيين، قالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأنهم أصيبوا يوم الجمعة، وأضافت النقابة أن أحدهم يعمل للتلفزيون التابع لحركة حماس.