هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال تال ليف-رام الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف إن "أيام المعركة القادمة في قطاع غزة باتت موجودة في الزاوية، وهو ما تراهن عليه حماس، في ظل استمرار الطائرات الورقية المشتعلة مما يزيد من حدة الضغوط على المستوى السياسي الإسرائيلي، وربما يبادر الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجمات متى ما سنحت الفرصة أمامه للخلايا التي تطلق هذه الطائرات، مما يعني أن موجة تصعيد عسكري باتت تقترب منا مع مرور الوقت".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد ثلاثة شهور من المواجهة المستمرة في قطاع غزة، فإن الجدال الدائر في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية يزداد حول السياسة المتبعة تجاه التطورات الأمنية هناك، وإمكانية أن تزداد الأمور سوءا، حيث يكمن جوهر النقاش في ماهية التعامل مع الخلايا التي تطلق الطائرات، وهل تتم معاملتهم كما الوضع مع مطلقي القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل".
وأكد أنه "رغم ما يقال هنا وهناك حول البعد القانوني والقضائي لمعالجة ظاهرة الطائرات الورقية، فليس هو النقطة المركزية في النقاش الحاصل حولها، ومدى مشروعية استهداف هذه الخلايا، لكن التقدير الأهم هو الموقف الأمني والعسكري من أي رد متوقع، سواء بالنسبة لتطورات الموقف من الجبهة الشمالية، والثانية عدم رغبة إسرائيل في دخول مواجهة عسكرية أو عملية حربية طويلة في قطاع غزة".
وأشار إلى أن هذا "النقاش الدائر حول التوتر الأمني في غزة قد يعد أمرا سلبيا، لكنه نقاش جوهري ومشروع ومهم في ظل ما يملكه الجيش الإسرائيلي من معطيات أمنية واستخبارية، وقدرة على وضع تقدير موقف أقرب إلى الدقة، وقادر على توجيه انتقاد أو طلب إجابات من المستوى السياسي، ووضع البدائل".
وأكد الكاتب أن "وضع البدائل والخيارات تجاه مستقبل غزة ليس من حق وزراء الكابينت، وإنما واجبهم الأساسي، لكن اللافت أن بعض الوزراء الإسرائيليين يتناسى في غمرة النقاشات أن من يتخذ السياسة النهائية ويقررها هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أعلن دعمه المطلق للجيش، وأقر سياسته في إطلاق النار باتجاه مطلقي الطائرات الورقية".
وقال إن "بعض هؤلاء الوزراء الإسرائيليين يسعون إلى دحرجة الأمور، وتوجيه الانتقادات لقادة الجيش من كبار الضباط، لأن هذا الجيش بات بحسب اعتقاد عدد منهم أنه مردوع من حماس، كما أن هؤلاء الوزراء ذاتهم، لا يأخذون بعين الاعتبار أن رئيس الحكومة لديه مسؤولية كبيرة في التعامل مع المواجهة الدائرة أمام إيران في سوريا".
ويرى أن "هؤلاء الوزراء يحملون الجيش المسؤولية الحصرية في استمرار ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة من قطاع غزة، وتراجع مستوى الردع، مع أن الجيش لديه مستوى سياسي أعلى مسؤول عنه، وإن توصية منه كفيلة بتغيير وجهة الأوضاع الأمنية كليا في القطاع".
ويلفت الكاتب إلى أن "بعض الوزراء ولأسباب حزبية يوجهون انتقاداتهم لرئيس الحكومة لتسجيل نقاط عليه، وفي حال عثر الجيش على خلايا مطلقي الطائرات الورقية، فإن هناك نقاشا آخر سيجري في الكابينت المصغر، لأنه سيجر تصعيدا من حماس".
وختم بالقول بأن "الجيش والمؤسسة الأمنية لديهما تقدير بأن حماس غير معنية بمواجهة عسكرية، وتعلم أن الأثمان الباهظة التي تنتظرها من أي مواجهة عسكرية قد لا تقوى على دفعها، لأنها لم تتعافى بعد من جراحات حرب الجرف الصامد الأخيرة في صيف 2014، لكن الأشهر الأخيرة أثبتت أن حماس لديها الاستعداد الكامل للدخول في مواجهة عسكرية حتى حدها الأقصى من خلال تصعيد مفتوح، مما يعني أن أيام المعركة القادمة في القطاع باتت تقترب حتى أصبحت في الزاوية".
https://www.maariv.co.il/journalists/Article-646337