هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه "لا أحد في منطقة الشرق الأوسط سيقدر على تصدير نفطه إذا منعت الولايات المتحدة الأمريكية إيران من تصدير نفطها"، وهو ما أثار مخاوف واسعة من تأثير ذلك على إمدادات النفط العالمية، وتداعياتها السلبية على أسعار الخام.
وجاءت تهديدات روحاني ردا على الموقف السعودي والإماراتي من استعدادهما لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات العالمية للنفط، حال تأثرها بالعقوبات الأمريكية ضد إيران.
وقال روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني مساء الإثنين إنه إذا تم تهديد صادرات إيران من النفط الخام، فإن بقية دول الشرق الأوسط ستهدد كذلك، مضيفا: "يبدو أنهم لا يفهمون ما يقولونه عندما يقولون إن إيران لن يسمح لها بتصدير ولو قطرة نفط واحدة... حسنا، إذا كان بإمكانكم فعل شيء كهذا، فافعلوه وشاهدوا النتيجة".
وكان مسؤولون إيرانيون هددوا في السابق بغلق مضيق هرمز، وهو مسار رئيسي لشحن النفط، في حالة قيام الولايات المتحدة بأي عمل عدواني على إيران.
اقرأ أيضا: روحاني: هذا ما سيحدث إذا توقف العملاء عن شراء نفط إيران
وأصدر مجلس الوزراء السعودي، اليوم الثلاثاء، بيانا نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" الرسمية، قال فيه إن المملكة مستعدة لاستخدام طاقتها الإنتاجية النفطية الاحتياطية عند الحاجة"، موضحا أن سياسة النفط السعودية تهدف لتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق الخام.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، اليوم الثلاثاء، إن الإمارات العربية المتحدة على استعداد للمساهمة في تخفيف أي نقص محتمل لإمدادات النفط، مؤكدا أن "أوبك" ستعمل جاهدة اعتبارا من أول يوليو/ تموز على الالتزام بمستويات الامتثال الإجمالية للفترة المتبقية من عام 2018.
واتفقت أوبك مع روسيا ومنتجين آخرين في 23 يونيو/ حزيران الماضي على زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا بدءا من يوليو/ تموز الجاري وتعهدت السعودية بزيادة "محسوبة" دون أن تحدد أرقاما.
وكان النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانجيري، قد قال، أول من أمس الأحد، إن "أي طرف يحاول انتزاع حصة إيران من سوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".
وطلبت إيران، يوم الأحد، من الدول الأعضاء في أوبك "الامتناع عن أي إجراءات أحادية"، محذرة من تقويض وحدة "أوبك".
اقرأ ايضا: السعودية والإمارات: مستعدون لتعويض النقص بمعروض النفط
وفي تعليقه على تصاعد حدة التهديدات الإيرانية، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، إن تصريحات الرئيس الإيراني مجرد زمجرة إعلامية للتخويف، مضيفا: "إيران تهدد وتتوعد ولكن في النهاية الحكمة تسيطر على الاندفاع والمغامرة".
وأكد إسماعيل في تصريحات لـ "عربي21" أن الموقف السعودي والإماراتي بإعلان استعدادهما لتعويض أي نقص محتمل في إمدادات النفط العالمية، يأتي بهدف طمأنة الأسواق، وإرضاء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأكيدا لما تم الاتفاق عليها بمنظمة أوبك في اجتماع فيينا أواخر الشهر المنصرم، برفع الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا.
وأوضح إسماعيل إلى أن ضغوط ترامب على الدول المنتجة للنفط ودفعها لزيادة إنتاج الخام، مرتبط بأبعاد داخلية بالولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار البنزين بمحطات الوقود الأمريكية، في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
وأضاف: "استمرار ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية يثير مخاوف ترامب من معاقبة الناخب الأرميكي للجمهوريين في الانتخابات النصفية المقبلة"، لافتا إلى أن أسعار البنزين ستكلف السائق الأمريكي عام 2018 أكثر من 440 دولارا إضافية فوق تكلفة العام الماضي.
وتابع: "السعودية لا تستطيع حل مشكلة ترمب الذي طلب 2 مليون برميل إضافي، وهذا غير ممكن لأسباب تقنية ولوجستية، والسعودية لا تريد إغراق السوق بالنفط خوفا من انهيار الأسعار، لا سيما أن السعودية تفضل سعر النفط عند حدود 80 دولارا للبرميل لكي تجعل قيمة أرامكو جذابة للمستثمرين عندما يتم طرح اسهمها للاكتتاب العام 2019".
وأردف إسماعيل قائلا: " ترامب حاول في محادثة هاتفية إقناع العاهل السعودي الملك سلمان بأهمية رفع الإنتاج إلى 2 مليون برميل وكان عنوان المحادثة الرئيس هو استقرار السوق وتعويض النقص في الامدادات الناتج عن فرض حظر على استيراد النفط الإيراني ومشاكل الإنتاج في فنزويلا والعنوان الأخير النمو الاقتصادي العالمي، وهو كلام إيجابي لكن أزمة ترامب النفطية أعمق من ذلك".
اقرأ أيضا: أوبك تتفق على زيادة إنتاج النفط.. ماذا عن إيران؟
وارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بعدما أعلنت ليبيا حالة القوة القاهرة في بعض صادراتها من الخام، بينما ساهم فقد إمدادات كندية في رفع سعر الخام الأمريكي لأعلى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام.
وقبيل افتتاح بورصة نيويورك، قفز الخام الأمريكي 1.17 دولار أو 1.6% إلى 75.11 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، فيما ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 1.03 دولار ليصل إلى 78.33 دولار للبرميل.
وأشار الخبير في شؤون النفط خلال حديثه لـ "عربي21" إلى أن مشاكل أمريكا تكمن بعدم وجود بنية تحتية كافية لنقل النفط عبر أنابيب إلى موانيء ذات سعة كافية على خليج المكسيك، وهذه أزمة كبرى تواجه الولايات المتحدة الأمريكية.
وحول تحذير النائب الأول للرئيس الإيراني، من تقويض وحدة منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، قال إسماعيل: "أوبك ستبقى ومرت بأزمات سابقة ولم تمت".
وقلل إسماعيل من احتمالات نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية أزمة صادرات النفط، قائلا: "غير محتمل حدوث ذلك إلا إذا قام الحوثيون بأوامر إيرانية بإغلاق مضيق هرمز للملاحة النفطية، أو ضرب ناقلات النفط البحرية بصواريخ".
واستطرد: "لو حدث ذلك ستتدخل أمريكا عسكريا وهذا السيناريو مستبعد"، مضيفا: "اعتدنا على التهديدات الإيرانية ولكن قبل الوصول إلى حافة الهاوية تتراجع إيران".