هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مسؤولون عراقيون، الاثنين، عن سيطرة مليشيات شيعية تنتمي للحشد الشعبي، على آبار للنفط في محافظة نينوى (مركزها الموصل)، كانت تسيطر عليها تنظيم الدولة قبل استعادة القوات العراقية للمدينة عام 2017.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار لـ"عربي21" إن "حشودا تسيطر على آبار نجمة في مدينة القيارة بمحافظة نينوى، تدعي انتمائها للحشد الشعبي والأخير يتبرأ منها".
وأضاف أن "التجاوزات المجودة في محافظة نينوى كثيرة ولا تقتصر على آبار النجمة، فهناك استيلاء على الأراضي وبيع أطنان من حطام المباني والمؤسسات (الخردة)، وكذلك التجاوز على الدوائر الخدمية".
اقرأ أيضا: بذكرى "النصر".. ثروات ومقدرات سُنة العراق بقبضة "الحشد"
وحول إجراءات الحكومة المركزية، قال إن "الحشد الشعبي تنكر أي ارتباط أو توجيه لهذه الحشود التي تسيطر على الآبار وترتكب التجاوزات في نينوى، لكن هؤلاء لم يستجيبوا لكل النداءات".
ولفت إلى أن "مجلس محافظة نينوى، عقد جلسات عدة بخصوص التجاوزات وصوت على قرارات تمنع كل الجهات السياسية والأمنية من التدخل في الدوائر الخدمية، ومحاسبة كل من يقدم على ذلك" .
ودعا العبار السلطات المركزية إلى "فرض القانون في نينوى، والضرب بيد من حديد على كل من يتجاوز على الأملاك العامة والممتلكات الخاصة، لأنها ستؤدي إلى عدم استقرار الوضع الإداري في الدوائر الخدمية، وكذلك إبعاد المستثمرين".
وبخصوص كميات النفط التي تستولي عليها هذه المليشيات، قال العبار إن "نحو مئة صهريج تحمل النفط يوميا من هذه الآبار ويتم تهريبها عن طريق سوريا، بالطريقة التي كان تنظيم الدولة يقوم بها أثناء سيطرته على المدينة".
من جهته، كشف النائب في البرلمان عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، في حديث تلفزيوني عن سيطرة "كتائب الإمام علي" على آبار ثلاثة آبار في حقول نجمة تعتبر من أجود أنواع الآبار النفطية بالعراق.
وقال الجبوري إن "رجلا يدعى أبا رقية ينتمي للكتاب يسيطر على منفذ عبور صهاريج النفط التي تخرج من آبار القيارة باتجاه البصرة، ويطالب بحصته منها مقابل مرورها".
اقرأ أيضا: "الحشد" يرد على واشنطن لوضع أحد قادته بلائحة الإرهاب
وأضاف أن "وزارة النفط والجهات الحكومة العراقية تعلم بما يجري في المحافظة ولا تتحرك"، متهما محافظ نينوى نوفل العاكوب بـ"الفساد والتواطؤ وخيانة الأمانة، ومساهمته بتعبيد الطرق التي تم تهريب النفط من خلالها".
وشدد الجبوري على أن "نفط العراقيين يسرق يوميا ويتم تهريبه من هذه المليشيات المسلحة، التي من المفترض أن تكون رواتب للعراقيين كون البلد يعتمد على تصدير النفط في الوقت الحالي فقط".
وأكد النائب أن "حقول آبار النفط في محافظة نينوى ويبلغ عددها 72 حقلا ضمن أربعة حقول، هذه كلها كانت تصدر 30 ألف برميل يوميا قبل عام 2012".
ولفت النائب إلى أن "هذا الفصيل المسلح بدأ بالتوسع بعد دخوله المحافظة بالتعاون مع عدد من أبناء المنطقة، حتى سيطر في بداية عام 2018 على آبار النفط في حقل نجمة وبدأ باستخراج النفط وتهريبه".
وبين أنه تحدث مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ونائب رئيس الحشد الشعبي والكل "أبدى تعاطفه"، لكن هذه المليشيات فوق القانون وتدعي أنها حررت المحافظة وبالتالي كل شيء متاح لها من نفط وأراضي.. إلخ.
وظهرت "كتائب الإمام علي" على الساحة العراقية في نهاية حزيران/يونيو 2014، بتأسيس إيراني ويقودها شبل الزيدي الذي صنفته الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي، على لوائح الإرهاب بتهم تهريب النفط من أجل إيران وإرسال مقاتلين إلى سوريا.
وفي حديث سابق مع "عربي21" أقر أحمد الكناني النائب عن تحالف الفتح في البرلمان العراقي (الممثل لأغلب فصائل الحشد الشعبي)، بوجود حالات تجاوز من عناصر تنتمي للحشد بمناطق كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، واصفا إياها بأنها "تصرفات فردية".
اقرأ أيضا: عبد المهدي يقرّ بوجود تفجيرات سياسية بالموصل.. من وراءها؟
وأبدى عضو المكتب السياسي لـ"عصائب أهل الحق" استعداد تحالف الفتح للتحرك والمساعدة من خلال البرلمان، في حال وجدت أدلة قاطعة تؤكد تورط جهات تنتمي إلى الحشد الشعبي تقوم بهذه التصرفات (الابتزاز وتهريب النفط).
وأكد أن "تحالف الفتح يسمع بين الحين والآخر، بوجود تصرفات فردية لبعض المحسوبين على فصائل الحشد الشعبي الذين لديهم نفوس ضعيفة، وأكيد أنه إذا وصلتنا مثل هذه الأمور فسنضع حدا لها لأنها تسيء لسمعة الحشد والقوات الأمنية".
وبين أن "شكاوى سابقة وصلت لتحالف الفتح من المواطنين والحكومة المحلية (مجلس المحافظة)، فنتحرك وفق الآليات المرسومة.. مرة من خلال أمن الحشد الشعبي ومرة أخرى من خلال الأجهزة الأمنية في المحافظة".