ماذا وراء استمرار دعم روسيا لعائلة القذافي ونجله "سيف"؟

لا تزال التصريحات الروسية حول دعم عائلة العقيد الراحل معمر القذافي والتواصل معها مستمر، وسط تساؤلات عن سر مراهنة موسكو على "القذافي" وأتباعه، وما إذا كان للأمر علاقة بمواجهة الثورة الليبية التي لم يدعمها نظام بوتين يوما.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف أن "بلاده على تواصل مستمر مع ممثلي سيف القذافي المتواجدين في أوروبا والدول العربية وكذلك في داخل ليبيا.

وأشار المسؤول الروسي أيضا إلى أن "موسكو تتواصل مع الأطراف اللبنانية من أجل إنهاء حبس "هنيبعل" نجل القذافي، واصفا اعتقاله بـ"غير المنطقي" خاصة أنه اختطف حين كان في سوريا، وصدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة إخفاء معلومات بشأن قضية رجل الدين، موسى الصدر"، بحسب وكالة "سبوتينك" الروسية.

وأثار هذا الدعم والتواصل تساؤلا: لماذا تراهن "موسكو" حتى هذه اللحظة على القذافي وفلوله؟

لعبة مصالح

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "روسيا تعمل جاهدة للعودة إلي المشهد السياسي والعسكري العالمي لإحياء مرحلة ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي والعودة إلى النظام العالمي "ثنائي القطبية"، لذا ليس من الغريب أن يلجأ أتباع "القذافي" إلى حلفائهم فى حل بعض مشكلاتهم.

اقرأ أيضا: روسيا تدعم سيف القذافي.. ماذا عن حليفها العسكري "حفتر"؟

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ومن هذه المشكلات: قضية هنيبعل أو أن يكون لهؤلاء الأتباع دور فى مستقبل ليبيا، وهي لعبة توافق مصالح عقيمة لن تثمر عن شيء، فلن يعود العالم إلى الوراء، ولن تقبل أميركا بوجود قوة أخرى كشريك لها، فلقد انتهى الاتحاد السوفييتي وانتهي أيضا نظام القذافي"، وفق قوله.

حليف استراتيجي

ورأى عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر أن "عائلة القذافي متمثلة الآن في "سيف القذافي"، لا تزال حليفا استراتيجيا لموسكو والتي راهنت عليهم في السابق حتى في أيام القذافي الأخيرة، فروسيا تحاول استغلال ضعف القوة السياسية للثورة الليبية وتصدع صفها الداخلي حتى تفرض عائلة القذافي".

وأوضح لـ"عربي21": "أصبح "فلول" القذافي رقما صعبا في المعادلة السياسية خاصة بعد تعالي أصوات مؤيدة لهم في الداخل الليبي مستغلين إخفاق القوى السياسية الحالية في تحقيق جزء بسيط مما كان يؤمنه النظام السابق"، وفق تقديره.

واستدرك: "لكن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض عودة النظام القديم لما لها من صراعات قديمة وجديدة معه، وهو ما جعل أنصار القذافي ينظرون إلى واشنطن بعين السخط وهو ما تحاول روسيا استغلاله"، كما قال.

دعم الثورة المضادة

الإعلامي الليبي، عبدالحميد الحصادي قال من جانبه؛ إن "هذه التصرفات وهذا الدعم غير مستغرب من روسيا كونها لم تدعم الثورة الليبية يوما، ويعد دعمها للواء "المعزول" خليفة حفتر دعما مرحليا باعتبارها ثورة مضادة وزعيم ثورة مضادة وقتية لإجهاض ثورة ليبيا"، حسب كلامه.

اقرأ أيضا: لافروف يكشف موقف روسيا من الانتخابات الليبية

وتابع: "موسكو بكل تأكيد لديها مصالح وعقود أسلحة وعقود استثمار في النفط والبنية التحتية بالمليارات أبرمت مع "القذافي" حينها وتعلم أن هذة الصفقات لن ترى النور إلا بدعم أبناء القذافي للعودة لحكم ليبيا"، كما صرح لـ"عربي21".