هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ببيان لها وصل إلى "عربي21"، إصابة 50 فلسطينيا بجروح مختلفة بينهم 8 مسعفين وصحفي، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في الجمعة 64 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.
وتواصل مسيرات العودة فعاليتها في الجمعة الرابعة والستين، في ظل غضب ورفض فلسطيني لـ"ورشة البحرين" وللمؤامرات كافة، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وتراجع "إسرائيل" عن إجراءات تخفيف حصار قطاع غزة.
تصفية القضية
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة
وكسر الحصار على اليوم، جمعة "فليسقط مؤتمر البحرين"، وذلك في إطار
"مواجهة كل المخططات الرامية لتصفية القضية وتثبيت الدولة اليهودية على أرض
فلسطين، ورفض عقد ومخرجات ورشة البحرين".
وأكدت في بيان لها وصل إلى "عربي21"
نسخة عنه، على استمرار مسيرات العودة "بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية؛
كأداة كفاحية بيد شعبنا لحماية ثوابته وحقه في العودة وكسر الحصار الإجرامي عن
القطاع".
وتعهدت الهيئة الشعب الفلسطيني، بالعمل على
"ملاحقة تجار السياسة وسماسرة الأوطان"، مشددة على أن "فلسطين
ليست للبيع، ومقدساتنا وقف مقدس لا تنازل عنه".
وأوضحت أن "الحصار المفروض على شعبنا منذ
13 عاما، وتقطيع أوصال الضفة المحتلة والتهويد الممنهج للقدس، كل ذلك من أجل
التمهيد لمشروع تصفية القضية التي تقوده أمريكا والمعروف بصفقة القرن"، داعية
الشعب الفلسطيني إلى "النفير العام"، للمشاركة في فعاليات اليوم شرق قطاع غزة.
بدوره، أوضح عضو الهيئة الوطنية لمسيرات
العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن جمعة اليوم "تعبر
عن رفض الشعب الفلسطيني لانعقاد الورشة وما سيتمخض عنها، ورفض تصريحات وزير
خارجية البحرين (خالد بن أحمد آل خليفة)، بأن لدولة الاحتلال (إسرائيل) حق الدفاع
عن نفسها، وأن لا مانع لديه من نسج علاقات مع الاحتلال".
أيام ساخنة
وأكد في تصريح خاص لـ"عريي21"، أن
"ما صدر عن آل خليفة، هي خطوة مستغربة تتناقض مع قرارات القمم
العربية كافة"، لافتا إلى أن رسالة هذه الجمعة للإدارة الأمريكية، أنكم "فشلتم في
تدشين أصوات لتمرير حل سياسي تحت عنوان اقتصادي، فلا ازدهار في وجود الاحتلال".
ونوه أبو ظريفة إلى أن "الموقف الوطني
الفلسطيني يجمع على رفض أي نتائج لهذه الورشة، وشعبنا لا يقبل بكل أموال الدنيا المقايضة
على حقوقه الوطنية"، موضحا أن "معيار أي ورشة أو مؤتمر اقتصادي أو
سياسي، هو في تمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،
وعودة اللاجئين".
ولفت إلى أن "استمرار مسيرات العودة
والفعاليات؛ تندرج في إطار الفعل الكفاحي الرافض لصفقة القرن وللتطبيع، ولأي خطوات
يمكن أن تقدم عليها بعض الدول العربية لتمرير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
وجعل أراضيها منصات لتنفيذ مثل هذه الصفقات".
وبشأن تراجع الاحتلال عن تفاهمات كسر الحصار عن
قطاع غزة، ذكر عضو الهيئة الوطنية، أن "هذه الأيام ساخنة بفعل تراجع الاحتلال
عن معظم موجبات تخفيف الحصار؛ من وقف إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، والتلاعب
في مساحة الصيد، واستمرار قوات الاحتلال استهداف الصيادين بالبحر والمزارعين شرق
غزة بالرصاص الحي، وإدخال العديد من المواد إلى القطاع".
ونبه إلى أن "تراجع الاحتلال سابقة خطيرة،
وهو ما يعني انهيار هذه الالتزامات (التفاهمات)"، مطالبا مصر والأطراف
الإقليمية والدولية بـ"سرعة التحرك من أجل إلزام الاحتلال بإجراءات تخفيف
الحصار والإيفاء بالالتزامات التي عليه، والتي إذا ما انهارت سيتحمل الاحتلال كامل
النتائج، لأنه هو المسؤول عن هذا الانهيار".
خيارات مفتوحة
وفي ظل هذا الوضع، قال القيادي: "سنحافظ
في هذه الجمعة على سلمية المسيرة، لمنح الأطراف مساحة من الوقت للتدخل ولجم
الاحتلال ودفعه لتنفيذ الالتزامات، وفي حال إصرار إدارة الاحتلال على التراجع عن موجبات تخفيف
الحصار، ستكون الخيارات كافة مفتوحة أمامنا للضغط على الاحتلال".
وحول إمكانية عودة "الإرباك الليلي"،
ذكر أبو ظريفة أن "كل الأشكال النضالية بما فيها تسخين المسيرات وتوسيع
استخدام أدوات المقاومة الشعبية، كلها خيارات مفتوحة أمام شعبنا المحاصر".
وحول أهمية استمرار هذه المسيرات الشعبية في ظل
محاولات تمرير خطط ومشاريع لتصفية القضية الفلسطينية، أوضح أستاذ العلوم السياسية
هاني البسوس، أن "مسيرات العودة شكلت أحد أهم وسائل مقاومة الاحتلال وصدرت
صورة حقيقية عن حق العودة، وهي أيضا بمنزلة وسيلة تذكير للعالم بالحقوق الفلسطينية
وحقيقة الاحتلال الإسرائيلي".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن
"هذه المسيرات هي وسيلة للضغط على الاحتلال لتخفيف الحصار والتعاطي مع
المطالب الحياتية اليومية لأكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في غزة المحاصرة،
كما أنها وسيلة ضغط على المستوطنين في غلاف غزة، لمحاولة جعلهم يعيشوا المعاناة
اليومية كما هو الحال بالنسبة للفلسطينيين".
وذكر البسوس، أن "مسيرات العودة، تمثل
كذلك أحد خطوط الدفاع عن فلسطين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة
الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول العربية تطبيق صفقة القرن".
وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في
مسيرات العودة شرق غزة، إلى استشهاد 306 مواطنين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا
بجراح مختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة