سياسة عربية

صحيفة: تفاصيل محاولات أبو ظبي تغطية مجزرة "التبو" بليبيا

وفد قبيلة التبو اشترط على أبو ظبي الاعتراف بارتكابها للمجزرة- وام
وفد قبيلة التبو اشترط على أبو ظبي الاعتراف بارتكابها للمجزرة- وام

كشفت صحيفة لبنانية، ما قالت إنها بنود "صفقة"، قدمتها أبو ظبي لإحدى القبائل الليبية، بعد قصف طائرات إماراتية لمواقع تسكنها القبيلة، ما تسبب بارتكاب مجزرة دموية، خدمة لحليف أبو ظبي الجنرال خليفة حفتر.

 

ونشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الأربعاء، تقريرا قالت فيه إن الإمارات تحاول "لملمة نتائج قصفها الدموي لمدينة مرزق جنوب غرب ليبيا، دعماً لحليفها خليفة حفتر بداية الشهر الماضي، مشيرة إلى أن وفدا زائرا لأبو ظبي من قبيلة "التبو"، استلم بنود صفقة لتسوية ملف المجزرة".

 

وقالت الصحيفة: "مطلع هذا العام، شنّ المشير حفتر حملة واسعة للسيطرة على جنوب غرب ليبيا، الذي يُعرف باسم إقليم فزّان، حيث سقطت أغلب المدن في يد قواته، لكن قواته اصطدمت بمقاومة في مدينة مرزق التي تمثّل معقلاً لقبيلة التبو".

 

وأضافت :" سيطرت قوات حفتر على مرزق بعد دحر قوات التبو، لتشهد المدينة أعمالاً انتقامية أدت إلى حرق 90 منزلاً على الأقلّ وتهجير سكانها، لكن بعد إطلاقه الهجوم على طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل، اضطر حفتر إلى سحب عدّة تشكيلات تابعة له من الجنوب لتعزيز الجبهات جنوبي العاصمة، ما ترك فراغاً أمنياً في هذه المنطقة الشاسعة".

 

اقرأ أيضا : بعد أزمة "مرزق".. من يسيطر على الجنوب الليبي؟


ولفتت إلى أن قوة حماية الجنوب استغلت ذلك الفراغ لتعيد حضورها في مرزق، حيث تحولت المدينة تدريجاً إلى مركز لإطلاق العمليات ضدّ قوات حفتر، خاصة أن القوة المذكورة متحالفة مع حكومة «الوفاق» المتمركزة في طرابلس، وينحدر أغلب مقاتليها من التبو.

 

ودفعت المواجهة مع التبو إلى تضرّر قوات حفتر من العمليات المنطلقة من مرزق والتي شوشت على حملتها في طرابلس، فقررت التحرك.

 

اقرأ أيضا : مصدرلـ"عربي21": مرتزقة روس يقاتلون مع حفتر جنوب طرابلس

 

وتابعت الصحيفة :" بما أنّ حفتر يفتقر إلى تشكيلات في الميدان، فقد لجأ إلى الطيران المسيّر الإماراتي الذي شنّ سلسلة غارات ليلية استهدفت بداية عناصر تجمع عسكري، ثمّ مجموعة جاءت لنجدتهم كانت تحضر حفل زفاف قريب من الموقع، ما أدى إلى مقتل نحو 46 شخصاً وجرح أكثر من 50 آخرين، أغلبهم مدنيون.

 

وصعّدت هذه المجزرة التوتر في المدينة، ما قاد إلى حملة استهدفت مساندي حفتر الذين ينتمي أغلبهم إلى مجموعة تُعرف محلياً باسم «الأهالي»، وهم مواطنون سود البشرة لا ينتمون إلى أيّ قبيلة، وجاء أسلافهم إلى ليبيا في أزمنة قديمة. وقد أدى الصراع المحلي هذا إلى مقتل أكثر من 100 شخص من الجانبين، وتهجير مئات آخرين باتجاه البلدات القريبة.


وأضافت "الأخبار" :" هنا، دخلت الإمارات على الخطّ، وتواصلت مع التبو لإرسال وفد تفاوض من قِبَلهم إلى أبو ظبي، استجاب التبو للدعوة، وأرسلوا وفداً بالفعل إلى هناك".

 

ويقول مصدر مطلع على مجريات التفاوض لـ«الأخبار» إنه نُظِّم اجتماع مع مسؤولين إماراتيين، واجتماع آخر مع الناطق باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، الموجود منذ أسابيع في الإمارات لإجراء جولة إعلامية.

 

عاد الوفد التباويّ قبل أيام قليلة إلى ليبيا، مروراً بتونس، ليصدر قبل يومين بيان عن الزعيم التقليدي للجماعة، السلطان أحمد الأول، عبّر فيه عن موقف سلبي من الإمارات وحفتر. هنّأ السلطان، في بيانه، الوفد على عودته من الإمارات من «دون مكروه»، وأعلن رفضه لعرض أبو ظبي الذي لخّصه بطرح «تسويةِ ما بدر منها ومن عملية الكرامة بقيادة حفتر ضدّ التبو في مرزق، بعيداً عن الأنظار والطرق القانونية»، والتهديد - في حالة رفض المقترح - بالعودة للقصف الجوي.


وفي تفاصيل العرض الإماراتي، يبيّن المصدر نفسه لـ«الأخبار» أنه يحوي 5 نقاط مرهون تطبيقُها بإعلان التبو ولاءهم لحفتر، وهي:

 

أولاً، إيقاف التحريض الإعلامي على التبو ووصفهم بأنهم مرتزقة تشاديون؛ ثانياً، إيقاف العمليات العسكرية؛ ثالثاً، إرسال وفد من شرق ليبيا يضمّ شيوخ قبائل وأعياناً لترسيخ الاتفاق؛ رابعاً، تكليف كتائب موالية لحفتر بتأمين مرزق لمدة 6 أشهر (كتيبة خالد بن الوليد، كتيبة طارق بن زياد، كتيبة التمركزات الأمنية، وكتيبة درع الصحراء)، ثم تُستحدث كتيبة لتعويضها يقودها تباويّ؛ خامساً، تولي الإمارات صرف تعويضات للمتضررين.

 

اقرأ أيضا : "الوفاق الليبية" تتهم الإمارات وحفتر بقصف مواقع تابعة لها

 

ويضيف المصدر أن الوفد التباويّ لم يرضَ بهذه الشروط، وسعى إلى إضافة بند تقرّ فيه الإمارات صراحة بمسؤوليتها عن القصف الجوي، لكن أبو ظبي رفضت.

 

ويتابع بأن الوفد نظّم وأعيان القبيلة اجتماعات مع الناس في المساجد لطرح الأمر عليهم. وخلصت الاجتماعات إلى وجود أقلية تدفع في اتجاه مواصلة التفاوض لتحسين العرض، أما الأغلبية فهي ترفضه لعدة أسباب، أهمها أن المجزرة هي الأكثر دموية في حق التبو منذ استقلال ليبيا، ولا توجد إرادة لتقويض العلاقة الجيدة مع حكومة «الوفاق»، خاصة في ظلّ الخطوات التي تتخذها الأخيرة لحلّ مشكلة الجنسية التي تخصّ مواليد إقليم أوزو، وكثير منهم من التبو (يقع الإقليم الآن ضمن حدود التشاد، لكنه كان لوقت طويل تحت سيطرة ليبيا).


الخيارات الأخرى التي يعمل عليها التبو الآن، رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية حول الانتهاكات التي يتعرضون لها، سواء عسكرياً أو إعلامياً، ومواصلة تحسين العلاقة مع حكومة «الوفاق» التي اتخذت سلّة إجراءات تخصّ مرزق، تشمل تصنيفها «مدينة منكوبة»، مع ما يترتب على ذلك من منح ومخصصات مادية، ودعمها عسكرياً وسياسياً.

التعليقات (0)