هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة والسعودية زادتا من الدفاعات الأمنية بعد الهجمات التي طالت صناعة النفط الشهر الماضي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدولتين الحليفتين عقدتا اجتماعات من أجل ربط نظاميهما للدفاع الجوي، في وقت بدأت فيه السعودية في البحث عن تكنولوجيا مضادة للطائرات المسيرة.
وتفيد الصحيفة بأن الجيش الأمريكي قام بنشر ألفي جندي إضافي من قواته، وسربين من المقاتلات العسكرية، ونظامين للدفاعات الصاروخية، ومعدات أخرى، في السعودية، ضمن الجهود لتهيئة الأخيرة من أجل مواجهة إيران.
ويلفت التقرير إلى أن سلسلة من الحوادث، بما فيها هجوم صاروخي ضد ناقلة نفط إيرانية يوم الجمعة، زادت التوتر في المنطقة، ودفعت صناعة النفط للبحث عن إجراءات أمنية جديدة، مشيرا إلى أن إيران حملت حكومة أجنبية مسؤولية الحادث الذي وقع على بعد أميال من ميناء جدة السعودي.
وتنوه الصحيفة إلى أن الوجود الأمريكي المتزايد جاء وسط تفكير السعودية في شراء نظام مضاد للطائرات المسيرة، يهدف لتدمير الطائرات والصواريخ واكتشافها والتشويش عليها قبل أن تصل إلى أهدافها وتضرب المنشآت النفطية.
ويكشف التقرير عن أنه في تطور آخر، فإن الولايات المتحدة تحاول إقناع السعودية بربط نظامها الجوي بالنظام الدفاعي الجوي الأمريكي الأكثر تقدما في المنطقة، ما سيحذر السلطات السعودية عن قرب هجوم محتمل، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي، قوله: "قلنا لهم إن نظامهم الجوي ليس سريعا، كما أن الجهاز الدفاعي وقيادتهم المركزية تنقصهما الكفاءة"، فيما قال مسؤول في الخارجية إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الخاصة، لكنه قال: "تواصل الولايات المتحدة البناء على الشراكة الاستراتيجية بينها وبين السعودية".
ويشير التقرير إلى أن الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات 14 أيلول/ سبتمبر، على حقل خريص وبقيق، الذي يعد أكبر منشأة للنفط في العالم، وهو الذي قاد إلى وقف نصف إنتاج النفط السعودي، أي 6% من الإمدادات العالمية، لافتا إلى أن أمريكا والسعودية اتهمتا إيران بالقيام بهذه الهجمات في الوقت الذي تنفي فيه إيران أي علاقة لها بهذه الهجمات.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن نظام الدفاع الجوي في المملكة لم تتح له الفرصة مطلقا للرد على الهجمات؛ لأن النظامين السعودي والأمريكي لم يكتشفا إطلاق الغارة الجوية، وأضاف المسؤولون أن صواريخ باتريوت السعودية هي في الأساس قادرة على مواجهة الهجمات التي يطلقها الحوثيون من اليمن على المطارات ومنشآت النفط السعودية.
وبحسب التقرير، فإن أنظمة الدفاع السعودية والأمريكية لا تشتركان في البيانات في حال تم الكشف عن وجود هجمات، مشيرا إلى أنه بموجب المقترح الأمريكي الجديد فإن الطرفين سيقومان بالتشارك في غرفة تحكم واحدة، ما يمنحهما القدرة على التنسيق بشكل أكثر سهولة.
وتفيد الصحيفة بأن الدفعة الجديدة للتعاون تأتي بعد أشهر من الإحباط من جانب المسؤولين الأمريكيين، الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن السعودية تترك منشآتها النفطية عرضة للضربات، مشيرة إلى أن السعودية اتهمت بسوء إدارة صواريخ باتريوت، وذلك بحسب مسؤول أمريكي لديه اطلاع على المحادثات، الذي قال: "كان موقع صواريخ باتريوت مصدرا للتوتر في العلاقات الثنائية.. إنهم يحمون القصور وليس المنشآت النفطية".
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم من إفراط السعودية في استخدام صواريخ باتريوت، وتأجيل صيانتها والتدريب عليها، في محاولة إبقائها عاملة على مدار الساعة وكل يوم.
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يقومون بالعمل على تقديم الأولوية للدفاعات الجوية لمواجهة التهديدات من اتجاهات أخرى مثل إيران، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة الصحيفة.
وينوه التقرير إلى أن السلطات السعودية تقوم، وبالتشاور مع شركة "أرامكو"، بالبحث عن طرق لتشديد الأمن وزيادة الحمايات حول المنشآت النفطية، لافتا إلى أن السعودية تفكر في تطوير صناعة مضادة للطائرات المسيرة مع شركتي "ريثيون" و"نورثورب غرامان كورب"، بحسب ما قاله مسؤول سعودي، في الوقت الذي رفضت فيه شركة "ريثيون" التعليق.
وتفيد الصحيفة بأن السعودية تفكر أيضا بسلسلة من الخطوات الأمنية لمواقع "أرامكو" كلها، بحسب شخصين، بما في ذلك منع العاملين من أخذ صور للمنشآت الرئيسية، والطلب من الزوار ترك هواتفهم عند المدخل، والحفاظ على بيانات تسمح للمهندسين بتغيير قطع الغيار في أوقات الطوارئ.
وأرفقت "وول ستريت جورنال" تقريرها بسلسلة من الخرائط التي أظهرت الضرر الذي أصاب منشآت النفط من الضربة الشهر الماضي.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)