بدر العساكر.. ذراع ابن سلمان وصديقه منذ 13 سنة (بروفايل)

تكشفت خلال الأيام الماضية، تفاصيل جديدة عن اختراق الحكومة السعودية، شركة "تويتر" عبر موظفين، أحدهما أمريكي لبناني، والآخر مواطن سعودي.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية فإن الأمريكي اللبناني أحمد أبو عمّو، الذي قبض عليه، والسعودي، موظف "تويتر" علي آل زبارة، والوسيط بينه وبين الحكومة، أحمد الجبرين المطيري، جميعهم أدينوا في قضية التجسس من قبل مدير المكتب الخاص لولي العهد، بدر العساكر.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن توظيف العساكر لآل زبارة، وأبو عمو، كعملاء للحكومة السعودية داخل "تويتر"، تزامن مع تعيينه مديرا لمكتب محمد بن سلمان، منتصف العام 2017.

كما تبين أن العساكر متورط في الاستيلاء على حساب "تويتر" الخاص بالملك سلمان، حيث كان اسم الحساب "kingsalman"، بحوزة مغرد من جنسية أفريقية، قبل أن يقوم "هكر" سعودي بتوجيه من العساكر بالاستيلاء عليه لمنحه إلى الملك.

13 سنة صداقة

وبالعودة إلى سيرة بدر العساكر، نجد أن مدير مكتب ابن سلمان ينحدر من عائلة ثرية، عمل معها لسنوات، قبل أن يتشارك مع شقيقه في متجر للتمور، وهي الفترة التي تزامن فيها دخوله إلى عالم رجال الأعمال عبر بوابة الرياض.

في العام 2003، وبعد عودته من رحلة مع رجال أعمال إلى اليابان والصين، حيث كان العساكر عضوا في لجنة الصداقة السعودية الصينية، أسس رفقة شبان "لجنة شباب الأعمال"، والتي كان نشطا فيها إلى حين استقطابه من قبل مستشاري الملك سلمان (أمير الرياض حينها)، للعمل ضمن فريقه.

في العام 2006، كان اللقاء الأول بين العساكر ومحمد بن سلمان (21 عاما حينها)، وكان مستشارا لوالده، وضم ابن سلمان مدير مكتبه الحالي ليصبح عضوا في الأمانة العامة لجائزة "الأمير سلمان"، قبل أن يتولى مسؤولية أمينها العام سنة 2009.

بدر العساكر الذي تخرج من كلية التربية الفنية من جامعة الملك سعود (درس فيها ابن سلمان)، قال في مقابلة تلفزيونية إنه أحب الإدارة، وكان شغوفا بالمشاريع الريادية، لتنشأ مؤسسة "مسك" غير الربحية في العام 2011، وهي التي أصبحت الغطاء لكافة مشاريع ولي العهد، بميزانية وصلت إلى 3 مليار ريال (800 مليون دولار).

يصف العساكر ولي عهد السعودية بـ"الصديق والرئيس" في آن، قائلا إنه ورغم شخصية ابن سلمان الصارمة، إلا أنه لطيفا مع موظفيه، وأنه شجاع في التراجع عن الآراء التي يرى الأغلبية عدم صوابها.

تأسيس فريق للمستقبل

لم يخف بدر العساكر في تصريحات سابقة أن ولي العهد ومنذ توليه منصبه في العام 2015 إلى حين 2017، كان يعمل لساعات طويلة بشكل يومي، قبل أن يوكل مهاما للتخفيف عليه، لفريق من الشباب تم اختياره بكفاءة.

وأوضح العساكر أن الفترة التي سبقت تعيين فريق الشباب الذي أعده رفقة ابن سلمان للمستقبل البعيد، كان ولي العهد لا يأخذ أي إجازة أسبوعية، ويعمل لنحو 12 ساعة يوميا.

وكشف العساكر أن نحو تسعة آلاف شاب، انضموا إلى مبادرة "مسك" والتي تنشط في مجالات منها "التقني"، والذي يتورط فيه مدير مكتب ابن سلمان، عبر استقطابه مجموعة من الشباب أصحاب المشاريع الريادية، وتوظفيهم في خدمة مشروع ولي العهد السعودي.

اقرأ أيضا: WSJ: كيف أصبح موظف تويتر أبو عمو متهما بالعمالة للسعودية؟

اختلاف عن الآخرين

كان لافتا وجود علاقة قديمة تعود إلى نحو 10 سنوات، بين بدر العساكر، والمستشارين الآخرين لابن سلمان، تركي آل الشيخ، وسعود القحطاني الذي أبعد عن المشهد بعد تورطه بشكل مباشر في قضية اغتيال خاشقجي.

ومنذ إنشاء حسابه عبر "تويتر" في العام 2011، أظهر العساكر تغريدات تشير إلى وجود صداقة قديمة بينه وبين آل الشيخ، والقحطاني، في دلالة على التقارير التي تتحدث أن تصديرهم إلى المشهد يأتي فقط لكونهم أصدقاء لابن سلمان، وهو ما حاول العساكر نفيه.

إلا أن الاختلاف الذي يميز العساكر عن آل الشيخ والقحطاني، وغيرهم من المقربين من ابن سلمان، هو التزامه باللغة الدبلوماسية، وعدم انزلاقه إلى مستوى المستشارين المثيرين للجدل بالحوار.

ورغم قربه الكبير من ابن سلمان، وتمتعه بصلاحيات واسعة، إلا أن العساكر لا يظهر إلى جانب ولي العهد إلا في مناسبات رسمية قليلة، وعبر تصفح حسابه، يظهر أن بدر العساكر لا يفضل نشر صور شخصية له.

وعلى خلاف آل الشيخ والقحطاني، قابل العساكر النقد الحاد له بهدوء تام ودون خوض مواجهة مع الشباب، وذلك على إثر مقابلة تلفزيونية في أيار/ مايو الماضي، اتهم بسببها في تزيين الواقع المرير أمام الشباب السعودي، ومحاولة إيهامه أن الواسطات لا مكان لها في رؤية ابن سلمان، وأن أي شاب قادر على الوصول إلى مكان مثله.

مدير استثمارات ابن سلمان

وفقا لتقارير صحفية، فإن العساكر هو من يدير استثمارات ولي العهد محمد بن سلمان، ويعقد صفقات مع جهات غربية، إما عبر مؤسسة "مسك"، أو شركات أخرى خاصة.

وكانت صحيفة "آيريش تايمز" الايرلندية، قالت في نهاية كانون أول/ ديسمبر 2017، إن شركة "آيت انفستمنت" التي اشترت يختا، وقصرا، ولوحة "المخلص" لابن سلمان، بمئات الملايين من الدولارات، مسجلة باسم ثلاثة أشخاص، أحدهم بدر العساكر.

ونجح العساكر بإبرام اتفاقيات استراتيجية مع دول ومؤسسات غربية، أبرزها الأمم المتحدة، وتعنى غالبيتها بتطوير منتسبي "مسك" من عدة جوانب.