هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خصصت صحيفة "فايننشال تايمز" افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "دونالد ترامب يقتل آمال السلام في الشرق الأوسط"، للحديث حول قرار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن المستوطنات.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "الرئيس ترامب وصل إلى السلطة متعهدا بتحقيق (صفقة القرن) وإنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي، فهل هذا ما توصل إليه؟".
وتجد الصحيفة أنه "حتى لو كان صهره جارد كوشنر يواصل العمل على الخطة، التي جرى تأخيرها أكثر من مرة، فإن وزير الخارجية مايك بومبيو قام بتوجيه الضربة القاضية لأي أمل لحل الدولتين، فمن خلال اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قانونية، فإن بومبيو قام بإلغاء 40 عاما من السياسة الأمريكية التي قامت على اعتبار النشاطات الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي".
وتشير الافتتاحية إلى أن "الوزير الأمريكي أزاح عقبة رئيسية أمام ضم الأراضي الفلسطينية، وشرعن من عملية سرقة الأراضي في أماكن أخرى، وبدلا من القيام بدور الوسيط النزيه فإن السياسة الوحيدة التي كانت منسجمة لدى إدارة ترامب في الشرق الأوسط هي ميلها الكامل نحو إسرائيل، ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف".
وتلفت الصحيفة إلى أن "تدخل الإدارة الأمريكية الأخير جاء ليقلب وضع نتنياهو وتمسكه بالسلطة، في وقت يحاول فيه منافسه بيني غانتس تشكيل حكومة قبل يوم الأربعاء".
وترى الافتتاحية أن "قرار الإدارة هو الأكثر ضررا من بين قرارات حرفت ميزان القوة في المنطقة، فجاء أولا اعتراف البيت الأبيض بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها عاصمتهم المستقبلية، وفي آذار/ مارس اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان".
وتفيد الصحيفة بأن "الإعلان الأخير يرفض قرار الخارجية الأمريكية القانوني عام 1978، الذي رأى أن الاستيطان لا يتوافق مع القانون الدولي، وهو بهذا يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتضم الضفة الغربية المحتلة، ويدمر أي فرضة لقيام دولتين، ويمثل خطوة حاسمة لجعل إسرائيل دولة تمييز عنصري، وهي دولة تتشكل من ثلاثة أصناف من المواطنين، الإسرائيليين والعرب حملة الجنسية الإسرائيلية والفلسطينيين تحت الاحتلال".
وتقول الافتتاحية إنه "حتى حلفاء ترامب المتحمسين، مثل السعودية والإمارات اللتان عززنا من قوة التعاون الأمني السري والاقتصادي مع إسرائيل، لا تستطيعان دعم هذه الخطوات، وهما تخشيان من أن المواقف الأمريكية المؤيدة لإسرائيل ستزيد من التطرف وتزعزع استقرار المنطقة".
وتعتقد الصحيفة أن "اختيار كلام بومبيو له آثار ضمنية، فقال إن اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية لم يدعم السلام، والجدل حول من هو المخطئ والمصيب أمر غير صحيح ليكون موضوعا للقانون الدولي، مع أن احترام المعايير الدولية في مناطق النزاع هو حجر الأساس للنظام الأمني منذ الحرب العالمية الثانية".
وتقول الافتتاحية إن "كلام بومبيو يعد هدية للزعماء الأقوياء، مثل رئيس وزراء الهند نارندرا مودي، الذي خرق قواعد الدستور عندما قرر ضم كشمير إلى الهند في آب/ أغسطس، وربما كان يفرك يديه فرحا، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيطر على ثلاثة جيوب في سوريا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعطى الضوء الأخضر لرجاله بضم شبه جزيرة القرم عام 2014".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "سياسة أمريكية تقوم على ما أسماه بومبيو القبول بالواقع على الأرض، هي عودة إلى فرض الواقع بالقوة، وقد سارع الاتحاد الأوروبي للتأكيد على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وتخلي واشنطن عن مبادئها يجعل من العالم مكانا خطيرا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)