طب وصحة

كورونا قد يشكل خطرا جديدا على صحة الشباب.. سكتات دماغية

شهد الأطباء في النظام الصحي في نيويورك عددا غير معتاد من مرضى السكتات الدماغية من الشباب- الأناضول
شهد الأطباء في النظام الصحي في نيويورك عددا غير معتاد من مرضى السكتات الدماغية من الشباب- الأناضول
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا، أشارت فيه إلى أن خطر فيروس كورونا لا يقتصر على كبار السن، بل حتى الشباب سيؤثر عليهم، وقد يصيبهم بسكتات دماغية.

وفي بداية التقرير الذي ترجمته "عربي21"، تحدثت الصحيفة عن قصة شاب أصيب بالكورونا، حيث قالت: "كان رافي شارما منطويا على نفسه معزولا في غرفته لمدة أسبوع، حيث يعاني من سعال حاد، وبصفته فنيا يعمل في المجال الطبي، كان يعلم أنه ربما يكون مصابا بفيروس كورونا. السيد شارما، 27 عاما، وجده والده لا يستطع تحريك جانبه الأيمن، ولا يتكلم، بل يصدر صوت خافتا.

أخته التي كانت على الهاتف قالت: "اتصل على الإسعاف، أعتقد أن رافي يعاني من سكتة دماغية"، وكانت محقة.

وعلى مدار ساعات قليلة، عمل الأطباء في مستشفى كوينز بشكل متواصل لمحاولة كسر الجلطة الدموية التي تسد شريانا في دماغ السيد شارما.

وكان الأطباء في حيرة شديدة، حيث إن شارما أصغر من أن يصاب بجلطة دماغية، وكان يمارس الرياضة بانتظام، ولم يكن يعاني من مرض سكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو أي نوع من الحالات الطبية التي يمكن أن تكون تمهيدا للسكتات الدماغية لدى الشباب.

وكان قد أبلغ أطباء الأعصاب في عدة مدن أمريكية إلى حالات من السكتات الدماغية غير المبررة التي تمثل مظهرا آخر لفيروس كورونا.

وتضيف الحالات دليلا على أن الفيروس لا يهاجم الرئتين فحسب، بل أيضا الكلى والدماغ والقلب والكبد. وفي حالات نادرة يبدو أن الفيروس يسبب متلازمة التهابية حادة تهدد حياة الأطفال.

وقال الدكتور آدم دميتريو، وهو مؤلف مشارك لورقة بحثية تصف المرضى الذين أصيبوا بسكتات دماغية مرتبطة بفيروس كورونا: "نحن نشهد عددا مذهلا من الشباب الذين يعانون من سعال بسيط، أو عدم وجود أعراض أساسا، ويعزلون نفسهم في المنزل، ومن ثم يعانون من سكتة دماغية مفاجئة".

وعلى الرغم من أن العديد من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، إلا أن أيا منهم لم يكن لديه مخاطر قلبية معروفة قد تزيد احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية.

معظمهم كانوا تحت سن الـ65. بالنسبة للبعض كانت السكتة الدماغية هي العرض الأول لعدوى فيروس كورونا.

ومن بين 10 مرضى توفي اثنان بسبب مهاجمة الفيروس لرئتيهما، وتوفي اثنان بالسكتات الدماغية، وفقا للصحيفة.

كما شهد الأطباء في النظام الصحي في نيويورك عددا غير معتاد من مرضى السكتات الدماغية من الشباب.

ولاحظت الدكتورة جوانا فيفي، وهي طبيبة أعصاب، وزملاؤها بأن المركز الطبي كان عادة ما يرى مريضا واحدا تحت سن الخمسين كل ثلاثة أسابيع، لكن خلال أسبوعين كان هناك خمسة مرضى تمكنوا من معالجتهم، كان أربعة من المرضى الخمسة بصحة جيدة نسبيا. وكان منهم مريضان في الثلاثينيات من أعمارهم، ولم يكن لديهم أي عوامل خطر معروفة للسكتة الدماغية.

وقالت الدكتورة فيفي:" توصلنا إلى استنتاج أنه يجب أن يكون هذا مرتبطا بفيروس كورونا".

وعلى الرغم من أن السكتات الدماغية تؤثر على عدد صغير جدا من مرضى فيروس كورونا، إلا أنها مرتبطة بظاهرة أوسع ظهرت لدى المرضى المصابين بأمراض خطيرة مثل: تخثر الدم المفرط.

وقال الأطباء إن مرضى فيروس كورونا المخطرين قد يصابون بجلطات في الساقين والرئتين يمكن أن تهدد حياتهم. تم العثور على جلطات صغيرة في الأعضاء الأخرى مثل الكلى والكبد في تشريح الجثث لمرضى فيروس كورونا.

ووصف الدكتور مايكل يافي، وهو طبيب يعمل في العناية المركزة في بوسطن، أن التجلط "سمة مميزة" للمرض، على الرغم من أنه "لا يصيب الجميع".

كما أفاد أطباء ألمان الأسبوع الماضي أن تشريح 12 جثة كانوا مصابين بفيروس كورونا أظهر سبعة من بينهم أن لديهم جلطة دموية تسمى تجلط الأوردة العميقة، وكان سبب الوفاة في أربعة منهم جلطات دموية في الرئتين، يسمى الانسداد الرئوي.

والتجلط يعد خطيرا على المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وقال الدكتور آدم كوكر، من جامعة بنسلفانيا، إن مرضى فيروس كورونا لديهم مستويات مرتفعة من بروتينات التخثر في الدم، وهم أقل استجابة لأدوية تميع الدم.

وقالت الصحيفة إنه يجب على  الأشخاص الذين تعرضوا لفيروس كورونا، أو محجورين في منازلهم، أن يتصلوا بالطوارئ إذا ما لاحظوا ألما في الصدر وضيقا في التنفس، ما قد يشير إلى جلطة دموية في الرئة، أو ألم في الساق، أو تورم واحمرار وتغير في لونها، وهذا قد يشير إلى جلطة في الساق.

أما السيد شارما، فكان قد أصيب بجلطة في الجانب الأيسر من دماغه، وعلى مدار أيام ظل مخدرا، وغمر جسده بمميعات الدم؛ لمنع تشكل جلطات إضافية. وارتفعت الحرارة لديه إلى 40 درجة مئوية لعدة أيام، ما رفع معدل ضربات قلبه وعجز رئتيه.

ثم بعدها بدأ يعاني من نوبات. تم تخديره بشكل أعمق وزيادة الأدوية، ووضعه على جهاز التنفس الصناعي.

ويتحكم الجانب الأيسر من الدماغ في حركة الإنسان على جانبه الأيمن بالإضافة إلى الكلام واللغة والقراءة والكتابة والتفكير والتحليل والقدرة على  التنظيم.

وبعد أسبوعين، بدأ السيد شارما يحرك جزءا من جانبه الأيسر، وانحسرت الحمى، ثم بدأ يتنفس دون مساعدة الأجهزة، واستقر ضغط دمه ومعدل ضربات قلبه.

وبعد بضعة أسابيع من العلاج الطبيعي، بدأ السيد شارما بالمشي، ومحاولة النهوض من السرير والجلوس على الكرسي.

وقال في مقابلة بالفيديو إن الشفاء التام من السكتة الدماغية قد يستغرق شهورا أو حتى سنوات.

وأضاف أنه لا يزال الكثير من المتعجرفين يقللون من مخاطر فيروس كورونا، ويعتقد الشباب أنهم محصنون، عمري 27، وإذا كان هذا قد حدث معي، فيمكن أن يحدث مع أي شخص، الأمر حقيقي ومخيف، ويجب على الناس أن يكونوا أكثر حذرا وحرصا".
التعليقات (0)