ملفات وتقارير

ما تأثير انسحاب "المرتزقة الروس" على حفتر بهذا التوقيت؟

أكثر من 1500 من مرتزقة الفاغنر غادروا عبر مطار بني وليد- تويتر
أكثر من 1500 من مرتزقة الفاغنر غادروا عبر مطار بني وليد- تويتر

أثارت تقارير انسحاب مرتزقة "فاغنر" الروسية من صفوف قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر ومن محاور القتال في محيط العاصمة طرابلس مزيدا من التساؤلات عن دلالة الخطوة، وما إذا كان القرار صدر من "روسيا" أم من الجنرال العسكري نفسه.


وأكدت رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوفاق الليبية إجلاء مئات المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات "حفتر" من مدينة بني وليد (جنوب شرق العاصمة) بعد فرارهم من محاور القتال في طرابلس، وأن العملية تمت عبر 15 طائرة إحداها طائرة "يوشن"، و14 طائرة من نوع "أنتينوف 32"، حسب الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب".


غضب قبائلي

 
وكانت عدة تقارير ذكرت أن "مرتزقة" فاغنر كانوا قد انسحبوا من مناطق جنوب العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية، وأنهم وصلوا إلى مطار "بني وليد" للاستقرار فيه، لكن أعيان وشيوخ قبائل في المدينة رفضوا ذلك وطالبوهم بالمغادرة فورا، وهو ما أكده عميد المدينة، سالم نوير، الذي أشار إلى أن عدد المرتزقة كان يُقدّر بنحو 1500 إلى 1600 مرتزق"، وفق تصريحات تلفزيونية.

 

اقرأ أيضا: مرتزقة روس يغادرون مدينة ليبية ومهلة لـ"حفتر" لتركها (شاهد)

ورغم النفي الروسي الرسمي لوجود صلة بهؤلاء المرتزقة، إلا أن فرار هؤلاء عبر مطار عسكري ليبي، وبجسر جوي دحض كل هذا النفي وطرح تساؤلات حول: دلالة الانسحاب الآن؟ وهل هو قرار روسي وتسليم بفشل حفتر، بعد تكثيف الضربات التركية لقواته في الغرب الليبي؟


ضغط أمريكي وتركي

 
من جهته، أكد الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة الحالي، إبراهيم صهد أن "انسحابات مرتزقة الفاغنر أصبحت ضرورة بعد التطورات الميدانية وعلى الأخص تحرير قاعدة "الوطية" وتنامي قدرات سلاح الطيران الليبي بعد دعمه بالمسيرات والمنظمات الدفاعية ما يجعل "ميليشيات حفتر" ومن ضمنها الفاغنر في موقف حرج من ناحية استمرار الإمداد والمحافظة على الكثافة النارية المطلوبة".


وفي تصريحات لـ"عربي21" أوضح أنه "بخصوص روسيا وتركيا فهما حريصان على تفادي الصدام المباشر ما قد يفتح مجالا لتوسع المواجهات التي قد تشمل ساحة العمليات في سوريا وتضع الدولتان في وضعية خطرة، أضف إلى ذلك الضغط الأمريكي وموقف حلف "الناتو" وتحذيرهما من الوجود الروسي في ليبيا"، وفق تقديره.


وتابع: "وكذلك توقعات اهتمام أكبر من البيت الأبيض بالشأن الليبي وتوقع خطوة معلنة في هذا الشأن من الرئاسة الأمريكية، لكني لا أرى انحسارا للتورط الروسي إلا بانسحاب الفاغنر ليس من موقع إلى موقع آخر داخل الأراضي الليبية وإنما خارج الأراضي الليبية"، كما صرح.


لا يوجد مرتزقة

 
لكن عضو البرلمان الليبي المنعقد في الشرق الليبي، جبريل أوحيدة قال من جانبه؛ إن "طوال هذه الحرب لم تخرج هذه الحكومة (الوفاق) علينا بأسير واحد "روسي أو "سوداني" يقاتل بجانب "الجيش" (قوات حفتر) بينما "الجيش" أخرج عشرات الأسرى السوريين والتشاديين وطيارا مرتزقا أمريكيا"، وفق زعمه.


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "المعروف أن من تقاتل بهم سلطة الأمر الواقع في "طرابلس" (يقصد حكومة الوفاق) هم مجموعات من "المليشيات" المتباينة المصالح والانتماءات، لكن هجوم "الجيش" على "طرابلس" هو من وحدها للأسف، ووصلنا لهذه الحرب التي تحولت بالكامل لحرب بالوكالة عن مصالح دول أجنبية نزلت فيها "تركيا" بكل ثقلها ورهنت نتائجها بمستقبلها السياسي والاقتصادي بقيادة حزب "أردوغان" الحاكم"، وفق رأيه.


خلافات مالية

 
في حين رأى الكاتب والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أن "هناك أنباء تؤكد وجود خلافات مالية بين حفتر ومجموعات "فاغنر" وربما ذلك مع التصريحات الأمريكية الأخيرة الداعمة لحكومة "الوفاق"، ووجود تفاهمات "تركية-روسية" بمباركة أمريكية جاء قرار الانسحاب".

 

اقرأ أيضا: البنتاغون: الوجود الروسي في ليبيا يضر بمكافحتنا للإرهاب

وأوضح أن "هذا الانسحاب تم إلى أماكن استراتيجية أخرى بعيدا عن محاور القتال ليلبي غرضين: عدم تدخل "فاغنر" في القتال الدائر لتمكين "الوفاق" من بسط سيطرتها على المنطقة الغربية كاملة، والثاني: ضمان روسيا لحصتها من إعادة الإعمار وفرص شركاتها مستقبلا في قطاع النفط الليبي بغض النظر عمن يسيطر على ليبيا بعد انتهاء الحرب وعودة المفاوضات السياسية بضغط أمريكي ومباركة روسية وبدون معارضة أوربية"، وفق تصريحه لـ"عربي21".


هروب تكتيكي

 

 الناشط السياسي من الغرب الليبي، علي فيدان أشار بدوره إلى عدة أسباب وراء تخلي "فاغنر" عن "حفتر" الآن ومنها أنهم لم يلقوا قبولا شعبيا في "بني وليد" باعتبارها قوات احتلال، وهذا ما أكده عميد البلدية هناك، وكذلك الضغط العسكري بعد قتل مجموعة منهم وأحد قتلاهم تم عرضه على وسائل الإعلام وهو أمر يحرج الروس، والثالث هو التقرب الأمريكي من الملف الليبي والذي بدا واضحا في الأيام الأخيرة".


وحول أسباب الانسحاب ودلالته قال لـ"عربي21": "أعتقد أنه انسحاب "تكتيكي"، فبعد هذا الكم من أفواج المرتزقة لن تتخلى "روسيا" عن ليبيا بسهولة دون أن يكون المقابل باهظا لا سيما على المستوى السياسي، وبعد قوة "الوفاق" وتقدماتها العسكرية سيتم إحراج الروس ومرتزقتهم، أما "حفتر" فهو لايملك اتخاذ أي قرارات، فهو واجهة فقط لمشروع تقوده عدة دول"، حسب رأيه.

التعليقات (0)