هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاءت الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع التركي، خلوصي أكار إلى العاصمة الليبية، طرابلس، لتطرح تساؤلات حول أسبابها، وتداعياتها المتوقعة على الصعيد الميداني، خاصة مع الاستعدادات الجارية من قبل الجيش الليبي لاستئناف عملية "دروب النصر" بهدف السيطرة على سرت والجفرة.
ووصل وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الجمعة، في زيارة غير معلنة، إلى العاصمة الليبية طرابلس، برفقة رئيس هيئة الأركان ياشار غولر.
والتقى أكار عددا من القادة السياسيين والعسكريين في طرابلس، كان على رأسهم، فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، إضافة إلى وكيل وزارة الدفاع، وقادة المناطق العسكرية في الجيش الليبي، في حين زار أكار وغولر مقر قيادة التدريب والتعاون العسكري والأمني بطرابلس.
وأكد أكار في تصريحات صحفية، أن بلاده ستفعل كل ما يلزم من أجل الشعب الليبي، وستظل واقفة إلى جانب الأشقاء الليبيين دائما.
وأضاف :" أود منكم أن تعلموا أننا نقف إلى جانبكم اليوم وغدا أيضا، وأننا سنفعل كل ما يلزم من أجل أشقائنا الليبين، في إطار تعليمات السيد الرئيس (أردوغان)".
اقرأ أيضا: أكار من طرابلس: سنفعل كل ما يلزم من أجل أشقائنا الليبيين
وتابع : "أنتم على حق وستنتصرون، نحن نؤمن بذلك، أما الآخرون فسيلقون جزاء طغيانهم، وسيخسرون هم ومن يدعمهم أيضا وسينهزمون".
وتطرح هذه الزيارة سؤالا عن علاقتها باستئناف عملية الجيش الليبي في سرت، التي أرجئت مؤخرا لإتاحة الفرصة أمام الجهود السياسية لانسحاب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والمرتزقة الروس.
وإجابة على هذا السؤال، يرى الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، أن زيارة أكار على علاقة مباشرة باستئناف العملية في سرت، مشيرا إلى أن فشل الجهود السياسية طول الفترة الماضية لانسحاب المرتزقة، يدفع باتجاه استئناف العملية العسكرية.
ويقول عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "فشل المفاوضات وعدم انسحاب المرتزقة الروس من مواقعهم في سرت، يعني استكمال العملية العسكرية بدعم من الحليف التركي".
ويؤكد في هذا السياق أن "زيارة وزير الدفاع التركي، ورئيس الأركان تشير بمنتهى الوضوح إلى استكمال التنسيق للعملية العسكرية، فضلا عن ترتيب الجهود لاستكمال اتفاقيات الدفاع والتدريب ورفع كفاءة الجيش الليبي، وتطوير قدراته العسكرية ورفع مستوى التعاون، من خلال تفعيل الاتفاقية الأمنية العسكرية وتبادل المعلومات".
ومتفقا مع عبد الكافي، يقول الخبير العسكري رمضان زرموح، إن زيارة "أكار" ورئيس أركان جيشه، لا يمكن فصلها عن الاستعدادات لعملية تحرير المنطقة الوسطى، بما فيها سرت والجفرة.
ويضيف زرموح في حديث متلفز لقناة فبراير، إن "السيطرة على سرت التي تشرف على حقول وموانئ النفط، تمثل أهمية قصوى للجيش الليبي، وهذا بالتأكيد لن يتم إلا بمساعدة تركية، استنادا إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين".
اقرأ أيضا: وفد تركي رفيع المستوى يجتمع مع السراج بطرابلس
ويرى أن زيارة الوفد التركي سيكون لها تداعيات مهمة وكبيرة، وسترسخ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وتعزز برامج التعاون في المجالات كافة.
ويوضح الخبير العسكري أن ليبيا تحتاج بشدة للدعم التركي في المجال العسكري والأمني، وخاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل الجيش الليبي، ورفع كفاءته العسكرية، وتسليحه بعتاد حديث، مشددا في هذا السياق أن الدعم العسكري التركي كان له أثر بالغ في تغيير مجرى المعارك خلال الفترة القليلة الماضية، الأمر الذي مكن الجيش من بسط سيطرته على كامل مدن ومناطق الغرب الليبي.
وحقق الجيش الليبي، في الفترة الأخيرة، سلسلة انتصارات في مواجهة قوات حفتر، أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينتي ترهونة وبني وليد، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة "الوطية" الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، فيما يتأهب لتحرير مدينتي سرت والجفرة.
وشنت قوات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 نيسان/ أبريل 2019؛ ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.