"الشريف".. من حروب تشاد ولبنان إلى الدفاع عن ليبيا (بورتريه)

يعد من أفضل العسكريين المتواجدين على الساحة الليبية، ويدخل ضمن نادي المخضرمين علميا وعمليا، ويتضمن سجله حروب تشاد ولبنان في الثمانينيات.

بدأ رئيس الأركان العامة للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا مهامه بدايات العام الماضي، خلفا لعبد الرحمن الطويل، بتكليف من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.

تخرج الفريق ركن محمد علي المهدي الشريف، المولود عام 1960 في ودان بمحافظة الجفرة وسط ليبيا، من الكلية العسكرية بطرابلس، وعين آمرا لكتيبة الدبابات بطبرق، كما تولى منصب قائد القوات الخاصة، وآمر مدرسة الصاعقة والمظلات ببنغازي، وشارك في حرب تشاد تحت إمرة "خليفة حفتر"، وفي حرب لبنان إبان اجتياح الاحتلال الإسرائيلي.

تعيين الشريف في منصبه خلفا للطويل عزاه مراقبون إلى التصريحات التي عبر فيها الأخير عن دعمه لعملية أطلقها حفتر، وقال الطويل، في تصريحات صحفية، حينها، إن القوات التي توجهت إلى الجنوب هي قوات نظامية تابعة لـ"الجيش الليبي"، معتبرا أن "الجيش الليبي موحد"، وأن الخلاف هو "بين الأطراف السياسية فقط"، ومعربا عن أمله بأن يجري "التنسيق بين جميع وحدات الجيش بالمناطق الشرقية والغربية والجنوبية".

يحظى الفريق محمد الشريف بتقدير كبير في وسط ليبيا وجنوبها، سواء بين الضباط أو القبائل، وخطوة تعيينه من السراج رجح مراقبون أنها تستهدف استمالة القبائل الداعمة لحفتر، خاصة أنها جاءت بعد أسبوع من تعيينه الفريق علي كنّة حاكما عسكريا على الجنوب، والذي يحظى هو الآخر بمكانة كبيرة لدى أنصار النظام السابق في منطقة الجنوب، وذلك من أجل قلب موازين القوى لصالحه في المنطقة، ووقف تقدم حفتر.

اقرأ أيضا: رئيس الأركان الليبي: تركيا ساندتنا بتحرير طرابلس (شاهد)

وكشف رئيس الأركان العامة الجديد عن اعتزامه العمل لـ"تطوير القدرات، وبناء جيش ليبي موحد، يحمي الوطن ويؤمن حدوده، ويصون كرامة مواطنيه"، كما أكد أهمية استيعاب التشكيلات المسلحة، وإتاحة الفرصة أمامها لخدمة بلدها من خلال المؤسسة العسكرية.

ورأى أن "الجيش بشكل عام يحتاج إلى هيكلة وتدريب، فقد تم إهماله بنسبة الكبيرة خاصة بعد تدمير قدراته عام 2011".

وكثيرا ما أنهكت التدخلات الخارجية الجيش الليبي خصوصا مع امتداد الحرب الأهلية في تشاد على مقربة من الحدود الجنوبية لليبيا منذ بدايات عام 1968.

وكان الاشتباك الليبي في الساحة التشادية على مراحل منفصلة ومتباعدة، وأخذ منحى رسميا عام 1978 وانتهى بتدخل عام 1987.

وفي لبنان، حظي الشريف بتجربة مهمة، وقد كان القذافي يدعم آنذاك فصائل لبنانية عدة في الحرب الأهلية، وأقام بالتنسيق مع دمشق، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي وحصاره للعاصمة بيروت عام 1982، قاعدة ارتباط عسكرية في منطقة حمانا بجبل لبنان، غير بعيد عن الحدود مع سوريا، للتنسيق مع حلفائه، ومن أبرزههم "الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية" بالإضافة إلى صبري البنا (أبو نضال) الذي تزعم "حركة فتح المجلس الثوري".

الفريق محمد شريف هو ابن المؤسسة العسكري الليبية سواء في عهد القذافي، أو في عهد الثورة، أو في ظل الحرب التي يقودها حفتر بالوكالة عن قوى عربية وإقليمية، التي قسمت البلاد وسمحت بتدخل قوى خارجية في أزمة فاقمت قتامة وتعقيد المشهد بالبلاد.