صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: فشل عملية حزب الله سيؤدي إلى تكرارها

رغم حفاظ نصر الله على "الصمت" منذ هجوم سوريا لكن نائبه الشيخ نعيم قاسم لم يترك مجالا للشك بأن "الرد سيأتي" - أ ف ب
رغم حفاظ نصر الله على "الصمت" منذ هجوم سوريا لكن نائبه الشيخ نعيم قاسم لم يترك مجالا للشك بأن "الرد سيأتي" - أ ف ب

رجحت تقديرات إسرائيلية متعددة، إقدام حزب الله من جديد على تنفيذ عملية انتقامية ردا على مقتل أحد عناصره في سوريا، خاصة بعد فشل عمليته الاثنين الماضي. 

وأوضحت صحيفة "هآرتس"، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن المنطقة التي وقعت فيها الحادثة بين الجيش الإسرائيلي وخلية حزب الله الاثنين الماضي في مزارع شبعا، هي "ساحة اللعب المفضلة للطرفين منذ سنوات، وفي كل مرة يشعر فيها التنظيم اللبناني أنه بحاجة إلى إغلاق حساب أو التنفيس عن نفسه ضد إسرائيل، وهي ساحة بعيدة ويمكن استيعاب الحادثة بعيدا عن عيون الصحافة ونفي ذلك وإنهاء الأمر". 

ونوهت أن هذه الساحة معروفة جيدا لقائد المنطقة الشمالية، أمير برعام؛ ففي 2005 عندما كان قائدا لوحدة "مجلان" ضرب جنوده خلية من القوات الخاصة لحزب الله، تسللت لمزارع شبعا بهدف اختطاف جنود، وقتل فيها أحد جنود "جولاني". 

وأما في 2015 وكقائد لوحدة الجليل "91" استعد برعام جيدا لعملية عبوات ناسفة لحزب الله في مزارع شبعا، انتهت بدون إصابات، وفي هذه المرة "يبدو أنه أنهى المواجهة مع حزب الله بنتائج جيدة بالنسبة لإسرائيل". 

وذكر أن "عملية حزب الله ظهر الاثنين، ردا على مقتل أحد عناصر الحزب في هجوم إسرائيلي في سوريا، تأتي بحسب "معادلة الردع" التي وضعها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل نحو سنة، بأنه سيكون هناك رد مناسب من لبنان على أي حادثة قتل لأحد مقاتليه في سوريا".


اقرأ أيضا :  يديعوت: قرار "غريب" من جيش الاحتلال لمنع عمليات حزب الله


ورغم حفاظ نصر الله على "الصمت" منذ الهجوم في سوريا، لكن نائبه الشيخ نعيم قاسم، لم يترك مجالا للشك بأن "الرد العسكري سيأتي خلال فترة قصيرة"، بحسب الصحيفة التي قدرت أن حزب الله "اختار هذه الساحة للعمل، من أجل تحقيق تأثير محدود دون التدهور نحو الحرب، في ظل أزمة لبنان الاقتصادية والسياسية، ومع ذلك، الحزب يشعر بالضغط من أجل العمل وعدم ترك الحساب مفتوحا مع إسرائيل". 

الشرخ يتسع
 
وأشارت إلى أن "جزءا من التفاصيل ما زال غامضا، وعندما اخترقت خلية الحزب الأراضي الإسرائيلية في منطقة جبلية لا يوجد فيها جدار حدودي، أطلقت عليهم النار، فترك عناصر الخلية المكان بسرعة". 

وبينت "هآرتس"، أنه "ليس بعيدا عن مكان التسلل، يوجد موقع للجيش الإسرائيلي وشارع تستخدمه القوات التي تتحرك في المنطقة، ويمكن الافتراض أن الخلية جاءت لمهاجمة قوات الجيش في المكان؛ بإطلاق نار القناصة أو تفجير عبوات ناسفة، ولكن مما تم الإبلاغ عنه بشأن الطريقة التي عملت فيها، لا يبدو أنه كانت هناك محاولة دقيقة بشكل خاص"، علما بأن حزب الله نفى في بيان له صحة ما تم تداوله من قبل الاحتلال، مؤكدا أن الرد سيأتي لاحقا. 

واعترفت أنه من "الصعب" على الجيش إصابة من يتحرك بـ"حذر" في مزارع شبعا، حتى لو كان ذلك في النهار، موضحة أنه "يثور شك قوي بأن هناك قرار واع بشأن طريقة العمل مع الخلية وتركهم يهربون، لأن خسائر حزب الله في الحادثة، يمكن أن تجبره على رد آخر، بصورة تدهور الوضع على الحدود لفترة من الزمن". 

ورأت أن "عدم وقوع إصابات، أمر مريح بدرجة كبيرة للطرفين"، متسائلة: "هل يستطيع التنظيم الاكتفاء بذلك الآن، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن فشل محاولة حزب الله، أم إنه ستكون هناك محاولة أخرى قريبا؟". 

وعن رد حزب الله المرتقب، أكد تقدير الاستخبارات الإسرائيلية، أن "القصة لم تنته بعد، وحزب الله سيحاول مرة أخرى"، ونبهت الصحيفة، أن "نصر الله سيضطر إلى أن يأخذ في الحسبان التقويم السنوي؛ فيوم الجمعة سيبدأ عيد الأضحى. 

وأفادت بأن "التوتر المستمر مع ايران، في ظل الشرخ الآخذ في الاتساع بين نتنياهو الذي يدير الأزمة الأمنية في الشمال وبين وحزب "أزرق أبيض" شريكه في الحكومة الذي يقوده وزير الأمن بيني غانتس، مع استمرار المداولات القضائية ضد نتنياهو، تظهر أن الإمكانية الكامنة لاستغلال سياسي للحادثة الأخيرة، ضعيفة نسبيا بالنسبة لرئيس الحكومة". 

التعليقات (0)