اقتصاد عربي

بسبب اتفاق الامارات.. هكذا تتدفق أموال العرب لدعم الاحتلال

السعودية أموال ريال - فليكر
السعودية أموال ريال - فليكر

فتح الإعلان عن اتفاق تطبيعي بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي الكثير من الأسئلة حول مجالات التعاون التي ستنشأ بين الطرفين، وما سيستفيده كل طرف من الآخر، ليتبين أن أخطر ما في هذه الاتفاقية هو أنَّ المال العربي وثروات العرب ستتدفق نحو إسرائيل لدعم الاحتلال والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني والعربي، وهذه حالة فريدة يتم تسجيلها لأول مرة في تاريخ مسيرة التطبيع العربي مع الاحتلال. 


ومن المعروف أن اتفاق المصالحة والتطبيع الذي أعلنت عنه دولة الامارات مع تل أبيب يختلف عن اتفاقات السلام السابقة، حيث سبق أن وقعت كل من الأردن ومصر اتفاقات سلام واعتراف وتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي لكن الأردن ومصر دول حدودية مع فلسطين المحتلة، وعليه فان اسرائيل تهدف لتأمين حدودها وتأمين وجودها من خلال هذه الاتفاقات، فضلاً عن أهداف أخرى عديدة لكنها تختلف بشكل جوهري عن دولة مثل الامارات تبعد أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر عن فلسطين.

 

إقرأ أيضا: محتجون ليبيون يحرقون مبنى سفارة الإمارات

 

وبحسب ما رصدت "عربي21" فقد كشفت الصحافة العبرية عن بندين مهمين في الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين أبوظبي وتل أبيب، أما الأول فهو أن "استثمارات إماراتية سوف تتدفق على اسرائيل"، بينما الثاني يتعلق بــ"تسهيل دخول المسلمين الى المسجد الأقصى والسماح بالطيران المباشر بين الامارات واسرائيل". 

 

وفسَّر خبير اقتصادي خليجي تحدث لــ"عربي21" هذه البنود بالقول إن "هذا يعني بأنَّ ثروات العرب سوف تتدفق نحو اسرائيل لأن أبوظبي تمتلك واحداً من أكبر صناديق الاستثمار السيادية في العالم وهذه سوف تُحدث تأثيراً مهماً لدى الاسرائيليين، أما البند المتعلق بفتح الطيران فسوف يعزز تدفق السياحة بما يدعم الاقتصاد الاسرائيلي".

 

وبحسب الخبير الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه فان "هذه الاتفاقية تأتي في الوقت الذي يعاني فيه العالم من ركود اقتصادي غير مسبوق بسبب كورونا، وهو الركود الذي يهدد أيضاً الاقتصاد الاسرائيلي، ولذلك فان هذه اتفاقية اقتصادية بامتياز تهدف لانقاذ الاقتصاد الاسرائيلي من الانهيار وبأموال عربية".

 

وتقول وسائل الاعلام الاسرائيلية إن الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الامارات واسرائيل يتضمن "البدء برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب، والاستثمار المباشر للإمارات في إسرائيل"، وهو ما يؤكد أنَّ أموال العرب وثروات الخليج سوف تتدفق على الاقتصاد الاسرائيلي لانقاذه من الأزمة. 

 

وبحسب المعلومات التي جمعتها "عربي21" فان صندوق أبوظبي السيادي للإستثمار يتربع حالياً في المركز الثالث على مستوى العالم من حيث حجمه، حيث تبلغ قيمة أصوله 579 مليار دولار أمريكي، أما صندوق الاستثمار السيادي التابع لحكومة دبي فتبلغ قيمة أصوله في الوقت الحالي 305 مليارات دولار، كما يأتي صندوق "مبادلة" وهو صندوق استثمار سيادي آخر مملوك لأبوظبي، في المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم من حيث قيمة أصوله، ما يعني في نهاية المطاف أن دولة الامارات لديها أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم بأكمله، وبأصول تتجاوز تريليون دولار أمريكي، وهذه المبالغ العملاقة سوف تتدفق على اسرائيل لتستفيد منها في الوقت الذي تعاني فيه دول عربية من أزمات متفاقمة ومتلاحقة. 


ويقول الخبير الاقتصادي الذي تحدث لـ"عربي21" إن "لعاب الاسرائيليين يسيل على هذه الثروات العملاقة التي ستتدفق على تل أبيب تحت لافتة الاستثمار وهي في الحقيقة دعم للاقتصاد الاسرائيلي في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم على جذب الاستثمارات الخارجية لأن الاستثمار الأجنبي يشكل الداعم الأهم لأي اقتصاد".

 

إقرأ أيضا: محتجون فلسطينيون يحرقون صور دحلان وابن زايد (شاهد) 

 

ويتابع الخبير: "المؤسف أن هذه ثروات العرب والخليجيين وليست ملك لحاكم أو حكومة، وسوف تتدفق على اسرائيل التي تشتري بهذه الأموال الأسلحة لتقصف بها الفلسطينيين والعرب في الضفة وغزة وسوريا ولبنان، وفي الوقت ذاته فان الكثير من الدول العربية وصلت أحوالها الاقتصادية المأساوية الى درجة أنها تقترب من المجاعة، كما هو الحال في اليمن والسودان ومصر وأماكن أخرى تعاني ارتفاع في نسب الفقر والبطالة". 

 

يشار الى أن الولايات المتحدة أعلنت بأن الامارات واسرائيل سوف يوقعان الاتفاق رسمياً في حفل كبير يُقام في البيت الأبيض، وبعدها سيتم تبادل السفراء بين تل أبيب وأبوظبي وفتح السفارات وتدشين الطيران المباشر. 

التعليقات (0)