نشرت صحيفة
"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا، سلّطت فيه الضوء على جهود حل الأزمة الخليجية، وتأثير الصفقة المنتظرة على إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشهور الماضية شهدت الكثير من التسريبات عن جهود مبذولة لحل الأزمة الخليجية التي اندلعت سنة 2017، بالإضافة للحديث عن احتمال عقد مصالحة بين
تركيا، الحليف الأبرز للدوحة، وعدد من الدول في المنطقة، وفي مقدمتها مصر وإسرائيل والمملكة العربية
السعودية.
وتؤكد الصحيفة أن هذه الجهود تأتي في سياق تحالفات جديدة في المنطقة بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، مقابل الحلف
القطري التركي الذي يقدم الدعم لحركة حماس في قطاع غزة.
كما تدعم قطر وتركيا جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المرتبطة بها في عدة دول، في حين تصنفها السعودية ومصر والإمارات منظمة إرهابية. ويشكل هذا الخلاف جزءا من صراع كبير لتزعم العالم الإسلامي، لذلك ينبغي -وفق الصحيفة- ألّا يُنظر إليه على أنه مجرد أزمة عادية بين دول الخليج، بل باعتباره صراعا له تداعيات عالمية تمتد من ماليزيا، مرورا إلى باكستان، وصولا إلى ليبيا.
وكانت الأزمة الخليجية قد اندلعت بعد زيارة أداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في مايو/ أيار 2017، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أن ولي العهد محمد بن سلمان هو المسؤول عن إثارة هذه الأزمة. وقد أسهم الدور القيادي الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية منذ 2015، في ترسيخ نظرة سلبية عن الدور السعودي في المنطقة.
صفقة كبيرة في المنطقة
وبعد الجهود التي بذلها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ثم خليفته مايك بومبيو، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، دون إحراز تقدم ملموس، تتساءل الصحيفة عما إذا كانت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قادرة خلال أيامها الأخيرة في البيت الأبيض على التوصل إلى صفقة تعلن بموجبها قطر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل دفع المملكة العربية السعودية إلى المصالحة مع الدوحة.
وتؤكد جيروزاليم بوست أن علاقات قطر وإسرائيل تعود إلى التسعينات، وكانت في ذلك الوقت أكثر ودا من علاقات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتل أبيب، لكن الأمور تغيرت كثيرا عن تلك الفترة لأسباب مختلفة، أبرزها تحالف قطر العسكري مع تركيا، والدعم الذي تقدمه لحركات المقاومة في غزة.
وشكّكت الصحيفة في أن يتغير سلوك قطر بعد
المصالحة الخليجية، وأن تقوم بدور إيجابي على الساحة الفلسطينية، موضحة أن إسرائيل لن تنظر بعين الرضا عن أي محاولات قطرية تركية لتعزيز نفوذ حماس بعد المصالحة، وخلق المزيد من التوتر قريبا من القدس.
دعم المقاومة ومخاوف إسرائيل
ويرى كثيرون أن الدوحة تلعب دورا مزدوجا، حيث تبدو منفتحة على إقامة علاقات مع إسرائيل، وقريبة من جماعات المؤيدة لتل أبيب في واشنطن، لكنها ترعى في الآن ذاته الجماعات الإسلامية الأكثر تطرفا، وليس هناك أي أدلة على أنها تخلّت عن هذا النهج، شأنها في ذلك شأن أنقرة التي تدعم المتطرفين في سوريا، وتثير التوترات في البحر الأبيض المتوسط، كما تقول الصحيفة.
وفي المقابل، تتبنى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والسودان والمغرب نهجا يدعم معسكر التغيير والاعتدال والتسامح، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى استعداد الدوحة لتغيير سياساتها بعد المصالحة الخليجية.
وتؤكد جيروزاليم بوست أن القاهرة والرياض لا ترغبان في أي انفتاح على جماعة الإخوان بعد سنوات من الجهود لسحقها وإخراجها من الساحة، لكنها ستكون مضطرة لتقديم بعض التنازلات مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة.