صحافة دولية

إيكونوميست: بنيامين نتنياهو يريد أصوات الناخبين العرب

لتوقعه نتائج متقاربة مرة أخرى في الانتخابات، يغازل نتنياهو العرب- جيتي
لتوقعه نتائج متقاربة مرة أخرى في الانتخابات، يغازل نتنياهو العرب- جيتي
سلطت مجلة" إيكونوميست" الضوء في تقرير لها ترجمته "عربي21" على محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمالة الناخبين العرب في الانتخابات القادمة.

وقالت المجلة؛ إن بنيامين نتنياهو حاول  تخويف قاعدته الدينية والقومية وحثهم على التصويت في عام 2015 فقال لهم؛ إن الإسرائيليين العرب يصوتون "بأعداد كبيرة".  وبعد أربع سنوات، حاول نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وضع كاميرات في مراكز الاقتراع. ورأى النقاد في ذلك حيلة لترويع الناخبين العرب. والعام الماضي، حاول ردع خصومه عن العمل مع المشرعين العرب من خلال وصف القائمة المشتركة، وهي تحالف من الأحزاب العربية، بأنها "مؤيدة للإرهابيين".

لكن في الفترة التي تسبق الانتخابات الرابعة في إسرائيل خلال عامين، يبدو  نتنياهو مختلفا. لقد كان يزور البلدات العربية، حيث ينسب لنفسه الفضل في إطلاق لقاحات كوفيد-19 بنجاح. كما أن حزبه، الليكود، وضع  عربيا مسلما على قائمة مرشحيه.

ويقول رئيس الوزراء؛ إنه يفرح عندما يناديه العرب "أبو يائير"، كما هو معتاد في ثقافتهم تكنية الشخص باسم ابنه الأكبر، ويقول؛ "إن ذلك يجلب الدموع إلى عيني".

ولتوقعه نتائج متقاربة مرة أخرى في الانتخابات، يغازل نتنياهو العرب. فقط 2% منهم أيدوا الليكود في انتخابات العام الماضي، بحسب يوسف مقلدة، خبير استطلاعات الرأي. لكن هذا العدد آخذ في الازدياد.

أيد ما يقرب من 90% من الناخبين العرب القائمة المشتركة في عام 2020. وحصلت على 15 مقعدا، مما يجعلها ثالث أكبر كتلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المكون من 120 مقعدا. وشارك ما يقرب من ثلثي الناخبين العرب، جزئيا بدافع معارضتهم لنتنياهو، الذي أقصاهم بالفعل والقول، ووقع على قانون بدا أنه مصمم لإهانة الأقليات ودعم خطة دونالد ترامب للسلام، التي كانت ستسمح لإسرائيل بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.

ولم ينس الناخبون العرب هذه الإهانات، لكنهم يريدون من سياسييهم أن يتعاملوا مع مشاكل مثل الجريمة والفقر والتمييز. وهذا صعب عندما لا تشارك الأحزاب العربية في الحكومة. يقول مقلدة: "يشعر الناس أنه إذا لم تتمكن الأحزاب العربية من إحداث تغيير، فقد يكون من الأفضل لهم التصويت لمن يستطيع".

وتظهر استطلاعات الرأي أن القائمة المشتركة ستفقد ربما ثلث مقاعدها. كما انسحب عضو سابق في التحالف، حزب "راعم"، من تلقاء نفسه بعد التحدث مع  نتنياهو، الذي وعد بمزيد من الموارد للأحياء العربية.

انقسام القائمة المشتركة ليس بالأمر المفاجئ. وهي تضم شيوعيين وإسلاميين وقوميين علمانيين. يأمل حزب "راعم"، وهو إسلامي، في الفوز بمقاعد كافية من تلقاء نفسه ليصبح صانع ملوك. لكنه يخاطر بعدم الفوز بنسبة 3.25٪ من الأصوات المطلوبة لتأمين الدخول إلى الكنيست. حتى إن دخل الكنيست، فقد لا يكون له حاجة أو مرغوبا فيه لتشكيل ائتلاف.

وقال نتنياهو إنه لن يقود حكومة تعتمد على دعم قائمة "راعم".

يقول أحمد الطيبي، زعيم القائمة المشتركة: "يمكنه ارتداء الجلابية وأن يطلق على نفسه اسم أبو يائير من الآن وحتى الانتخابات.. من صدقه فهو يستحقه".

ارتفع التأييد لليكود بين الناخبين العرب بدرجة كافية، بحيث يمكن أن تعني الحصول على مقعدين إضافيين للحزب، مما قد يؤدي إلى تأرجح الانتخابات (لصالح الليكود).

يقول فاروق الإبراهيمي، صاحب مقهى في بلدة أبو غوش العربية: "كان لدينا دائما عدد قليل من الأشخاص يصوتون لليكود، أو أي حزب في السلطة.. فهناك من يعتقد أن ذلك سيجلب المزيد من التمويل الحكومي".

وتظهر استطلاعات الرأي أيضا أن عدد العرب الذين يخططون للمشاركة في الانتخابات أقل من العام الماضي.

يقول خليل أبو حمزة، سباك عاطل عن العمل ولا يخطط للتصويت: "لقد قمت بالتصويت للقائمة المشتركة في المرة السابقة، ولن أصوت أبدا لنتنياهو العنصري".

 اللامبالاة العربية تعني أن حصة أكبر من الأصوات سيدلي بها اليهود. يميل هذا إلى أن يعمل لصالح الليكود والأحزاب الأخرى التي قد تنضم إليه في الحكومة.

نتنياهو ليس وحده الذي يغازل الناخبين العرب. ولم يستبعد يائير لابيد، الذي يحتل حزبه المحسوب على الوسط المركز الثاني في استطلاعات الرأي، تشكيل ائتلاف مع الأحزاب العربية. ويعد السياسيون اليساريون بالعمل معهم.

ومن المفارقات أن  نتنياهو جعل مثل هذا الحديث عن التعاون أكثر قبولا. لكنه قد يكون لديه ميزة على منافسيه. فعلى الرغم من انتقاد إسرائيل لعدم إعطاء المزيد من اللقاح للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، إلا أنه متاح لجميع العرب داخل الخط الأخضر (ومعظمهم من الفلسطينيين).
0
التعليقات (0)

خبر عاجل