سياسة تركية

انقلاب 1997 بتركيا.. منعطف تاريخي بدأ بـ"ليلة القدس" (شاهد)

أثار الحدث حفيظة النظام بدعوى بممارسة "الرجعية"، وأقدم الجيش في 4 شباط/ فبراير على اقتحام سنجان بالدبابات- ملليت
أثار الحدث حفيظة النظام بدعوى بممارسة "الرجعية"، وأقدم الجيش في 4 شباط/ فبراير على اقتحام سنجان بالدبابات- ملليت

شهدت تركيا في مثل هذا اليوم، 28 شباط/ فبراير، من عام 1997، منعطفا تاريخيا، بتنفيذ الجيش انقلابا عسكريا على رئيس الوزراء آنذاك، نجم الدين أربكان، وحكومته الائتلافية بقيادة حزب "الرفاه".

 

وارتبطت أولى التحركات العسكرية على الأرض في تلك الأحداث، التي يطلق عليها الأتراك اسم "انقلاب ما بعد الحداثة"، بفعالية نظمتها بلدية "سنجان"، بالعاصمة أنقرة، ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، أطلق عليها اسم "ليلة القدس".

 

وأجريت الفعالية في 31 كانون الثاني/ يناير، وركزت على انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس، وشارك فيها رئيس البلدية شخصيا، بكير يلدز، وسفير إيران لدى أنقرة، آنذاك، محمد رضا باقري، وشهدت رفع صور وشعارات لحركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني.

 

 

وأثار الحدث حفيظة النظام بدعوى انتهاكه مبادئ العلمانية وبممارسة "الرجعية"، وأطلق القضاء تحقيقا، فيما أقدم الجيش في 4 شباط/ فبراير على اقتحام سنجان بالدبابات.

 

وأعقبت ذلك سلسلة لقاءات بين قادة الجيش والرئيس سليمان ديميريل، انتهت أخيرا باجتماع لـ"مجلس الأمن القومي"، في 28 شباط/ فبراير، صدرت عنه قرارات "انقلابية" على حكومة أربكان، ما دفعه إلى الاستقالة، قبل أن يكمل عامه الأول في المنصب.

 

اقرأ أيضا: مراسلات تكشف معرفة مسبقة لبايدن بمحاولة الانقلاب بتركيا 

 

 

وتجبر القرارات المشار إليها أربكان على حظر الحجاب في الجامعات بشكل صارم، وتقييد المدارس الإسلامية وإغلاق تلك التي افتتحت في عهده، وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن والطرق الصوفية، والسيطرة على وسائل الإعلام التي تعترض على قرارات المجلس الأعلى العسكري، بما في ذلك بفصل الضباط ذوي "الخلفيات الدينية".

 

وقام الرئيس "ديميريل" بعد ذلك بتكليف زعيم حزب الوطن الأم (ANAP) مسعود يلماز بتشكيل الحكومة الجديدة، وتم إغلاق حزب الرفاه من قبل المحكمة الدستورية في عام 1998.

 

ومنع القضاء التركي أربكان من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات، وتلقى عدد من قادة حزبه أحكاما مشابهة، ومنهم "يلدز"، رئيس بلدية سنجان، وكذلك الرئيس الحالي للبلاد، رجب طيب أردوغان، الذي كان عمدة إسطنبول حينها، والذي حكم عليه بالسجن أيضا لقراءته قصيدة إسلامية قومية.

 

وأدى الانقلاب إلى إضعاف حزب أربكان، بشكل كبير، وأعقبه انشقاق كبير بقيادة أردوغان، الذي أسس مع مجموعة من الأعضاء الآخرين "حزب العدالة والتنمية"، كما يعد آخر تدخل ناجح للجيش في إزاحة الحكومة، بعد انقلابات 1960، 1971، و1980، فيما فشلت محاولة 2016، بقيادة تنظيم "غولن".

التعليقات (0)