هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبرت خبيرة عسكرية إسرائيلية، أن الثورة السورية، أثبتت فشلا في التنبؤ الاستخباري في ما يتعلق بسوريا، ما تسببت بحرج شديد داخل إسرائيل.
وأكدت أن أيا من أجهزة مخابرات إسرائيل، لم تستطع توقع الأحداث الداخلية والمفاجئة في سوريا، فضلا عن الحرب التي استمرت لسنوات عديدة.
وأضافت ليلاخ شوفال بمقالها في صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أنه "من الناحية العملية، حطمت الانتفاضة الشعبية في سوريا تصور إسرائيل للأمن، ففي البداية، على ما يبدو، كان يأمل الإسرائيليون أن تهدأ الاحتجاجات في سوريا كما بدأت، لكن سرعان ما اتضح أن الواقع أكثر تعقيدًا، وزاد عدد اللاعبين والمصالح في سوريا مع مرور الوقت".
وأوضحت أنه "بعد الصدمة الأولية، ساد الرأي في قيادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في ما عبر عنه وزير الحرب إيهود باراك بأن زمن حكم الرئيس السوري بشار الأسد بات محدودا، وأن سقوطه مسألة وقت فقط، لكن إسرائيل احتاجت إلى وقت طويل لصياغة سياستها تجاه سوريا، وبدا لفترة طويلة أنها لا تجري التعديلات اللازمة".
اقرأ أيضا: بعد 10 سنوات على الثورة.. أين وصلت التسوية السياسية بسوريا؟
وأشارت إلى أن "من الأمثلة البارزة على ذلك أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت التدرب على غزوات الجيش السوري الذي لم يعد قائما، في حين استمرت الجاهزية الأمنية على طول الحدود، بزعم أنها مهددة بخطر لم يعد موجودا من الناحية العملية، فضلا عن جمع أخبار ومعلومات استخبارية عن تهديدات جديدة على شكل مسلحين مختلفين على حدودها، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة".
وأوضحت أن "القادة الإسرائيليين على الأرض، أجروا مباحثات مكثفة للتعرف على واقع الفوضى العارمة في قيادة المنطقة الشمالية العليا، وحاول مسؤولو الجيش الإسرائيلي تنظيم المنطقة، كي يساعد، من بين أمور أخرى، في تدفق المعلومات الاستخباراتية".
اقرأ أيضا: 10 سنوات على الثورة السورية.. هذه أبرز محطاتها (إنفوغراف)
وأشارت إلى أن "ما يثير استياء إسرائيل أن حزب الله يخوض عملية إعادة تأهيل الجيش السوري بشكل أساسي من خلال هيئة تُعرف بـ"القيادة الجنوبية"، تساعد السوريين على التعافي، وجلب مواردها لهذا الغرض، والخوف الإسرائيلي من محاولة حزب الله فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل على الحدود السورية، دون إغفال أن هناك توترًا كبيرًا عبر الحدود بين روسيا وإيران، وكل منهما معنية بتعزيز نفوذها وتعزيز مصالحها في سوريا".
وختمت بالقول إن "الاستقرار في سوريا غير مضمون لفترة طويلة، لأن الأسد عزز حكمه، وليس هناك شك في أن سوريا بأكملها، والمنطقة القريبة من الحدود على وجه الخصوص، ستظل منطقة غير مستقرة ومنكوبة لسنوات عديدة قادمة. لذلك فإن التنبؤ بالأحداث، القريبة أو البعيدة، يميل في النهاية إلى الصفر بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية".