أخبار ثقافية

وفاة الفنان الليبي علي عمر إرميص في بريطانيا بكورونا

إرميص فنان ليبي بريطاني عاش في غربته- تويتر
إرميص فنان ليبي بريطاني عاش في غربته- تويتر

توفي في بريطانيا الفنان البريطاني-الليبي، عمر ارميص، بعد إصابته بفيروس كورونا.

 

وإرميص من رواد الحركة الفنية في ليبيا قبل هجرته إلى بريطانيا في القرن الماضي، حيث واصل مشروعه الفني والفكري، وقدم أعماله الفنية التي جمعت بين الرؤية الفنية المعاصرة والقيم العربية والإسلامية.


وقدم طوال حياته أعمالا فنية صارت معروضة في المتاحف العالمية من ماليزيا والخليج وبريطانيا والولايات المتحدة. وبدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر في الستينيات من القرن الماضي، حيث حاول في أعماله التركيز على العلاقة بين الفن والقيم والعلم والأخلاق والحياة والموت.

 

اقرأ أيضا: حاتم علي.. طراز تاريخي فقده العرب

 

وفي لوحات حافلة بالاقتباسات القرآنية والشعرية والأمثال العربية يضعها عادة على بحر من الألوان المتناعمة بينها، تعطي في النهاية صورة مثيرة وجميلة، موسيقية متناغمة تسحر العين وتصدم العقل.

 

وظل إرميص حتى وفاته يعمل على مشروعه الفني، من الناحية النظرية والعملية، والذي أرفقه بنشاط سياسي عارض فيه الطغيان، والعمل الخيري في داخل الجالية المسلمة في بريطانيا، وكان من المساهمين في بناء مسجد المنار الثقافي الإسلامي في لندن، والذي يعد من المراكز الإسلامية المهمة، التي تعمل على بناء جسور مع المجتمع.

 

وفي فترة مبكرة من حياته، عمل في مهرجان العالم الإسلامي الذي نظم في بريطانيا في السبعينيات، حيث سافر إلى أنحاء العالم الإسلامي، يجمع ويفحص المواد اللازمة للمعرض وبخاصة المنسوجات الإسلامية، وزار إندونيسيا والهند وتركيا ومصر بالإضافة إلى دول شمال أفريقيا وسجل انطباعاته السريعة في سلسلة من المقالات نشرها في الصحف الليبية في ذلك الوقت.


ولد إرميص في العاصمة الليبية طرابلس عام 1945، ودرس في جامعة بليموث للمعمار والتصميم في جنوب غرب إنكلترا، وبعد تخرجه عام 1970 عاد إلى ليبيا.

 

وشارك في الكتابة الفنية وترأس القسم الفني في مجلة الفنون الليبية. وعمل "كمستشار للفنون البصرية" في مهرجان العالم الإسلامي الذي نظم عام 1976.

 

واستقر في بريطانيا منذ عام 1981، وشارك في الكثير من النشاطات اللصيقة بالمجتمع الإسلامي البريطاني، وأسهم بالكتابة في الصحف العربية والإنكليزية الصادرة في لندن مثل "القدس العربي" و"كيو نيوز"، وقدم مساهمات في مؤتمرات محلية وعالمية.

 

واهتم في الفترة الأخيرة من حياته بتقديم تجربته من خلال أشرطة فيديو على "يوتيوب" وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا: فنانون انتحروا أو ماتوا بظروف غامضة.. تعرف عليهم (تفاعلي)
 

وأقام معارض عدة في بريطانيا. ويحتفظ المتحف البريطاني ومعهد سيمثسونيان في واشنطن ومتحف هيرميتغ في سان بيتسبرغ بأعماله بالإضافة إلى المجموعات الخاصة التي اشتراها جامعو فنه حول العالم.

 

وهي لوحات احتفل فيها بالحرف العربي. وكان رائدا في حركة أطلق عليها الحروفية، التي أدخلت الحرف العربي في اللوحة الفنية، مع أنه ظل يفرق نفسه عن هذا الاتجاه بالتأكيد على أن للحرف قيمة فنية واللوحات التي يقدمها هي لوحات فنية معاصرة وتشكيلية ولا علاقة لها بحرفة الخطاط العربي المعروفة.

 

فهو يستخدم ريشته لوضع الحرف وتصويره وهو يسبح في بحر من الألوان والأقوال التراثية.

 

وصدرت العديد من الكتب عن حياته وتجربته منها "اللغة في الفن في أعمال علي عمر إرميص" عن غولدسميث في جامعة لندن عام 2018.

التعليقات (0)