مقالات مختارة

أصحاب ولا أعز.. نقاش صحفي عابر

عماد الدين حسين
1300x600
1300x600

فيلم «أصحاب ولا أعز»، صار مادة دسمة للنقاش خصوصا فى مواقع التواصل الاجتماعى بعد بدء عرضه الخميس الماضى، وأغلب الظن أنه سيستمر كذلك إلى أن يظهر موضوع جديد يشغل هذه الوسائل.


صباح الأحد الماضى كنت مدعوا من وزارة الداخلية لحضور الاحتفال بعيد الشرطة الذى شرفه الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل بداية الاحتفال كنا مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين، وتحول الفيلم إلى ندوة غير معد لها مسبقا زادت عن الساعة.


 الفيلم مأخوذ من النسخة العالمية الشهيرة لفيلم «غرباء تماما» أو«perfect strangers» الذى تم نسخه ١٨ مرة قبل هذه النسخة العربية، وكان له عرض خاص فى دبى يوم الخميس قبل الماضى، وكشفت نتفليكس عن عرضه فى ١٩٠ دولة وترجمته إلى ٣١ لغة والدبلجة إلى ٣ لغات.


الفيلم يدور حول ٧ أصدقاء يجتمعون على العشاء ويلعبون لعبة المصارحة والمكاشفة وذلك بأن يضع الجميع هواتفهم على مائدة العشاء وأن تكون جميع الرسائل والمكالمات الواردة الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع أى إن الجميع قرروا التعرى أمام بعضهم. هذه اللعبة بدأت مسلية ثم انقلبت لموجات من الأسرار والفضائح التى لم يكن الأصدقاء يعرفونها عن بعضهم.


مشكلة الفيلم من وجهة نظر معارضيه وجود شخصية لمثلى الجنس، والشتائم والجرأة الموجودة فى الحوار ومشهد فى البداية للفنانة منى زكى.

 

خلال النقاش بين الصحفيين والإعلاميين برز أكثر من رأى.


الرأى الأول والمتوقع هو لماذا لم يتم منع عرض هذا الفيلم الذى يروج لقيم غريبة جدا عن المجتمع. وطبعا المشكلة أن أصحاب هذا الرأى لا يدركون أن كل إنتاج شبكة نتفليكس وأمثالها صار عابرا للدولة الوطنية فى كل مكان. هو لا يحتاج لموافقة مسبقة من أية جهة فى أى بلد. العمل الفنى قد تكون نتفليكس هى المنتج الوحيد له أو بالشراكة مع جهة ما، وحينما ينتهى إنتاجه، يتم وضعه على شاشة الشبكة ليشاهده فقط الذى قرروا الاشتراك فيها.


الرأى الثانى وهو كيف يقبل بعض الممثلين المصريين والعرب المشاركة فى مثل هذه الأعمال. وحينما قلت لأحد الزملاء إنه إذا رفض هؤلاء النجوم المعروفون المشاركة وحتى إذا رفض جميع النجوم، فهناك آخرون جاهزون، من الجيل الجديد أو الباحثين عن فرصة، أو المؤمنين بفكرة الفيلم والقيم التى يروج لها، لكن الزميل قال لى إن وجود نجوم كبار ومعروفين يساعد فى الترويج للفيلم.


الرأى الثالث وهو ما أؤيده تماما أنه طالما أننا لا يمكننا التحكم فى عرض مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية المفروضة علينا قسرا فإن الحل الرئيسى أن يكون لدينا محتوى فنى مختلف يقدم بديلا لما تروج له هذه الأعمال الهابطة علينا من السماوات الغريبة. 


إذا كانت هناك نوعية أفلام تروج للمثلية الجنسية أو لأية قيم نرفضها، فلماذا لا نقدم أعمالا أخرى تروج للفطرة السليمة للبشر؟!


طبعا هناك وجهة نظر مهمة ومنطقية تقول إن نتفليكس شبكة عالمية كبرى لديها إمكانيات ضخمة بلا حدود فى العديد من المجالات من أول التمويل نهاية بالنجوم الكبار وتكنولوجيا الإنتاج المتقدمة وإنه لا يمكن مقاومتها من قبل دولة واحدة.


هذا كلام صحيح إلى حد ما وبالتالى فالسؤال ماذا نحن فاعلون فى هذه الحالة؟!


أصحاب وجهة النظر الأولى يقولون إن هناك مخططا شيطانيا مهمته بث وترويج وتشجيع كل ما من شأنه تفكيك المجتمعات ليس فقط العربية والإسلامية، لكن كل المجتمعات التى تتمسك بالأفكار التقليدية بحيث يكون الجميع متعولما فى إطار ما تروج له نتفليكس وغيرها من الشبكات أو القوى التى تملكها وتقف وراءها.


ظنى أن هناك شروطا مهمة جدا يجب توافرها لأى مجتمع يريد مواجهة هذه الموجات المتتالية.
أولها أن تكون هناك مساحة من الحريات، لأن المجتمعات المنغلقة يسهل اختراقها بسهولة. وأن تكون هناك حريات حقيقية للمبدعين والمفكرين والكتاب حتى يمكنهم تقديم محتوى جيد وجذاب، وأن تكون هناك حريات تسمح بتعدد الآراء والأفكار فى إطار القوانين والدساتير.


الفيلم يواجه بفيلم آخر، والكتاب بكتاب والمسلسل بمسلسل والمسرحية بمسرحية والفكرة بفكرة أخرى أكثر إقناعا وجاذبية، أما المنع وحده، فلم يعد ممكنا أو حتى مفيدا!

 

 

2
التعليقات (2)
صابر
الأربعاء، 02-02-2022 12:56 م
بالون جديد لالهاء المصريين عن كوارث و جرائم و فشل سيدك السيسي اطالب العربي 21 بالمعاملة بالمثل مع جرائد الصهاينة الناطقة بالعربية في مصر و ان يفرضوا عليهم كتاب رافضين لاغتصاب الحكم في مصر كما تفتح العربي 21 صفحاتها لابواق السيسي
آدم لهذا الزمان
الجمعة، 28-01-2022 09:52 م
استاذ فى دس السم فى العسل!