صحافة دولية

WSJ: تدريب أمريكا للعسكريين الأفارقة أنتج نكسات وانقلابات

على مدى 20 عاما دربت قاعدة "فورت بيننغ" 1.650 جنديا من 37 دولة أفريقية- وول ستريت جورنال
على مدى 20 عاما دربت قاعدة "فورت بيننغ" 1.650 جنديا من 37 دولة أفريقية- وول ستريت جورنال
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير أعده مايكل أم فيليبس، إن الجيوش التي دربتها أمريكا في أفريقيا تطيح بالأنظمة المنتخبة بطريقة ديمقراطية.

وقالت إن أشكال التمرد الجارية في القارة تعطل الإستراتيجية الأمنية الأمريكية، وتمنح روسيا منفذا لتوسيع تأثيرها.

وتحدث الكاتب عن سلسلة من الانقلابات التي شهدتها القارة الأفريقية، والتي أثرت على استراتيجية الولايات المتحدة في الاعتماد على الجيوش المحلية لمواجهة المتطرفين الإسلاميين والتهديدات الأمنية الأخرى.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة دربت آلافا من الجنود الأفارقة من إدارة غارات في الصحراء، إلى جانب القادة العسكريين الذين درسوا في الأكاديمية العسكرية الشهيرة "ويست بوينت".

وتعد برامج تدريبهم حجر الأساس في سياسة الولايات المتحدة بالقارة، وتهدف لمساعدة الحلفاء الأفارقة على زرع المهنية في قواتهم المسلحة، وقتال المعارضين المسلحين، أجانب ومحليين.

إلا أن القادة العسكريين الأمريكيين راقبوا بنوع من الغضب، وعلى مدى العام الماضي، القادة العسكريين وهم يطيحون بالحكومات المدنية، ويستولون على السلطة بأنفسهم، ما حفز قوانين تمنع الولايات المتحدة تقديم أي مساعدات عسكرية وتدريبات.

ونقلت عن الأدميرال جيمي ساندس، قائد القوات الأمريكية الخاصة في أفريقيا، قوله: "لا أحد يشعر بالدهشة والخيبة عندما تقوم القوات التي عملنا معها أو نعمل معها منذ وقت بالإطاحة بحكوماتها". و"لم نجد أنفسنا قادرين على منعها، وبالتأكيد التقييم بأننا من يتسبب بها".

وترى الصحيفة أن النكسة الإستراتيجية كانت واضحة في الأسابيع الماضية في "فورت بيننغ"، حيث عقدت القوات الأمريكية تجمعا لقادة القوات البرية من أفريقيا.

وراقب القادة البارزون من عدة دول أفريقية الأمريكيين وهم يقدمون مساقات وتدريبات مظليين ومناورات بالذخيرة الحية، وطريقة التعامل مع قنابل الهاون.

وقالت الصحيفة إن الجيش حجب عدة دعوات لقادة عسكريين من مالي وبوركينا فاسو، الدولتين في غرب أفريقيا المنخرطتين في حرب وجودية مع القاعدة وتنظيم الدولة. وتم استبعاد القادة العسكريين من غيينا من مناسبة "فورت بيننغ".

ولم يرحب بالمجلس العسكري الحاكم في السودان الذي أوقف عملية التحول الديمقراطي التي مضى عليها عدة سنوات. واستقبلت إثيوبيا تجمعا كهذا في عام 2020، ولكن جيشها لم يشمل هذا العام بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في الحرب ضد المتمردين التيغراي.

وقال العقيد في الجيش الأمريكي مايكل سوليفان: "لا نسيطر على ما يحدث عندما نغادر"، مضيفا: "نأمل دائما أننا نساعد الدول على عمل ما هو صائب".

ووصل في العام الماضي فريق مساعدة من كتيبة سوليفان كتيبة "القوة الأمنية2" إلى العاصمة أديس أبابا، وكانت تنتظر في فندق انتهاء الحجر الصحي، عندما قررت إدارة بايدن إلغاء نشره، و"بسبب قلقنا العظيم حول النزاع في شمال إثيوبيا وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المدنيين"، حسبما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية. وغادر الفريق البلد حالة انتهت فترة الحجر الصحي.

وقال سوليفان: "أعتقد أن الجميع يأملون بتغير الوضع مرة ثانية، ونأمل بالعمل مع شركائنا في إثيوبيا". وفي الوقت نفسه، تحاول القوى المنافسة الاستفادة من الانسحاب الأمريكي. وشارك القادة العسكريون الماليون مناسبة عام 2020، لكنهم منعوا هذا العام بعدما أطاحوا بالرئيس في أيار/ مايو. واستعان القادة الماليون بالمرتزقة الروس من شركة "فاغنر" القريبة من الكرملين.

وأدى الانقلاب ووجود المرتزقة الروس إلى انهيار العلاقات بين مالي والقوى المستعمرة السابقة، فرنسا، ودفعها لسحب آلاف من قواتها التي تقاتل المتشددين الإسلاميين في البلد. وزعمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" هذا الأسبوع أن الروس وحلفاءهم جمعوا وذبحوا 300 مدني، بعضهم يشتبه بعلاقته مع المتشددين في بلدة مورا الشهر الماضي.

وقالت كورين دفوكا، مديرة "هيومان رايتس": "الحكومة المالية مسؤولة عن الجريمة، الأسوأ في مالي منذ عقد. سواء نفذتها القوات المالية أو بمشاركة مع جنود أجانب".

وأعلنت وزارة الدفاع المالية أنها قتلت 203 "إرهابيين"، واعتقلت 51 آخرين، وسيطرت على أسلحة وذخائر. لكن الجيش أعلن لاحقا فتح تحقيق في المذبحة.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة دربت جنودا من بوركينا فاسو، والتي واجهت سلسلة من الهجمات نفذها تنظيم الدولة المتحالف مع جماعة موالية لتنظيم القاعدة اسمها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. واستقبلت بوركينا فاسو في عام 2019 ألفي جندي من القيادة المركزية لأفريقيا؛ بهدف تقوية الأمن في منطقة الساحل.

وفي 2020، كان بول هنري داميبا من بين فرقة بوركينا فاسو عندما نفذ الأمريكيون مناورات عسكرية في موريتانيا. وانضم داميبا في فترة سابقة إلى دورة استخبارات عسكرية في السنغال وبرامج تدريب في قوات حفظ السلام.

وفي بداية العام الحالي، كان الجيش الأمريكي قلقا بدرجة كافية حول انتشار العنف المتشدد في بوركينا فاسو، بدرجة أنه أرسل القوات الخاصة إلى واغادوغو لتقديم النصح لقوات الكوماندوز.

ووصل أصحاب القبعات الخضر، حيث وجدوا جنود بوركينا فاسو غاضبين من الحكومة المدنية وطريقة إدارتها للحرب، وقاموا بمحاصرة القصر الرئاسي، وألقوا القبض على روتش مارك كريستينان كابوري، وأعلنوا أن المجلس العسكري "الحركة الوطنية لحماية وإعادة السلطة" سيتولى الحكم.

وبعد ثمانية أيام من اقتحام القصر، عين العسكر داميبا رئيسا للمجلس.

وقررت غانا وساحل العاج وبينين استثناء بوركينا فاسو من قوة المهام الخاصة التي شكلت لمنع المتشددين من الدفع جنوبا باتجاه خليج غينيا.

وقال الجنرال توماس أوبونغ بيرا، رئيس هيئة الأركان المشتركة الغاني: "تم استبعاد بوركينا بسبب الانقلاب".

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن عملهم مع القوات الأفريقية يتضمن التأكيد على أهمية تبعية الجيش للحكم المدني وحكم القانون. ولهذا يرى ساندز أن "هذه الانقلابات تعارض كل شيء درسناه".

ومع ذلك، تساءل مايكل شوركين، المحلل السابق في "سي آي إيه"، عن قدرة المحاضرين الأمريكيين مواجهة الضغوط التي تتعرض لها الجيوش الأفريقية وسط تمردات شديدة وانقسامات اثنية وفساد الحكومات المدنية.

وقال: "لماذا سيغير عام قضيته في فورت ليفوورث الطريقة التي ستدير فيها بلدك". وأضاف شوركين الذي يعمل في شركة استشارات تركز على أفريقيا: "هذا لا معنى له".

وكان القوات الأمريكية الخاصة تدرب القوات الغينية الخاصة عندما تحرك الجنود المحليون وأطاحوا بالرئيس الغيني.

وترأس قائد الانقلاب، العقيد في القوات الخاصة مامادي دومبويا، الوفد الغيني إلى مناورات القوات الخاصة في بوركينا فاسو عام 2019.

وعندما شعر الجنود الأمريكيون أنهم وسط تمرد لجأوا إلى السفارة الأمريكية في كوناكري، عاصمة غينيا. وقالت متحدثة باسم القيادة الأفريقية: " في ذلك الوقت، علقت القيادة المركزية لأفريقيا كل برامج التدريب مع الجيش الغيني".

ووجه الأمريكيون دعوة إلى السودان الذي نبذ كل علاقاته مع الجماعات الإرهابية إلى قمة الجيوش الأمريكية في 2020، لكن الجيش استولى على السلطة العام الماضي، وقام بحملة قمع دموية ضد المحتجين بشكل خسر الدعوة لمناسبة "فورت بيننغ".

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لا خيار أمامهم إلا العمل مع الجيوش الأخرى في العالم، وخوض الحروب إلى جانب الحلفاء. وقال ساندس: "النية هي مواصلة التعاون، ومد اليد للدول الأفريقية، ومساعدتها وبشكل حقيقي على معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه الانقلابات".

وعلى مدى عشرين عاما، دربت قاعدة "فورت بيننغ" المتخصصة في تدريب المشاة والقوات المحمولة جوا والحراس 1.650 جنديا من 37 دولة أفريقية.
1
التعليقات (1)
تناسوا احقر جاسوس لهم و هو السيسي
الإثنين، 11-04-2022 12:13 ص
الهيمنة الأمريكية تعمل مثل السرطان لانهم يحتلون الدول بجيوشها و شرطتها و قضائها و اعلامها فإذا اعترضت انت خائن و المثال على ذلك مصر يدربون الجيش و يسلحونه و رشوة سنوية قدرها 1300 مليون دولار فلمن سيكون ولاء الجيش