صحافة دولية

كيف يؤثر حظر منتخب فرنسا للحجاب على اللاعبات المسلمات؟

ناشطة: لا يزال هناك قدر هائل من العقبات التي يتحتم على رياضة السيدات التغلب عليها ومن بينها حظر ارتداء الحجاب- جيتي
ناشطة: لا يزال هناك قدر هائل من العقبات التي يتحتم على رياضة السيدات التغلب عليها ومن بينها حظر ارتداء الحجاب- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا تخللته تصريحات الناشطة شيرين أحمد والمحامية ماريون أوجييه حول الكفاح من أجل إنهاء الحظر المفروض على الحجاب في فرنسا

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا يزال هناك قدر هائل من العقبات التي يتحتم على رياضة السيدات التغلب عليها ومن بينها حظر ارتداء الرياضيات المسلمات للحجاب في فرنسا بما في ذلك في رياضة كرة القدم. ولا يتعلق ذلك فقط بفرنسا، بل يؤثر على نظرة العالم إلى اللاعبات المسلمات - المحترفات والهواة على حد سواء. 

تقول شيرين أحمد، الناشطة الرياضية الكندية: "لقد تخليت عن ممارسة كرة القدم عندما كان عمري 20 عامًا بسبب ارتداء الحجاب"، مؤكدة: "لم يكن العيش بدون كرة القدم سهلًا بالنسبة لي، لكن من الصعب البحث عن نقطة للعودة مع هذا الشعور العام". 

بالنسبة لها، لا يعني حظر ارتداء الحجاب تقييد فرص الفتيات المسلمات في أن يصبحن لاعبات كرة قدم فحسب، بل يستبعدهن من أن يصبحن جزءًا من نمو تلك الرياضة بمراحلها. أما فيما يتعلق بالوضع في فرنسا: "لا يقتصر الأمر على اللعب فحسب، فلا يمكن للفتيات أن يدربن ولا أن يحكّمن. إنهن مستبعدات كليًا. إنه أمر وحشي. وهناك شعور واضح بكراهية النساء المسلمات". 

ذكرت الصحيفة أن المسلمين في جميع أنحاء العالم احتفلوا هذا الأسبوع بعيد الفطر. لكن في فرنسا، وبينما تستعد مدينة ليون لنهائي الدوري العاشر لأبطال أوروبا للسيدات، لا يزال الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يستبعد النساء المسلمات من اللعبة بسبب الحظر المفروض على إظهار الرموز الدينية. حيال هذا الشأن، تقول أحمد: "إن هذا جزء من نظام التفوق الأبيض وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام والمشاعر العدائية تجاه المسلمين". 

"لي هيجابيز" التي تعني مرتديات الحجاب، هي مجموعة فرنسية تكافح ضد حظر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للحجاب من أجل مجتمع أكثر شمولًا في فرنسا. وقد حققت مؤخرًا نجاحًا في إقناع مجلس الشيوخ والبرلمان بإلغاء مشروع قانون حديث تضمن تعديلًا كان سيتم تطبيقه على جميع الرياضات في فرنسا. والخطوة التالية الآن هي إقناع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بتغيير حكمه. 

نقلت الصحيفة عن ماريون أوجييه، وهي محامية تعمل في منظمة "لي هيجابيز"، "أن البرلمان الفرنسي سمح بارتداء الرموز الدينية أثناء المنافسات الرياضية، لكن هذا القرار لم يجعل المنتخب الفرنسي يراجع قواعده". ينظر مجلس الدولة حاليًا في تقديم استئناف ضد الاتحاد وتؤكد أوجييه أن الحكومة ليست مسؤولة عن الحظر الحالي بل المنتخب حيث تتوقع منظمة "لي هيجابيز" صدور قرار بهذا الشأن في نهاية السنة.

وأضافت الصحيفة أن أوجييه تشعر بأن المنتخب الفرنسي يُخضع المشاركين في مسابقات كرة القدم لمبدأ الحياد، ويبدو أنه يُظهر أن الأشخاص الذين يتخذون القرارات ليسوا على دراية باحتياجات أولئك الذين يريدون "إنقاذهم" على حد تعبيرهم. إن الأمر يتعدى حدود الحق في لعب كرة القدم وما إذا كان يجب ارتداء الحجاب أم لا كما أنه يتخطى الجاليات المسلمة في فرنسا. وتعتقد شيرين أن "عزل المسلمات مشكلة، فنحن نتشارك معهن نفس المعاناة وسأدافع عن مشاركتهن في كرة القدم. يجب أن يكون للمرأة مكان ويجب أن يكون لها الخيار والحق في المشاركة".

وتضيف شيرين: "كرة القدم هي حقًا لغة عالمية وهي وسيلة لجمع شمل الكثير من الناس، فلماذا يتم استبعاد فئة دون غيرها؟"، وهي تؤكد أن "النساء المسلمات لسن متشابهات وأعتقد أن أهم شيء هو إشراكهن في النقاش".

 

التعليقات (1)
مازن
السبت، 07-05-2022 02:06 م
إذا كان الأمر لا يعجب أمثال هؤلاء الناشطات، فلماذا التوسل والتذلل للوصول إلى تلك البلاد والعيش فيها؟ أليس هذا هو النفاق بعينه؟ هي بلادهم وهم أحرار فيما يمنعون ويحظرون.