سياسة عربية

مظاهرات ضد سعيّد جنوبي تونس رفضا "للجمهورية الجديدة"

تواصلت المظاهرات الرافضة لإجراءات الرئيس سعيد - فيسبوك
تواصلت المظاهرات الرافضة لإجراءات الرئيس سعيد - فيسبوك

تظاهر مئات التونسيين، الأحد، في محافظة مدنين، جنوب شرقي البلاد؛ احتجاجا على المسار السياسي الذي يسلكه الرئيس قيس سعيّد، فيما تواصلت ردود الفعل الرافضة لهيئة "الجمهورية الجديدة".


وشارك في المظاهرة شخصيات سياسية عن حراك "مواطنون ضد الانقلاب" و"جبهة الخلاص الوطني"، على غرار أحمد نجيب الشابي، وبعض الوجوه الحزبية الأخرى.


وخلال الوقفة الاحتجاجية، رفع المشاركون شعارات ضد حكم سعيد، بينها "حريات حريات.. دولة البوليس (الأمن) وفات (انتهت)"، و"الشعب يريد ما لا تُريد"، و"لا للاستفتاء المهزلة".


ونقلت وكالة الأناضول عن القيادي في جبهة الخلاص، أحمد نجيب الشابي، قوله إن "مساحة الحرية انغرست في التربة التونسية، وليست منّة من قيس سعيد".


وحول الهيئة الوطنية الاستشارية للجمهورية الجديدة، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، قال الشابي: "هذه الاستشارة (استفتاء) هي مَسخ؛ لأنها منطلقة من استشارة إلكترونية لم يشارك فيها أكثر من 90 بالمئة من الشعب".


وأضاف: "وهذه الاستشارة أقصت مكونات المجتمع المدني والأحزاب دون استثناء".


بدوره، قال الوزير الأسبق والناشط السياسي سمير ديلو: "لا نطلب الانفراد بالقرار بشكل عكسي، ولكن دعوتنا لحوار وطني حقيقي تنبثق عليه حكومة إنقاذ وطني، ويعيد تونس إلى سكة الديمقراطية بعيدا على الحكم الفردي".


وأضاف: "قيس سعيد يريد أن ينفرد بالمستقبل من خلال صياغة دستور للتونسيين دون استشارتهم".


ومطلع الشهر الجاري، أعلن سعيّد تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، مؤكداً على أنها ستختتم أعمالها في غضون أيام، قبل أن يعيّن خلال الأيام الماضية رجل القانون الصادق بلعيد رئيسا لها.


وصدر في الجريدة الرسميّة مرسوم رئاسي لإحداث هيئة وطنيّة مستقلّة تُسمّى "الهيئة الوطنيّة الاستشاريّة من أجل جمهوريّة جديدة" تتولّى "تقديم اقتراح يتعلّق بإعداد مشروع دستور لجمهوريّة جديدة، ويُقدّم هذا المشروع إلى رئيس الجمهورية".


وتتفرّع من هذه الهيئة لجان ثلاث، هي "اللجنة الاستشاريّة للشؤون الاقتصاديّة والاجتماعية" و"اللجنة الاستشاريّة القانونية" و"لجنة الحوار الوطني"، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.


وبحسب خارطة الطريق التي كشف عنها الرئيس التونسي نهاية العام الماضي، من المنتظر أن تكتب اللجنة المكلفة مشروع دستور جديد بناء على المقترحات المجمعة من الاستشارة الإلكترونية، التي لم يشارك فيها سوى 7 بالمئة من المعنيين بالحق الانتخابي، قبل أن يقع عرض المشروع على استفتاء شعبي في 25 تموز/ يوليو المقبل.


وبعد ذلك، سيدعو سعيّد التونسيين للمشاركة في انتخابات تشريعية، دون رئاسية، سابقة لأوانها، بناء على النظامين السياسي والانتخابي الجديدين، في ذكرى اندلاع الثورة التونسية الموافقة لـ17 كانون الأول/ ديسمبر 2022.

 

اقرأ أيضا: أغضب التونسيين ومعاد للديمقراطية.. من هو رئيس "لجنة الدستور"؟

والسبت، تظاهر المئات أيضا في محافظة تطاوين المجاورة لمحافظة مدنين ضد سياسات سعيد، بدعوة من حراك "مواطنون ضد الانقلاب"، و"جبهة الخلاص الوطني".


التعليقات (4)
ناصحو أمتهم
الأحد، 22-05-2022 08:26 م
إن سُعَيّد ليس سوى دَعِي مُقلّد غَشِم من استعارات خطاب الزور المتفاصح شكليا بترصيف المترادفات إلى الممارسات المتناقضة. إن ما سمّاه أخيرا ب "الجمهورية الجديدة" ليس سوى تكرارا ركيكا لما أعلنه تبون نيابة عن عسكر شنقريحة. وإن تشكيله لجنة صياغة دستور لجمهورية جديدة باسم "الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة" وتكليفه صادق بلعيد برئاستها ليس سوى استنساخ حرفي للجنة صياغة الدستور ورئيسها احمد لعرابة (نسخة مطابقة لصادق بلعيد: العقيدة الدنيوية، التفكير والتعبير والعمل بلغة المحتل، الولاء التلقائي له) التي شكّلها عسكر شنقريحة باسم تبون قبيل تمرير دستورهم الأخير بمشاركة حقيقية تقل عن 10% ممن لهم حق التصويت. ولذا؛ لا داعي للانتظار يا أهل تؤنس لأن دستور سعيد، إن لم تقطعوا عليه طريق التخريب، سيكون أسوأ من دستور عسكر شنقريحة - تبون في ضرب عنصري الهوية الحضارية العربية المسلمة للقطر. أي سيكون دستور التحاق شمال غرب المغرب الأدنى (تؤنس) ببقية الدساتير الممنوحة\المفروضة من قبل عملاء المحتل في المغربين الأقصى (دساتير الحسن الثاني ثم أخطرها دستور السادس الممنوح\المفروض في شعبان 1432) والأوسط (دساتير بوتفليقة ثم أخطرها دستور شنقريحة – تبون الممنوح\المفروض في مُحرّم 1442) وذلك بشرعنة الهوية الفسيفسائية؛ والأيام بيننا. وإذا سألتمونا من المسؤول عن كل هذا الزحف الاحتلالي الكاسح على عنصري الهوية الحضارية العربية المسلمة في قطركم، نقول إنه من جاءته الفرصة التاريخية ذات 1433 فجبن عن الواجب.
عابر سبيل
الأحد، 22-05-2022 02:38 م
الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين و الخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة. - جورج أورويل.
عابر سبيل
الأحد، 22-05-2022 02:36 م
إن السُلطة عند قيس سعيّد ليست وسيلة ، بل غاية ، فهو لا يقيم حكماً استبدادياً لحماية الثورة ، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي.
عابر سبيل
الأحد، 22-05-2022 02:25 م
قيس سعيّد، عندما ترشح للانتخابات الرئاسية التونسية كان الصحفيون يسألونه عن برنامجه الانتخابي فيرد بمقولته المشهورة "الشعب يريد" ويستعمل كثيرا شعاره الكاذب "التطبيع خيانة"، وهما مفتاح وصوله الانتهازي لـ "قصر قرطاج" ولقد تبين للشعب التونسي أن [المقولة والشعار]، ما هما إلا وسيلة للوصول إلى الحكم، وتنفيذ أجندة معدة سلفا، بمشاركة الصهاينة عموما والمطبعين خوصا.