تأهب سوري تركي عالي المستوى.. وقسد تزرع مئات الألغام

في الوقت الذي يستعد فيه الجيش التركي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة شمال سوريا، ضد من تصفهم أنقرة بالتنظيمات الإرهابية، فإن الجيش الوطني السوري، نفذ الجمعة، تدريبات عسكرية على الخطوط الأمامية شمال البلاد، استعدادا للمشاركة مع الجيش التركي.

واستخدم نحو 500 عنصر من الجيش السوري الحر، أسلحة خفيفة وثقيلة في التدريبات التي اشتملت على تنفيذ تكتيكات الانتشار في المواقع على الخطوط الأمامية، وقد أجرى ألفا عنصر من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني السوري تدريبات بالأعيرة النارية.

وينتشر "الجيش الوطني السوري" في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، التي تم السيطرة عليها من تنظيمي "داعش" و"واي بي جي/ بي كا كا"، خلال السنوات الماضية.

أردوغان: كفاحنا متواصل  

إلى ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده تواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال الخط الأمني على حدودها الجنوبية (شمالي سوريا) عبر عمليات جديدة.

جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في اجتماع تشاوري لحزب العدالة والتنمية، بالعاصمة أنقرة، مضيفا: "مزقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع (في سوريا) والمخلب – القفل (في العراق)".

وأوضح أنه "بعد ما تم تطهير الجيش التركي من أتباع تنظيم غولن الإرهابي، اتخذنا خطوات عدة في سبيل جعل الجيش التركي واحدا من الجيوش المتقدمة في العالم".

ولفت إلى ارتفاع الدخل القومي للبلاد من 238 مليار دولار إلى تريليون دولار، في ظل حكومات العدالة والتنمية، في سبيل مساعيهم الرامية لزيادة رفاهية الأمة التركية.

وأشار إلى "استمرار كفاح بلاده ضد تنظيم "بي كي كي PKK" الإرهابي، داخل وخارج البلاد بعزيمة وإصرار كبيرين، فالمنطقة الممتدة بعمق 30 كم بمحاذاة حدودنا الجنوبية هي منطقتنا الأمنية ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص".

أنفاق وألغام قسد

في السياق كشفت معلومات لوكالة الاناضول التركية عن قيام تنظيم "واي بي جي YPG" التابع لتنظيم "قسد"، "بحفر الأنفاق وإخفاء الأسلحة في المناطق السكنية بمدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها، بغية استخدام المدنيين دروعاً بشرية".

ورصدت عدسة الأناضول من الجو عددا من القرى المحيطة بتل رفعت وهي الشيخ عيسى و منغ والعلقمية وعين دقنة وكشتعار وطاط مراش، حيث تظهر المشاهد قيام التنظيم بحفر الأنفاق فيها وإخفاء دبابات وأسلحة في البيوت.

كما رصدت تحركات لعناصر التنظيم حول الأنفاق و تجمعات لهم في القرى المدنية، إلى جانب رصد حفر التنظيم خلال السنوات الماضية شبكة أنفاق معقدة في تل رفعت ومحيطها، كما استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة من مناطق سيطرته شرق الفرات إلى المنطقة.

وسيطرت "قسد" على تل رفعت في شباط/ فبراير عام 2016، بدعم جوي روسي ما تسبب بنزوح عشرات الآلاف من سكانها، حيث سكن معظمهم في مخيمات بالقرب من الحدود السورية التركية.

ويستخدم التنظيم تل رفعت والقرى المحيطة بها منطلقا لتنفيذ هجمات على المناطق الآمنة التي شكلتها تركيا بالعمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا.

إلى ذلك ذكرت مصادر الأناضول، أن تنظيمات "واي بي جي/ بي كا كا"، المتمركز في منطقة تل رفعت السورية، قامت بزراعة ألغام على مداخل ومخارج مركز المدينة.

وذكرت المصادر للأناضول، أن "إرهابيي التنظيم كثفوا مؤخرًا أنشطة التلغيم والتفخيخ في مركز المنطقة (شمالا)، لإبطاء العملية التركية المحتملة لمكافحة الإرهاب عبر زرع ألغام مضادة للدبابات والأفراد عند مداخل الطرق المؤدية إلى مركز تل رفعت".

اقرأأيضا: هل يستجيب حلفاء تركيا بـ"الناتو" لمطالبها الأمنية؟

وأضاف المصدر: "يقومون أيضا بنصب الفخاخ المتفجرة في بعض مباني المؤسسات التي سيدخلها الجيش التركي والجيش الوطني السوري أولا في حال قام الإرهابيون بإخلاء تل رفعت إثر عملية محتملة، إلى جانب نصب الفخاخ المتفجرة في منازل تابعة لأشخاص في صفوف الجيش الوطني السوري".

ونهاية العام الماضي، زرع التنظيم الذي يحتل تل رفعت شمالي حلب، ألغاما على خطوط الجبهة مع فصائل المعارضة السورية.

وسبق للجيش التركي والجيش الوطني السوري أن فككا عددا كبيرا من الألغام التي زرعها التنظيم خلال عمليتي "غصن الزيتون" و"نبع السلام" العسكريتين شمال سوريا.

وتخضع "تل رفعت" التابعة لمحافظة حلب لسيطرة مسلحي "واي بي جي" منذ عام 2016، ويستخدمونها منطلقا لتنفيذ هجمات على المناطق الآمنة التي شكلتها تركيا بالعمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا.

وأجبر التنظيم الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا" ما يقرب من 250 ألف مدني على الهجرة أثناء احتلاله المنطقة، وقد نزحوا إلى المناطق القريبة من الحدود التركية.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قال في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" الأربعاء الماضي: "إن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمال سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".

أقطاي: على أوروبا أن تكون ممنونة لتركيا

بدوره اعتبر ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية أن أهمية وجود المنطقة الآمنة شمال سوريا والتي أرادت تركيا إنشاءها، ترتكز على أمرين: "الأول: تضييق النطاق على حركة النظام السوري، والثاني: مواجهة موجات الهجرة من سوريا إلى تركيا، وبذلك لن يضطر السوريون للنزوح إلى أماكن أخرى ولن يتركوا وطنهم للأسد المجرم ولنزوات المحتلين ورعاتهم".

وقال أقطاي ضمن تعليقه على العملية المرتقبة في مقاله الخاص في صحيفة يني شفق التركية: "إن الذين لم يدعموا اقتراح تركيا لهذا الحل المعقول والواقعي والإنساني ووضعوا الأعذار وقدموا أسبابا مختلفة للمماطلة، قد قاموا أيضًا بتوجيه انتقادات واعتراضات لا يمكن تخيلها تجاه تركيا عندما تصرفت بمفردها".

ولفت أقطاي إلى أن تركيا وقفت أمام عبور ما لا يقل عن 5 ملايين سوري إضافيين إليها "كانوا سيعبرون إلى أوروبا، وعليه فكان يجب على أوروبا أن تدين لتركيا بدين كبير من الشكر والامتنان بسبب قيامها بهذه العمليات".

اقرأ أيضا: تركيا: انضمام السويد وفنلندا للناتو مرهون بتبديد مخاوفنا

وكان القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، علق على العملية العسكرية التركية المحتملة بمناطق نفوذها، بأنها "تشكل خطرا كبيرا على استقرار شمال سوريا".

وقال عبدي، إن التصعيد سيؤثر سلبا على الحرب ضد تنظيم الدولة، وسيخلق أزمة إنسانية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، الخميس الماضي.

روسيا تتمنى

في السياق أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن بلادها تأمل في أن "تحجم" تركيا عن شن هجوم في شمال سوريا، في إشارة إلى التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

وقالت ماريا زاخاروفا في بيان: "نأمل أن تحجم أنقرة عن (اتخاذ) خطوات يمكن أن تؤدي إلى تدهور خطير للوضع الصعب أصلا في سوريا".

وأضافت أن إجراء مماثلا، مع عدم موافقة النظام السوري، "سيشكل انتهاكا مباشرا لسيادة ووحدة أراضي سوريا"، وإلى تصعيد جديد للتوتر في البلاد.

وتابعت المتحدثة: "نتفهم قلق تركيا في ما يتصل بالتهديدات التي تطال الأمن القومي انطلاقا من المناطق الحدودية" مع سوريا، معتبرة أن المشكلة يمكن حلها "فقط" إذا نشرت دمشق جنودا في هذه المنطقة.

الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، هيثم رحمة: قصف #تل_أبيض و #جرابلس يؤكد الطبيعة الإجرامية لميليشيات #Pyd الإرهابية ويستلزم موقف دولي حاسم.#الرقة #حلب #سوريا @drRahmeh pic.twitter.com/RtQbkClMaZ

— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) June 2, 2022

ميليشيات (PYD) تقصف بالصواريخ والمدفعية مدينة #تل_أبيض بريف #الرقة، وأسفر القصف عن سقوط 3 شهداء وإصابة عدة مدنيين pic.twitter.com/zJ1aAToubf

— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) June 1, 2022

#الجيش_الوطني_السوري #هيئة_ثائرون_للتحرير
رفع اللياقة البدنية والجاهزية القتالية واستكمال الاستعدادات للعمليات العسكرية المرتقبة.
--------------
حسابنا على تويتر :https://t.co/K1fvgdKN6y

قناتنا على تلغرام :https://t.co/fGXIKemVrj pic.twitter.com/w45oXeX3Pb

— هيئة ثائرون للتحرير (@Tha_Eroon) June 4, 2022

#الجيش_الوطني_السوري #هيئة_ثائرون_للتحرير
جانب من المناورات العسكرية السورية التركية المشتركة في منطقة نبع السلام استعداداً للعمليات العسكرية المرتقبة.
--------------
حسابنا على تويتر :https://t.co/K1fvgdKN6y

قناتنا على تلغرام :https://t.co/fGXIKemVrj pic.twitter.com/wS0WKbWDGv

— هيئة ثائرون للتحرير (@Tha_Eroon) June 4, 2022