قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد إقالة وزير الخارجية عثمان
الجرندي، بعد ساعات قليلة من مكالمة هاتفية جمعت الأخير بوزير خارجية النظام السوري
فيصل المقداد.
جاء ذلك في بلاغ مقتضب للرئاسة التونسية، أُعلن من خلاله أن "رئيس الجمهورية قيس سعيّد قرر إنهاء مهام السيد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج".
كما قرر سعيّد تعيين السيد نبيل عمّار وزيرا للشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، حيث نشرت الرئاسة بلاغا في وقت لاحق، أعلنت من خلاله أن رئيس البلاد أشرف على موكب أداء اليمين من قبل الوزير الجديد.
وجاءت إقالة الجرندي بعد ساعات قليلة من إجرائه مكالمة هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا.
وقبل إقالته، كتب الجرندي عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر": "مكالمة مع أخي د.فيصل المقداد وزير خارجية سوريا. أبلغته تعاطف وتضامن تونس رئيسا وحكومة وشعبا مع سوريا الشقيقة".
وأعلن أنه "نسقنا بخصوص المد للتضامني التونسي الذي أذن به سيادة الرئيس لمعاضدة جهودها في مجابهة آثار الزلزال. رحم الله الضحايا وعجل في شفاء الجرحى"، خاتما تغريدته بـ"حفظ الله سوريا وشعبها من كل مكروه".
والجرندي ديبلوماسي تونسي شغل منصب وزير خارجية في حكومة مهدي جمعة (2014)، ثم التحق بديوان الرئيس سعيد مستشارا أول مكلفا بالشؤون الديبلوماسية منذ نيسان/ أبريل 2020 وحتى تعيينه وزيرا للخارجية في حكومة هشام المشيشي في آب/ أغسطس 2020.
وبعد إقالة حكومة المشيشي في 25 تموز/ تموز 2021 من قبل الرئيس سعيد، أعيد تعيين الجرندي وزيرا للخارجية في
الحكومة الحالية برئاسة نجلاء
بودن، التي أدت اليمين الدستورية في 11 تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته.
وسبق للرئيس التونسي أن التقى بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال العام الماضي، حيث وجه سعيّد رسالة لبشار الأسد.
وقال سعيد للمقداد، بحسب بيان خارجية النظام: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سورية وتونس"، بحسب ما نقلته صحيفة "حقائق أونلاين" التونسية.
وفي شهر أغسطس/ آب من عام 2021، التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج عثمان الجرندي، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أول لقاء يعقد بين وزيري خارجية البلدين، منذ إعلان الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي قطع العلاقات مع دمشق عام 2012 مع طرد السفير السوري من تونس.
وواجه الجرندي انتقادات واسعة من قبل المقربين من الرئيس التونسي، الذين يتهمونه بالفشل في التسويق لتوجه سعيّد وخياراته، وعدم تمكنه من إقناع الدول الغربية بمشروع الرئيس.
اظهار أخبار متعلقة
وإقالة الجرندي هي الثالثة في حكومة نجلاء بودن منذ إجراء جولة الإعادة من الانتخابات التشريعية التي جرت في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث أجرى سعيّد تغييرا وزاريا، عيَنَ بمقتضاه محمد علي البوغديري وزيرا للتربية (التعليم) خلفا لفتحي السلاوتي، وعبد المنعم بلعاتي وزيرا للزراعة خلفا لمحمود إلياس حمزة.
وفي 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، أقال سعيد وزيرة التجارة وتنمية الصادرات في حكومة بودن فضيلة الرابحي، وخلفتها بعد ستة أيام كلثوم بن رجب، حيث كشف مصدر لـ"عربي21" أن الإقالة كانت بسبب ملف فساد.