كثفت قوات
الاحتلال الإسرائيلي من تواجدها في مدينة
القدس المحتلة وعلى أبواب
المسجد الأقصى المبارك، في
ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يأتي بالتزامن مع فترة الأعياد اليهودية التي تتصاعد فيها انتهاكات الاحتلال وأذرعه المختلفة لحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن "العديد من عناصر قوات الاحتلال و"حرس الحدود"، تتواجد بكثافة على أبواب المسجد الأقصى المبارك، حيث تقوم بالتدقيق في هويات القادمين للمسجد الأقصى المبارك، وتفتيش البعض واحتجاز هوياتهم".
وذكرت في حديثها لـ"عربي21"، أن "باب المغاربة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال ويجري من خلالها اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى، مغلق اليوم".
وأفادت إدارة الأقصى، بأن "الاستعدادات تجري للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والذي سيبدأ الساعة الحادية عشرة ويستمر حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، ويتخلله كلمات ومديح نبوي وفقرات أخرى"، منوهة إلى أنه "لا يوجد نشاط للكشافة هذا العام".
وخلال الأيام الماضية، وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة، تواصلت خلال فترة الأعياد اليهودية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى، والتي يجري فيها انتهاك حرمة الأقصى، حيث يقوم بعض المتطرفين اليهود بأداء صلوات تلمودية وانبطاحات على الأرض، وتنفيذ جولات استفزازية بلباس الكهنة، وكل ذلك تحت حماية قوات الاحتلال التي تمنع حراس المسجد الأقصى من الاقتراب من المقتحمين.
وجدير بالذكر أن عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في الفترة الصباحية، تبدأ في حدود السابعة والنصف صباحا من باب المغاربة، ومن ثم التجول في الساحات والوصول إلى المصلى المرواني، والمشي بجوار السور، والمرور من أمام باب الأسباط، ومن ثم باب حطة وباب المجلس والحديد وباب القطانين، وتنتهي بالخروج من باب السلسلة، وتمتد كل جولة لنحو ربع ساعة وربما يزيد، وتنتهي الفترة الصباحية الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، ويتجدد اقتحام الأقصى في الفترة المسائية بعد الظهر والتي قد تمتد لنحو 60 دقيقة.
وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/ سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي تتطور أحيانا إلى مواجهات مع قوات الاحتلال.
اظهار أخبار متعلقة
وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.
وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية من نواب ووزراء وغيرهم.
ويسعى الاحتلال جاهدا لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني بعدما تمكن إلى حد ما من تحقيق تقسيمه الزماني للأقصى، تمهيدا لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.