اتهم الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم
الجزائرية الدكتور عبد الرزاق مقّري النظام العربي الرسمي بالمشاركة في الإضرار بالمقاومة
والشعب
الفلسطيني من خلال ما وصفه بـ "الأدوار الوظيفية لهذه الأنظمة لصالح
الاحتلال".
وأكد مقّري في تصريحات نشرها على صفحته في منصة
"فيسبوك"، أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنهم قادرون على مواجهة الاحتلال على الرغم من حجم التحالف المؤيد للاحتلال، لكن المشكلة في الاستبداد العربي.
وقال: "الكيان الصهيوني يقوم بحرب
إبادة جماعية ويقترح جرائم فظيعة في حق أهلنا في فلسطين.. لا أحد يشك في ذلك! وحتى
المطبعون صاروا يقولون ذلك ـ ولو نفاقا ـ ولا أحد يُتوقع منه غير ذلك. قادة الغرب وعلى رأسهم الأمريكان أعداء ومجرمون وداعمون للكيان الصهيوني في
حرب الإبادة القائمة في غزة.. نعم لم يصبح أحد
ينكر هذا! حتى شعوبهم صارت تتهمهم بذلك، وذلك هو نهجهم وتاريخهم عبر الزمن".
وأضاف: "هل المقاومة ضعيفة وغير قادرة على مواجهة العدوان الصهيوني
وحلفائه؟ إنهم يثبتون كل يوم بأنهم قادرون، وهم في معركة طوفان الأقصى يخطون
بطولات أسطورية لم يشهد مثلها التاريخ. ولكن أتدرون من هم الأكثر إضرارا بالمقاومة؟ إنهم الحكام العرب: العملاء، والذين
يؤدون الأدوار الوظيفية لصالح دولة الكيان، والخائفون الذين يخشون أن تصيبهم
دائرة، والذين لا تهمهم إلا كراسيهم ومتع سلطانهم، والعاجزون الفاشلون الذين
يملكون أمر أنفسهم".
وأكد مقّري أن "المشكل ليس في الشعوب التي
أظهرت ارتباطها بالمقاومة ـ على مختلف تواجهاتها وانتماءاتها ـ وليس المشكل في
المقاومة فقد أظهرت قدرتها على الإعداد والجهاد، إنما المشكل في الاستبداد الذي
يشل إرادة الأمة ويقمع أبطالها ويدجن قادتها ويحاصر شرفاءها ويتحايل على شعوبها".
وأضاف: "إنه الاستبداد الذي لم ينجح لا
في نهضة الأوطان وتنميتها، ولا في الديمقراطية والحريات بما يتيح لغيره أن يفعل
ذلك، ثم ها هم هؤلاء الحكام المستبدون العرب والمسلمون يخسرون في معركة طوفان الأقصى
ما بقي لهم من شرف، إلى درجة أن يقول لهم المجرم نتنياهو "إذا أردتم المحافظة
على مصالحكم اسكتوا" ويرون أنواعا من القتل والطحن في الأطفال والنساء ما
يقطع الفؤاد ولا يحركون ساكنا خوفا من هذا اللعين وأمثاله".
وأكد مقّري أنه "لا حل لنهضة الأمة
وتحرير فلسطين إلا بتغيير هذه الأنظمة"، وقال: "ما لا يتم الواجب إلا به
فهو واجب.. وكل عمل، أو ترك عمل، صغير أو كبير يطيل في زمن الاستبداد إنما هو ضد
أوطاننا وقضيتنا المركزية ولصالح الكيان والاستكبار الغربي، وكل عمل يقصر عمر
الاستبداد هو لصالح بلداننا وشعوبنا ونهضة أمتنا ولصالح فلسطين."، وفق تعبيره.
وعلى الرغم من استضافة العاصمة السعودية
الرياض السبت لقمة عربية ـ إسلامية بشأن الحرب التي تقودها القوات
الإسرائيلية ضد قطاع غزة، فإنها لم تنجح في أن تضغط باتجاه وقف لإطلاق النار، ولا
حتى في فك الحصار المفروض على قطاع غزة بما يمكن من إمداد الفلسطينيين بالغذاء
والدواء.
ومنذ 39 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، دمرت أحياء
فوق رؤوس ساكنيها، وخلّفت 11 ألفا و240 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا،
و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء،
وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.