حذر "
منتدى العالم الإسلامي للفكر
والحضارة"، من توسيع إسرائيل عدوانها إلى دول عربية أخرى في حال نجاحها في
لبنان، معتبرا في الوقت ذاته أن عملية طوفان الأقصى "فضحت السردية الصهيونية،
وكشفت النفاقَ الغربي الأمريكي".
جاء ذلك في الإعلان الختامي للمؤتمر السابع
للمنتدى الذي انعقد في إسطنبول على مدار ثلاثة أيام تحت عنوان "
فلسطين رافعة
الاستئناف الحضاري للأمة الإسلامية".
وقال الأمين العام للمنتدى عبد الرزاق مقري:
"إن توسيع الكيان الصهيوني لعدوانه وجرائمه على لبنان، وتصريحُه بنواياه
لتغيير الشرق الأوسط يدل على أن نجاحه في لبنان سيدفعه إلى العدوان على الأردن ومصر
ليقوم بالتهجير بنفسه، أو ليتوسع في المنطقة إن وجدت فرصة لتحقيق حلم إسرائيل
الكبرى".
وأضاف: "سيكون هذا الكيان خطرا داهما
حتى على دول المنطقة التي يتحالف معها؛ ما يؤكد أن انخراط الأمة كلها في المعركة
ضده في غزة والضفة ولبنان هو دفاع عن الأردن ومصر وسوريا وكل الأمة العربية
والإسلامية".
وفي أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، توعد
نتنياهو بـ"تغيير وجه منطقة الشرق الأوسط"، معتبرا أن الحروب التي تشنها
بلاده حاليا هي لتحقيق ذلك.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسعت إسرائيل
نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان،
والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية غير مسبوقة، وتوغل بري جنوب لبنان مخالفة بذلك
تحذيرات دولية وقرارات أممية.
تلك الغارات أسفرت حتى عصر الاثنين عن 1251
قتيلا و3618 مصابا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف
نازح، وفق رصد وكالة الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
في المقابل، يرد "حزب الله" على
العدوان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية
ومستوطنات في أنحاء إسرائيل.
في سياق متصل، اعتبر الإعلان الختامي
للمؤتمر السابع لـ"منتدى العالم الإسلامي للفكر والحضارة" كذلك
"عملية طوفان الأقصى امتدادا طبيعيا لجهاد الشعب الفلسطيني والعربي الإسلامي،
والانتفاضات الشعبية والمسلحة التي قامت ضد المجموعات الإرهابية والاحتلال
الصهيوني في القرن الماضي".
وقال إن "عملية طوفان الأقصى فضحت
السردية الصهيونية، وكشفت النفاق الغربي الأمريكي، وكسرت هيبة الجيش الإسرائيلي
وأبرزت الوجهَ القبيح الحقيقي للكيان الإسرائيلي".
وأضاف أن "طوفان الأقصى تسببت في حالة
وعي واسعة في الأوساط الغربية والدولية، وزادت من إضعاف وتشتيت المعسكر الغربي،
وساهمت في تراجع هيمنته على العالم نحو عالم متعدد الأقطاب".
وفي 7 أكتوبر 2023، نفذت "حماس"
وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى"، حيث استهدفت قواعد عسكرية
ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق
الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى".
ومنذ ذلك التاريخ، تشن إسرائيل بدعم أمريكي،
حرب إبادة جماعية على غزة، دخلت عامها الثاني؛ ما أسفر عن أكثر من 139 ألف قتيل
وجريح فلسطيني، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات
الأطفال والمسنين.
الإعلان الختامي للمؤتمر جاء فيه كذلك أن
"المسلمين أمة واحدة يتآزرون ويتضامنون"، معتبرا أن "فتح القدس كان
إيذانا بانتقال الإسلام عمليا إلى بعده الحضاري العالمي، وبقيت فلسطين والمسجد
الأقصى البوصلة الحضارية للمسلمين".
وأكد على أن "السعي لتحرير كل شبر محتل
من بلاد المسلمين هو فرض عيني يقوم على كاهل الحكام والعلماء والقادة وعموم
المسلمين، كل بحسب مسؤوليته ومكانته ومقدوره".
وعد "احتلال المسجد الأقصى أكبر نكبة
وأخطر تهديد عرفه المسلمون"، لافتا إلى أنه "لا أمان للإسلام والمسلمين
ما لم يتم تحريره".
وشدد
المؤتمر في بيانه الختامي على أن
"السعي لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وضرورة
واقعية لسلامة الأمة الإسلامية ووحدتِها ونهضتها الحضارية، ولمصلحة كل الدول في
العالم العربي والإسلامي".
وأشار إلى أن "الأمة الإسلامية تملك
مقدراتٍ جبارةً لتحقيق نهضتها الحضارية".
مقري في حديثه عقب تلاوة الإعلان، أفاد بأنه
"من أجل المساهمة في تحقيق غايات هذا الإعلان الختامي وجه المنتدى المشاركين
إلى اقتراح مشاريع عملية لذلك، بحيث يمكن تنفيذها عبر الخطط التي يعتمدها".
وكشف أن "الأمانة العامة للمنتدى
والمشاركين قدموا عددا من المشاريع؛ حيث تشكلت لجنة لدراستها تتكون من مقري، ونائب
الأمين العام للمنتدى منير سعيد، وعلماء بينهم طارق السويدان، وعصام البشير، وأحمد
الإبراهيمي، وكمال أوزدان".
وعلى يد علماء ومفكرين وناشطين في العمل
الإسلام، تأسس "منتدى العالم الإسلامي للفكر والحضارة" في ماليزيا عام
2014 تحت اسم "منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة" قبل أن يتم تغيير اسمه
قبل أيام.
ويسعى المنتدى إلى"إقامة حوار دائم في
القضايا الفكرية والحضارية حول واقع الأمة وخياراتها المستقبلية، يستند إلى مرجعية
الإسلام، وبقراءة معاصرة شاملة لتوضيح الطريق للعاملين وتوجيههم نحو تحقيق القيم
العليا للإسلام ونهضة الأمة وسيادتها".