شهدت الأيام الأخيرة عدوانا إسرائيليا واسع النطاق على
سوريا، حيث وجه جيش
الاحتلال الإسرائيلي ضربات عنيفة أدت إلى تدمير القدرات الاستراتيجية للجيش السوري بشكل كامل تقريبا، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وصف الكاتب الإسرائيلي يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية الهجوم الإسرائيلي على سوريا بأنه الأكبر من نوعه منذ حرب عام 1967، حيث إنه أعاد الجيش السوري إلى “نقطة الصفر”.
وأشار الكاتب في مقاله إلى أن العملية شملت تدمير جميع القدرات العسكرية الأساسية للجيش السوري، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والدبابات، وأنظمة الدفاع الجوي، ومصانع إنتاج الأسلحة، والبنى التحتية الاستراتيجية.
وأوضح ليمور أن انهيار حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في بداية الأسبوع كان المحرك الرئيسي لهذا التصعيد، حيث خشيت دولة الاحتلال من "سقوط الأسلحة المتطورة في أيدي جماعات متطرفة مثل هيئة تحرير الشام".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت إلى أن "إسرائيل" اعتمدت على عقود من المعلومات الاستخبارية المتراكمة لتوجيه ضربات دقيقة ومكثفة في كل أرجاء سوريا، لضمان عدم وقوع تلك الأسلحة في أيدي خصومها.
وأضاف ليمور أن هذه الخطوة تمثل تغييرا جذريا في استراتيجية إسرائيل تجاه سوريا، حيث كانت تفضل سابقا "الشيطان المعروف" ممثلا في نظام الأسد على الجماعات المجهولة التي قد تحل محله. ومع ذلك، فقد أكد التقرير أن الوضع في سوريا لا يزال غامضا، إذ تحتاج الاستخبارات الإسرائيلية الآن إلى مراقبة الجماعات المسلحة التي قد تشكل تهديدا أكبر من الجيش السوري نفسه.
في السياق ذاته، كشف الصحفي العسكري آفي أشكنازي في صحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل جديدة عن العدوان الإسرائيلي الذي أطلق عليه اسم "سهم الباشان".
وأشار أشكنازي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكمل تدمير البنية التحتية العسكرية السورية بشكل شبه كامل، بحيث لم يتبق سوى عدد محدود من الطائرات القديمة والدبابات الموزعة في أنحاء البلاد.
ووفقا لأشكنازي، فإن الهدف الرئيسي للعملية كان منع حزب الله والجماعات المسلحة من الاستيلاء على أسلحة الجيش السوري وتحويلها إلى تهديد مباشر للاحتلال الإسرائيلي. ورغم النجاح العسكري، فقد أشار التقرير إلى قلق إسرائيلي متزايد بشأن الاستقرار الإقليمي، خاصة في
مصر والأردن.
وقال إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواجه مشكلة جديدة بعد تدمير الجيش السوري، وهي القلق من الوضع في مصر والأردن.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أشكنازي أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في الأردن ومصر، حيث تخشى "تل أبيب" من محاولات إيرانية لتأجيج الأوضاع أو تدخل جماعة الإخوان المسلمين مجددا في الساحة المصرية.
وأشار إلى أن رئيس "الشاباك" ورئيس الأركان الإسرائيليين قاما مؤخرا بزيارة مفاجئة إلى مصر، ركزت بشكل رئيسي على بحث سبل استقرار الأوضاع هناك، وليس فقط ملف الأسرى.
وفي ظل هذه المخاوف، تعمل دولة الاحتلال على تعزيز حدودها الشرقية مع الأردن، حيث يجري بناء وحدة عسكرية جديدة وجدار أمني بتكلفة مليارات الدولارات، بهدف مواجهة أي تطورات غير متوقعة.
ويؤكد تقريرا "إسرائيل اليوم" و"معاريف" أن مخاوف دولة الاحتلال لا تزال قائمة، في ظل الغموض المحيط بمستقبل سوريا بعد سقوط الأسد، واستمرار التوترات في الجبهات الإقليمية الأخرى.