فشلت كل مساعي السلطة
الفلسطينية إلى إنهاء حالة المقاومة في مخيم
جنين، رغم حملات التحريض الواسعة، وشيطنة المقاومين المنتمين إلى عدة فصائل.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها إضرابا شاملا لليوم السادس على التوالي، احتجاجًا على العملية الأمنية الواسعة التي أدت إلى وقوع شهداء وجرحى بينهم مدنيون.
واستشهد في عدوان السلطة على مخيم جنين، المقاوم البارز يزيد جعايصة، أحد أبرز المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي الإضراب استجابة لدعوة أطلقتها "كتيبة جنين"، والتي دعت أيضا الأهالي إلى الضغط على السلطة والتظاهر من أجل فك الحصار عن المخيم.
وتتذرع السلطة عبر الناطق الرسمي باسم أجهزتها الأمنية العميد أنور رجب،بأن مخيم جنين تحول إلى مرتع للخارجين عن القانون، والذين يقومون بأفعال "داعشية" بحسب تعبيره.
ورغم شيطنة رجب والإعلام التابع للسلطة، للمقاومة، واعتماد السلطة على حصار المخيم وقطع الكهرباء والماء عنه كوسيلة ضغط، فإن الحاضنة الشعبية لا تزال تؤكد التفافها على خيار المقاومة.
وركزت وسائل إعلام فلسطينية على التشابه في الخطاب الرسمي من قبل جيش الاحتلال خلال حرب إبادته على قطاع
غزة، والسلطة من خلال حملتها على جنين.
وفي كل مرة يقوم فيها الاحتلال بتدمير البنية التحتية، أو استهداف المشافي والمدارس، يبرر ذلك بوجود مسلحين.
اظهار أخبار متعلقة
هذه الحجة ذاتها استخدمتها السلطة، واتهمت المقاومين المسلحين بالتواجد بين المدنيين.
وزير داخلية السلطة الفلسطينية زياد هب الريح، كان صريحا بالقول إن السلطة تنظر إلى المقاومين على أنهم "مجموعة من المطلوبين الجنائيين الخارجين عن القانون".
وزاد بأن الهدف من الحملة هو "ترتيب البيت الداخلي واستهداف من لا يلتزم بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير".
وفي دلالة على التنسيق مع الاحتلال، نقلت "شبكة قدس" عن مصادر قولها إن "الآليات التي تضررت في الاشتباكات، يتم نقلها عبر حواجز الاحتلال لإصلاحها، وهو ما أكدته مصادر أمنية فلسطينية".
وبحسب الشبكة، فإن ما يجري ربما يكون تنفيذا لخطة الجنرال الأمريكي مايكل فينزل، والتي كُشف عنها في شباط/ فبراير 2023، أي قبل "طوفان الأقصى" وقبل سقوط بشار الأسد وقبل الحرب على لبنان.
فقد نقل حينها موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، طلب من رئيس السلطة محمود عباس تنفيذ خطة أمنية تهدف إلى القضاء على المقاومة تمت صياغتها بواسطة المنسق الأمني الأمريكي الجنرال مايكل فينزل، والتي تحدد كيف يمكن لأجهزة أمن السلطة استعادة السيطرة على شمال الضفة الغربية، وتشمل تدريب قوة فلسطينية خاصة سيتم نشرها في هذه المناطق لمواجهة مجموعات المقاومة.