من المقرر أن يلتقي العاهل
المغربي محمد السادس الرئيس الأمريكي
باراك أوباما في واشنطن هذا الأسبوع. ويُتوقع أن يركز جدول الأعمال على قضايا "مكافحة العنف ودعم عمليات الانتقال الديمقراطي وتعزيز التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط وإفريقيا"، بحسب بيان للمتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني.
ويأتي اللقاء ضمن زيارة يبدأها ملك المغرب للعاصمة الأمريكية في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ويؤكد محللون أنه سيركز أساساً على قضية الصحراء باعتبارها قضية أولى بالنسبة للمغاربة، كما أن التحولات الجارية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفرض نفسها على اللقاء، فضلاً عن كونه مناسبة لتهدئة التوتر الذي عرفته العلاقات المغربية الأمريكية في الأشهر الأخيرة، كما ذهب إلى ذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بمدينة المحمدية المغربية محمد ضريف.
وعن زيارة ملك المغرب للبيت الأبيض التي تعد الأولى منذ تسلم أوباما الرئاسة قبل خمس سنوات، رأى ضريف لـ"عربي 21" أنها لا تخرج عن هدف تقوية الروابط التي اعتبر الملك في خطابه الأخير في البرلمان المغربي أنها تعرف أزمة ثقة عندما أشار إلى علاقات المغرب وشركائه الاستراتيجيين.
وشدد ضريف على تصدر قضية الصحراء لهذه المباحثات المغربية الأمريكية، بسبب رهان الرباط على أن تدعم واشنطن المبادرة المغربية المتعلقة بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية حكماً ذاتياً، وهي المبادرة التي وصفتها الإدارة الأمريكية بالجدية والواقعية، فضلاً عن الدعم الدولي الواسع الذي حظيت به. كما أن ملف
الصحراء الغربية يحتل أهمية كبيرة نظراً للأزمة الديبلوماسية بين أمريكا والمغرب والتي كاد أن يتسبب فيها مقترح للمندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن في نيسان/ أبريل الماضي؛ يدعو إلى توسيع مهام بعثة "المينورسو" الدولية الموجودة في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، ما دفع المغرب حينها إلى إلغاء مناورات عسكرية مشتركة بين مع الولايات المتحدة. ولكن بعد رسائل متبادلة بين محمد السادس وأوباما وتحركات دبلوماسية مكثفة تم سحب المقترح الأمريكي.
وحسب مصادر مغربية وأمريكية، فإن أوباما أجرى في أيار/ مايو الماضي محادثة هاتفية مع العاهل المغربي دعاه خلالها إلى زيارة واشنطن. وتقول المصادر إن الرجلين "تحدثا عن أهمية تعميق علاقاتهما الثنائية خصوصاً في الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك".
كما تأتي زيارة العاهل المغربي لواشنطن في ظل توتر العلاقات بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء أيضاً.
وتصاعدت الأزمة بين الرباط والجزائر بعدما كرر الرئيس
الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وُجهت إلى مؤتمر احتضنته مدينة "أبوجا" النيجيرية؛ الاقتراح الأمريكي بتوسيع مهام "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما اعتبرته الرباط أمراً عدائياً واستفزازياً، وردت باستدعاء سفيرها بالجزائر للتشاور قبل أن يعود لمزاولة مهامه بعد خمسة أيام قضاها في الرباط.
وحسب مصادر إعلامية، فإن من المنتظر أن يرافق الملك محمد السادس في زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفد يضم وزراء ومستشارين، إضافة إلى مسؤولين في الأمن والجيش.
ويشار إلى أنه وفقاً للبروتكول الملكي، فإن الزيارات الملكية الخارجية تسبقها طائرات محملة بأدق التجهيزات، بما فيها تلك التي تبدو بسيطة ومتاحة في الدولة المضيفة.