روجت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري أن
مطار حلب الدولي أعيد فتحه بعد هبوط طائرة مدنية الأربعاء الماضي، هي الأولى منذ نحو سنة، وبالتزامن مع افتتاح مؤتمر جنيف2 في سويسرا.
ولكن ما هي قصة الطائرة؟ في حقيقة الأمر أن النظام السوري جمع عددا من الصحفيين الأجانب في دمشق وطلب منهم صعود الطائرة دون أن يعرفوا وجهتها، ليعلموا بعد ذلك متجهون إلى مطار حلب، بحسب مراسل قناة "سي إن إن" الأمريكية "فريد بليجن".
ويروي المراسل قائلا: "كان الانطلاق من قاعدة جوية في دمشق بعد أن جمعتنا السلطات
السورية.. نحن 20 صحفيا.. داخل الطائرة دون أن تبلغنا بوجهتنا". ولكن بعد إقلاع الطائرة تم إبلاغهم بأنهم متجهون إلى حلب.
وكان الصحفون قد أُبلغوا عند دعوتهم للاجتماع بأنهم متجهون إلى أحد خطوط القتال في محيط دمشق، قبل أن يطلب منهم صعود الطائرة.
وقال المراسل: "أبلغنا طاقم الطائرة بأن الأمر يتعلق بأول رحلة مدنية ستهبط هناك منذ عام، وهو ما بدا لنا أنها فكرة غير جيدة على الإطلاق". وما إن هبطت الطائرة حتى اكتشف الصحفيون انهم باتوا "خبر اليوم"، حيث كان التلفزيون الرسمي السوري يقوم بنقل مباشر من أرض المطار، مع شريط على التلفزيون "يزعم أن الطائرة تقوم برحلة تجارية".
وأوضح مراسل "سي إن إن": "عند هبوطنا بدا أن من كانوا في استقبالنا قد انتعشوا لسلامة الهبوط، وبادلناهم نحن الشعور ذاته. لقد كان الوفد تابعا لحزب البعث ومن ضمنه محافظ حلب" محمد وحيد عقاد.
وأوضح المراسل "فريد بليجن" أنه "كان تركيز المحافظ على مؤتمر جنيف واضحا، حيث أن السلطات تريد أن تظهر تقدمها في المدينة. ورغم أننا لسنا متأكدين من علامات الدعم (في الشارع) للنظام، إلا أنه تم أخذنا إلى مناطق استعاد الجيش السيطرة عليها".
وتأتي هذه الرحلة غير الاعتيادية سعيا من النظام على ما يبدو لإظهار سيطرته بعدم تمكنت قواته من استعادة السيطرة على "اللواء 80" الذي يتولى حماية المطار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويرى المراسل أن "الوضع في حلب جدير بالملاحظة، فهي الأكثر تقريبا من حيث الدمار الذي شهدته المدينة، رغم أن بعض المناطق منها تشهد حركة اعتيادية، كما أن رفوف المحلات تبدو ممتلئة بالبضائع".
"لكن على بعد العشرات من الأمتار تبدو آثار الدمار واضحة للعيان، كما أن القتال العنيف مستمر"، ومع ذلك "تبدو الحكومة مصممة على أن تظهر لنا التقدم الذي حققته في حلب، لكن المدينة تبقى منقسمة جدا" بين النظام وللثوار.
وبينما "تقول الحكومة إن حلب يمكن أن تكون نموذجا لوقف إطلاق النار، إلا أن الحديث عن السلام يبدو امرا سابقا لأوانه" حسب تقدير مراسل "سي إن إن".