أكدت
عائشة خيرت الشاطر، نجلة المهندس نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، أن والدها وعدد كبير من قيادات الإخوان، يتعرضون لـ"محاولة للقتل العمد البطيء".
وأضافت عائشة حوار لها مع صحيفة "
المصريون"، الاثنين، أن "والدي يتعرض لمعاملة سيئة جدا، ولا يكتفي سجانوه بمنع زيارتنا عنه للشهر الرابع على التوالي، وإنما يحرمونه من إدخال الطعام والملابس والأدوية، وأي مستلزمات خاصة به، فضلا عن حرمانه وإخوانه من مطالعة الصحف والمجلات والكتب والتلفاز، وأي سبل تواصل وإطلاع على العالم الخارجي، وغيرها من
الحقوق الإنسانية التي تكفل لهم حق الحياة".
وتابعت أنها وأفراد أسرتها كانوا كلما انتابهم قلق عليه في محبسه أجابهم بقوله: "لن يحكم في أمر الله وملكه غير الله.. لا تقلقوا علي.. فأقصى ما يستطيع الانقلابيون فعله بي ما قد كتبه الله لي".
ووصفت عائشة والدها بأنه "شديد التعلق بالله، ويحيا مع الله، ومعه مصحفه، في خلوة".
وأضافت أنه "رغم كل المضايقات إلا أننا نستمد منه القوة، والأمل، واليقين، وحسن الظن في الله"، مشيرة إلى أنه تم منع زيارتهم لأبيها منذ قرابة أربعة أشهر، دون معرفة سبب هذا المنع".
وأشارت إلى أن الشاطر معتقل في زنزانة، مساحتها 2/2، ولا يخرج منها لمدة 23 ساعة متواصلة، ويُحرم من دوائه، وغطائه، وملابسه، وطعامه، مشددة على أنه يجب تسمية سجون الانقلابيين بـ"جوانتانامو مصر"، التي "غلبت سجون الاحتلال الإسرائيلي، في وحشية، ولا إنسانية التعامل في السجون، والانتهاكات التي تحدث بها"، على حد تعبيرها.
"بقيت الجماعة ورحل الطغاة"، قالت عائشة، وأضافت أن الضربات التي تتعرض لها جماعة الإخوان المسلمين منذ 30 حزيران/ يونيو 2013، وحتى الآن، لم تكن أسوأ مما تعرضت له الجماعة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وتساءلت "أين عبد الناصر، وأين جماعة الإخوان؟"، وأجابت: "بقيت الجماعة، ورحل الطغاة، لأن الفكرة لا يمكن أن تموت أبدا ما دام هناك من يؤمن بها، ويحيا من أجلها (مقتبسة من مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا"، مؤكدة أن هذه الضربات رغم شدتها تزيد الجماعة قوة، وثباتا، ورسوخا.
وكشفت عائشة عن الكواليس التي حدثت مع والدها خلال المهلة التي منحها المجلس العسكري قبل الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مؤكدة أن الشاطر رفض بشدة مغادرة البلاد عندما طالبته أسرته بالسفر إلى أن تمر أحداث 30 حزيران/ يونيو، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التي ارتكبها أفراد "البلاك بلوك"، وتصاعد الدعوة إلى حرق منازل قيادات الإخوان، "فطلبنا منه السفر، لكنه رفض بشدة، وقال:لست من يهرب، وأنا لم أفعل شيئا، لأخرج خارج البلاد".
وأقرت عائشة بأن الإخوان وثقوا ثقة لم تكن في محلها بقيادات بالجيش المصري، رجوعا إلى تاريخه السابق المشرف من أيام حرب تشرين الأول/ أكتوبر.
واستدركت بالقول: "لكن لا أنكر أنه كان هناك حالة من التشكك، بالأخص من مواقف الشرطة والجيش السلبية تجاه ما اتضح في الأوضاع الأخيرة من التخطيط للانقلاب، وتخاذلهم لإتمام خطتهم".
فوبيا "الشاطر"
ونفت عائشة أن يكون لوالدها أي علاقة بجماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تبنت تفجيرات عدة في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن والدها لم يحمل طيلة حياته أي سلاح.
وقالت: "والدي لم يحمل طيلة حياته أي سلاح، ولم يملك كل أفراد الأسرة أي أسلحة حتى في فترة حكم مرسي".
وتابعت: "من المؤكد أن هناك فوبيا خيرت الشاطر لدى النظام منذ عهد مبارك نفسه حتى الآن، فتراه في قاموسهم هو المسؤول عن كل شيء.. وهؤلاء الانقلابيون لا يستحون، فبعد ما ظلوا يتحدثون عن مسؤولية جماعة أنصار بيت المقدس، طيلة ستة أشهر عن كل أعمال العنف، خرجوا إلينا في الشهور الأخيرة بأكذوبة أنه لا توجد جماعة بهذا الاسم، وأن خيرت الشاطر هو المسؤول عن أعمال العنف في سيناء".
لا بديل عن الشرعية
وأكدت أنه لا بديل عن الشرعية، واسترداد الحقوق، ومحاكمة القتلة، والإفراج عن المعتقلين.
ودت عائشة جميع المصريين بالانضمام للصف الثوري، و"من يتخلف أو يمتنع فهو أمر يتعلق به، ولا نمانع من وجود أي فصيل، بل نرحب بالجميع".
وقالت إن التحالف الوطني لدعم الشرعية يجتهد على قدر الإمكان، وهو يصيب ويخطئ بحكم الظروف والأجواء الصعبة التي نعيشها.
وأكدت أن تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات (المشرفة على الانتخابات الرئاسية المزمعة) هو اعتراف ضمني بفشل الانقلاب، "إذ لا يقوم بالتحصين إلا من لا يثق في موقفه".
واختتمت عائشة بالقول: "أتوقع أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع هذه الدماء هباء، ولن يخذل هذه الجموع التي تخرج منذ أكثر من تسعة أشهر، تنادي بحق الشعب في حياة كريمة، وأن الله لن يضيع ما تعرضت له هذه الجموع من معاناة وانتهاكات، وما تجرعته من الآلآم، من أجل ميلاد مستقبل أفضل لبلدهم.. فما ضاع حق وراءه مطالب".