بالرغم من الموضوعات والملفات الساخنة التي تناولها خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمته باحتفال جمعية الإمداد التابعة للحزب، فإنه لم يحظ بردود أفعال لافتة من القوى السياسية والمراقبين.
فقد تناول
نصر الله في خطابه الأخير الوضع الداخلي، والحوار مع تيار
المستقبل، مرورا بالأوضاع على الحدود ومواجهة فصائل المعارضة السورية، وصولا للملف الإقليمي والهجوم الذي شنه على مملكة
البحرين وحكومتها.
وأرجع مراقبون برودة ردود الأفعال على الخطاب للأجواء المناخية العامة في
لبنان المتأثرة بالمنخفض الجوي البارد من جهة، وحرص الأطراف السياسية على الحد من التوترات السياسية في ظل جلسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، فيما اقتصرت ردود الأفعال على تصريحات لبعض رموز فريق الرابع عشر من آذار، تركزت على ملفي الأوضاع على الحدود، والهجوم الذي شنه نصر الله على البحرين لاعتقالها الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيعية علي سلمان.
14 آذار.. والكلام الخطير
من جهته، انتقد منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد ما جاء في حديث نصر الله، بشأن مشاركة مقاتلي الحزب في تأمين الحدود إلى جانب الجيش.
وتساءل في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "الحزب يحرس الحدود الى جنب الجيش الشرعي ..كلام خطير بحق لبنان، ويطرح سؤال من كلف فريق حزبي حماية لبنان؟ وما رأي الحكومة".
وأضاف "هل معالي وزير الدفاع على علم أن عناصر مسلحة غير شرعية تحرس الحدود مع سوريا؟ وماذا يبقى من الدولة إذا لم تحصر استخدام القوة بيدها؟".
التدخل في الشأن البحريني
بدوره إيلي محفوظ طالب رئيس حركة التغيير وعضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار نصر الله "بتحويل تنظيمكم حزب الله إلى حزب سياسي"، مضيفا وفق ما نشره على صحفته على فيس بوك: "أولادنا باتوا منتشرين في أصقاع المعمورة بسبب شغفكم في الحروب، وبعضهم تلاحقه شظايا مواقفكم كما حصل مع البعض في عدد من الدول العربية، آن الأوان لنبني وطنا لا مشاريع مزارع".
ورفض محفوظ ما جاء في حديث نصر الله عن البحرين واتهمه بالتدخل بشؤون الدول الصديقة، وقال:"السيد حسن نصرالله لم يكتف بما أنزله في سوريا من خلال قتاله هناك، وها هو اليوم يبشرنا بالبحرين، متدخلا في شؤون دول صديقة، مما سيلحق بلبنان مزيدا من الضرر والأذى".
خطاب تهديد
بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين أن "خطاب نصر الله وتحديدا فيما يتعلق بما جرى في باريس، وما يتعلق بالوضع الداخلي كان خطابا تهديديا، وذلك برأيه "عكس أغلب الخطابات السابقة التي كان يطل بها في مناسبات عدة".
وفي حديث لـ"عربي21" قال الأمين:"إن نصر الله أراد إيصال رسالة وجه نظر من المرحلة الراهنة وتحديدا على الصعيد الداخلي، وإبداء مواقف تهدئة للخارج بالحديث عن رفض الإرهاب والجماعات التكفيرية، خاصة في ظل التصنيف الأوروبي للجناح العسكري للحزب ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية".
وأضاف الأمين أن "نصر الله فيما يتعلق بهذا الملف أراد أن يظهر بشخصية المسالم الرافض للإرهاب، وإبداء الرغبة في أن يعم الأمن والسلام في لبنان".
بين نصر الله وواشنطن
أما فيما يتعلق بهجومه على البحرين، فربط الأمين بين موقف نصر الله والموقف الأمريكي، الذي كان قد أدان اعتقال السلطات البحرينية لأمين جمعية الوفاق علي سلمان.
واعتبر الأمين أن "النبرة الهجومية لا تعبر عن موقف مواجهة بقدر ما هي في إطار الموقف ضمن الصراع الإقليمي في المنطقة"، مضيفا أن "شخصية مثل نصر الله متورط في سوريا، يريد فقط تسجيل نقاط في الملف البحريني وتصريحاته لا تدل على موقف استراتيجي".
وذكّر الأمين في حديثه "بموقف حزب الله المنحاز للنظام السوري منذ بداية الثورة السورية التي انطلقت سلمية، وانتهت عسكرية بعدما دفعها الى ذلك النظام السوري بجرائم لم يستنكرها الحزب"، في إشارة إلى حديث نصر الله عن سلمية الحراك في البحرين، لافتا إلى أن "شعبية الحزب أصبحت شعبية مذهبية".
وخلص الأمين في نهاية حديثه، إلى أن "نصر الله لا يريد أن يصعّد في الملف البحريني على الرغم من نبرة التهديد في الخطاب، بدليل أنه دعا لدعم التحرك السلمي وحذر المعارضة البحرينية من أن هناك من يريد أن يجركم إلى فعل عسكري".