صحافة دولية

روبرت فيسك: مخاوف السعوديين كثيرة.. وأكثرها من العراق

فيسك: طموحات السعوديين هي تدمير إيران وتقديم المنح للمواطنين حتى يظلوا بلا مزاج ثوري - أ ف ب
فيسك: طموحات السعوديين هي تدمير إيران وتقديم المنح للمواطنين حتى يظلوا بلا مزاج ثوري - أ ف ب
كتب روبرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن المخاوف السعودية والتحديات التي تحيط بالمملكة.

ويقول الكاتب: "يخافون الإيرانيين، ويخافون من الشيعة، ويخشون من تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، ويخافون من الإخوان المسلمين، ويخشون من خيانة الأمريكيين لهم والمؤمرات الإسرائيلية، بل إنهم يخشون من (قوة) قطر. ويخافون من السكان الشيعة في المملكة، بل إنهم يخافون من أنفسهم، ومن اندلاع ثورة سنية في السعودية، من داخل العائلة".

ويجد فيسك أن جل المخاوف السعودية تحديدا تأتي من العراق، ويقول: "انظر ما جرى في الأسبوع الماضي، قوات الشيعة تقاتل نيابة عن جيش الحكومة العراقية ضد المليشيات السنية في تكريت. وهذا هو توسع إيراني على قاعدة لم تحلم بها منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وهناك ألفا مقاتل من الحرس الثوري يقاتلون إلى جانب بشار الأسد ضد المعارضة السنية. وبعد ذلك يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحصول على ميداليات من خلال سياسته الخارجية، والتوصل لاتفاق أمريكي- إيراني بشأن الملف النووي. وأخيرا، يرى السعوديون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي صديق".

ويرى الكاتب أنه "لهذا السبب سارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد انتهاء جولة المحادثات النووية إلى الرياض يوم الخميس؛ لطمأنة العائلة السعودية الحاكمة، وقال لها إنه رغم الاتفاق الحميم الذي يسعى له مع طهران، إلا أن الولايات المتحدة لن تحرف النظر عن مراقبة أفعال إيران التي تزعزع الاستقرار في العراق وفي أماكن أخرى".

ويشير فيسك إلى أن وزير الخارجية السعودي العجوز بدا مشاكسا أكثر من نظيره الأمريكي، عندما تحدث عن أفعال "الهيمنة" الإيرانية، قائلا لكيري: "إيران تحتل العراق"، وهو تعليق ربما كان أقل ضررا للأمريكيين لو لم يحمل الكثير من الحقيقة. 

ويذكر الكاتب أن إيران تتفاخر بتصوير دورها في معركة تكريت، ويقوم جنودها برفع العلم الوطني الإيراني على أرض العراق، ويبث التلفزيون الإيراني لقطات للحرس الجمهوري في الصحراء العراقية، والحضور لأكثر جنرالاتها سيئي السمعة، وهو قاسم سليماني. وعليه عندما وقف بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، وحذر من التهديد الدولي لإيران، فقد دعا هذا محرر موقع قناة "العربية" الإنجليزية فيصل عباس للكتابة "إنه من النادر جدا أن يتفق رجل عاقل مع أي شيء يقوله أو يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو... بيبي محق، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إيران".

ويرى فيسك أن عباس ربما لم يكن يمثل العائلة السعودية الحاكمة، ولكنه لم يكن ليتلفظ بهذا الكلام لو لم يحصل على مباركة منها.

ويبين الكاتب أنه من أجل أن تكون سعوديا اليوم، فإن عليك ألا تفكر بثروتك الكبيرة، ولا بيانات البيعة الأبدية من العشائر أو من أصدقائك من أبناء الأعراق.. وتذكر أن جون كيري الذي قدم تطمينات للسعوديين هو نفسه السياسي الفاشل الذي وعد بتحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أشهر، وتخلى عن طموحاته الكبيرة بهزة كتف عندما انهارت.

ويلفت فيسك إلى أن السعوديين لا طموحات لديهم سوى تدمير إيران وتقديم المنح للمواطنين السعوديين، حتى يظلوا بلا مزاج ثوري. كما أن السعودية تخطط لبناء 16 مفاعلاً نوويًا بقيمة 80 مليار دولار خلال عشرين عاما وبمساعدة فرنسية.

ويخلص فيسك إلى أنه "لا يمكنك لوم السعوديين لعدم ثقتهم بباراك أوباما، كما يرى نتنياهو، فالرئيس الأمريكي يقصف تنظيم الدولة من الجو فيما يقوم الإيرانيون بالإغارة على التنظيم برًا، وقصفه بالمدفعية من الأرض".
التعليقات (4)
مواطن كوكتيل
الخميس، 06-08-2015 12:57 ص
ال سعود حرامية شراب خراب
مواطن حر
الخميس، 06-08-2015 12:32 ص
البترول مش ملك لال سعود ربنا يعطي لكل عبادة يعطي الهواء يعطي الشمس يعطي البترول ال سعود حراميه خراب شراب
مواطن حر
الخميس، 06-08-2015 12:26 ص
مرحبا السلام عليكم الهواء ملك العالم الشمس ملك العالم الزيت ملك العالم الزيت مش ملك لال سعود الحراميه الشراب الخراب
إبراهيم الدسوقي
السبت، 07-03-2015 04:31 م
لقد أثبت التاريخ أن الأنظمة الوراثية في العالم ـ عموما ـ و في عالمنا العربي و الإسلامي على الخصوص،لا يهمها من أمر رعاياها سوى الخنوع و الخضوع، و الإبتعاد عن كل ما يهدد عروشها أو ينغص على " أصحاب الجلالة و السمو " حياتهم الرغيدة ، الهانئة و الكسولة،بعيدا عن كل المطالب الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية التي قد يثيرها مواطنو هذه الممالك و الإمارات ( لا نقصد بالضرورة الدولة القائمة تحت هذا الإسم في الخليج و لكننا هنا بصدد تحليل عام )،هؤلاء المواطنون " الأعزاء "؛كان يخاطبهم أحد الملوك العرب في مغرب الوطن الكبير : شعبي العزيز إنني أعرفك جيدا كما تعرفني جيدا .و لا ندري ماذاكان يعنى بذلك ؟؟.نقول ؛ هذه الأنظمة تحدث عنها نبينا الكريم ، و سماها ( الملك العضوض ) ، و أخبر أنها ستجيء بعد الخلافة الراشدة، و ذلك ما تحقق كلية على يدي معاوية بن أبي سفيان، و العباسيين من بعدهم ( أي الأمويين ) و من نحا نحوهم و سار على دربهم إلى يومنا هذا.هذه الممالك ، بل الأسر الحاكمة و المالكة تشكل مفارقة عجيبة في أنظمة الحكم عبر العصور، و إلا كيف يعقل أن يكون هناك ملوك يملكون كل شيء أو يكادون ، و يحيون هم و أبناؤهم و أحفادهم ،و من كان من سلالتهم " النبيلة " الحياة التي تحدثنا عنها آنفا، دون أن يقدموا ـ مقابل ذلك ـ الثمن المستحق.ملوك سعداء مترفون و مسرفون يقابلهم رعايا تعساء و مواطنون كادحون،أنظمة أشبه ما تكون بما عرف بالأسياد و الأرقاء أو العبيد في الأمم و الشعوب القديمة .و قد تطور الأمر حتى فرض على " المواطن العزيز " أن يحمل اسم العائلة المالكة ـ طال عمر عاهلها و أطال الله بقاءها ـ فلا هوية له سوى هوية مليكه و مالكه.و لأمر ما ورد في القرآن الكريم الحديث عن مثالب هذا النوع من الحكم: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة و كذلك يفعلون . و قوله تعالى :و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا.ودون إطالة ؛ نقول إن عزاءنا الوحيد في عالمنا العربي التعيس يبقى الأمل في الله تعالى أن يرفع عنا هذه البلايا و المحن، و على رأسها الملك العضوض و خليفته " الأنظمة الديكتاتورية " كنظام الإنقلاب في مصرنا الحبيبة،و التي وصفها الصادق المصدوق ب( الجبري ) ، و أن يجعلنا ممن يختمون أعمارهم في ظل الخلافة التي ستقوم على منهاج النبوة إن شاء الله. و رحم الله الشاعر القديم القائل : أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .

خبر عاجل